أبدت مجموعة من الفتيات العاملات ل"الحياة"اعتراضات كثيرة حول نظام مكتب العمل والعمال بخصوص ولي الأمر، الذي يجدنه عائقاً كبيراً أمام المرأة، مؤكدين من خلال تجاربهن مع العمل على أن ولاة الأمر كثيراً ما يستغلون المرأة ويستولون على مالها، أو يمنعونها من العمل، كما أن بعضهن لا يواجهن مشكلات كبيرة مع الولي، ولكن من الصعب اللجوء إليه في جميع الأمور التي تخص عملهن، أو الإجراءات الرسمية التي تخصهن، مثل إصدار بطاقة الهوية الخاصة بهن، مشددين على أن هذا من أكبر الخصوصيات، وهو أمر تستطيع أن تتولاه وحدها ولا يتطلب ولي أمر. كما يجدن أن المرأة في تقدم ولكنه بطيء، وذلك لأسباب عدة، منها اعتراضات الأهل المستمرة، ونظرة المجتمع التي من الصعب تغييرها، كما أن الكثيرات منهن يواجهن مشكلات في عدم ثقة رؤساء العمل في الكوادر النسائية المؤهلة للعمل، مشككين في قدرتهن على النجاح والوصول لمستويات عالية من التفوق والتقدم، والصعود بمستوى الجهة التي يعملن بها إلى قمة أعلى من النجاحات، مؤكدين على أن نظرة الرجل لا تزال سلبية في قدرة المرأة، ما يعوق استمرار نجاحها، ويضطرها للوقوف عند حد معين في السلم الوظيفي، ولا تستطيع الوصول لنجاحات أكبر، وهذه أحد أهم المعوقات التي يطالبن بتغييرها في أنظمة العمل لدينا، حتى يتيحوا للمرأة الوصول بشكل أكبر والنجاح في عملهن، وبالتالي يكون هناك الكثير من الفوائد التي تعم على الجميع. قالت زهرة المسعود امرأة عاملة وزوجة تبلغ من العمر 26 عاماً ل"الحياة":"إن المجتمع لا يزال أكبر عائق أمام نجاح المرأة، وعلى رغم كم الهجوم والاعتراضات التي تواجهها المرأة ضد عملها، والتحطيم من قدراتها على النجاح، أو تخطي حدود معينة من التقدم، إذ إنني واجهت الكثير من الهجوم، وأثيرت زوبعة كبيرة حول عملي، والمرأة أو الرجل دائماً بحاجة للدعم، وكان زوجي هو داعمي الأول، وكان دائماً يشجعني ويحفزني على التقدم". وأضافت:"العمل يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة حتى يثبت الشخص جدارته على العمل، والمرأة باستطاعتها فعل ذلك، على رغم تحملها أكثر من مسؤولية تجاه منزلها وأطفالها وزوجها، عكس الرجل الذي لا يتطلب منه سوى الاهتمام بعمله، وبعد ذلك محاولة إيجاد فرصة للجلوس مع أطفاله"، وتابعت:"إن الرجل لا يضطر للعمل ساعات طويلة في أكثر من جهة، مثلما تضطر المرأة لحرصها على مصلحة أطفالها وتعليمهم، والاهتمام بمنزلها، وإتمام أمور زوجها وتلبية جميع متطلباته، والاهتمام أيضاً بعملها والالتزام به، ونجاحها في المنزل والعمل يعد إنجازاً، وعلى رغم نجاح الكثيرات في عملهن ومنازلهن، إلا أنه لا يزال هناك اعتراضات وهجوم وتحطيم لمعنويات المرأة وقدرتها على النجاح، والتشكيك فيها". وفي المقابل أضافت خلود مسعودي، متزوجة وعمرها 25 عاماً، وكان لها سابق تجارب في العمل الحر والخاص، ل"الحياة":"بدأت العمل في أحد البنوك، وعلى رغم قدرتي على العطاء بشكل كبير في العمل، وتطوير الكثير في البنك الذي كنت أعمل فيه، وحصولي على شهادات عالية بتقدير عالٍ وخبرات، إلا أنني وجدت أن المرأة لا تزال مقيدة في العمل، إذ نصل إلى مناصب معينة في عملنا لا نتخطاها لمناصب أعلى، ونجد أن الكثير من الرجال والشبان حديثي التخرج، وبنسب ضعيفة وخبرات أقل منا، إلا أنهم يصلون إلى أعلى المناصب، ويتطورون في السلم الوظيفي وبسرعة، وهذا أحد أهم العوائق التي تواجه المرأة في العمل، إذ تظل ضمن دائرة محدودة وضيقة لا تستطيع التطور". وأبدت مسعودي استياءً شديداً حول نظام مكتب العمل الذي يخول ولي الأمر التحكم في جميع أمور المرأة، وصعوبة تحركها من دون اللجوء إليه في جميع أمورها الشخصية، وقالت:"أستغرب كثيراً واستاء في الوقت نفسه من الأنظمة التي تحتم علينا اللجوء لولي الأمر في أدق أمورنا، حتى عندما نود استخراج بطاقة الهوية الخاصة بنا نضطر لإحضار ولي الأمر للتعرف والتأكيد، وأسباب كثيرة لا أجدها مقنعة، وهذا عائق كبير أمام عمل المرأة، إذ عندما أود بيع أرض خاصة بي، أو أود السفر لأمر ضروري، اضطر لإحضار ولي أمري ليسمح لي بالخروج والعودة أو التصرف بأملاكي، كما أن البعض قد لا يواجه مشكلات مع ولي الأمر، ولكن من الصعب تعطيل زوجي أو أبي أو أخي عن عمله لإتمام عملي، وبهذا نضر الكثيرين". ومن جانبها قالت راوية باوزير، مديرة مدرسة وأم ل"الحياة":"إن المرأة في تقدم مستمر، وتطور، إذ لم تكن تستطيع منذ 15 عاماً مضت أن تكمل تعليمها مثل اليوم، فهي اليوم سيدة جامعية وامرأة عاملة وزوجة وأم أيضاً، وتستطيع الاعتماد على نفسها وتطوير ذاتها من دون الحاجة للآخرين، ولكن قد يكون المجتمع إلى اليوم يضع بعض العراقيل أمامها، ولا يشجعونها على العمل، ولكن أجد أنها اليوم أقوى ومستعدة لمواجهة الكثير من المصاعب لتعتمد على نفسها، بعد الله، وأن تكون قوية".