أكد الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان أبو حليقة أن الحل الوحيد للقضاء على البطالة في السعودية يكمن في وضع استراتيجية للتوظيف، وقال:"مما لا جدال فيه أن معدل البطالة في المملكة وصل إلى مستويات عالية جداً". وقال:"لا بد من استراتيجية علمية مدروسة بشكل دقيق جداً لحل المشكلة جذرياً، على اعتبار أن البطالة تنتج من عدد من العوامل، من أهمها عدم تأهيل طالب العمل السعودي لمنافسة العمالة الوافدة الموجودة بكثرة في السعودية، ومن المهم تأهيل طالبي العمل السعوديين جيداً. وشدد على ضرورة تطبيق سياسات السعودة بحزم، عبر خفض معدل الاستقدام، والدخول في مفاوضات مع أصحاب العمل بشأن المزايا الاقتصادية لتوطين الوظائف وتدريب المسؤولين في الشركات على اقتصادات السعودة، ورفع جودة تأهيل العمالة ونسبة العمالة عبر برامج تدريجية. وعزا زيادة البطالة إلى عدد من الأسباب، منها إتاحة فرص العمل لغير السعوديين، وزيادة نسبة الاستقدام، وتدني مستوى المشاركة في قوة العمل. وصنف أبوحليقة العمالة الوافدة إلى ثلاثة أقسام من ناحية التأهيل والكفاءة،"هناك عمالة عالية التأهيل بنسبة 25 في المئة، وعمالة أمية بنسبة 12 في المئة، وعمالة متوسطة المهارة والتأهيل تمثل 63 في المئة، أي ما يعادل 2,2 مليون". وتوقع أن تساعد الخطة الاستراتيجية التي تتبعها السعودية حالياً على القضاء على البطالة خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، من خلال تأهيل المواطنين وتدريبهم، وإنشاء المدن الاقتصادية في المناطق السعودية، وهو ما سيوفر فرص عمل جديدة، تستوعب الكثير من السعوديين، وأيضاً الكوادر التي ستتخرج من المعاهد والجامعات والكليات. من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي سامي العلي"متانة"الاقتصاد السعودي، وقدرته على استيعاب عشرات الآلاف من طالبي العمل كل عام من خريجين وخريجات الجامعات والكليات المهنية"لأن موازنة الدولة الضخمة - مع ارتفاع نسبة نمو صادرات النفط في الأعوام الماضية - تتيح لها إيجاد الفرص الاستثمارية التي تكفل القضاء على البطالة". وأوضح العلي أن التقارير المحلية تشير إلى أن نسبة النمو الاقتصادي للعام الجديد سيصل إلى4,5 في المئة"هذا مؤشر قوي على متانة الاقتصاد السعودي في ظل الأزمة العالمية التي لا تزال تهز كيانات كبرى الدول الصناعية، ما يعطي المجال للمملكة لاستحداث وظائف جديدة، وتنويع الاستثمارات وإنشاء البنى التحتية التي توفر العديد من الوظائف للمواطنين كل عام". وقال:"ليس خفياً أن نسبة البطالة في المملكة تزداد يوماً بعد يوم، إذ تتعدى بحسب آخر الإحصاءات 10 في المئة"، واصفاً هذه النسبة ب"المفزعة"في دولة تعتبر من أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط.