لا يزال الحاج الفلسطيني أحمد خليل المصري 53 عاماً في حال من الدهشة لما رآه في مكةالمكرمة من مشاريع عملاقة سهّلت عليه تأدية مناسكه، على عكس ما عانى منه من زحام قبل نحو 31 عاماً حين قدم للحج. وقال المصري ل"الحياة"أثناء مغادرته منفذ حالة عمار أمس:"قدمت للحج أول مرة عام 1979، ووجدت مشقة وزحاماً وتدافعاً خصوصاً خلال رمي الجمار، أما اليوم فوجدت أن كل الصعاب ذللت وأصبح رمي الجمرات سهلاً جداً"، مشيراً إلى أنه فوجئ بحجم التوسعة التي أجريت في المشاعر وإضافة قطار لنقل الحجاج. أما ديب أيوب الأيوبي مؤذن المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية فأبدى دهشته لما رآه في المشاعر من مشاريع عملاقة لتسهيل الحج، معرباً عن شكره للحكومة السعودية على جهودها للتسهيل على المسلمين. وذكر أحمد إبراهيم الشواهين 35 عاماً أنه قدم مع والدته المسنة لأداء المناسك بعد مكرمة من خادم الحرمين الشريفين باستضافتهما على نفقته. ودعا الله أن يمد هذه البلاد بما يعينها على خدمة المسلمين، مؤكداً أن الحج كان ميسراً ولم يواجه أي صعوبات. ووصف أحمد محمد وزوجته آمنة صريع ومحمد على وزوجته وضحى محمد الذين قدموا إلى السعودية للمرة الأولى، حجهم بالمريح، مشيرين إلى أن كل التسهيلات قدمت لهم. وكانت مدينة الحجاج في منفذ حالة عمار في منطقة تبوك بدأت استقبال الحجاج المغادرين إلى ديارهم بعدما أنهوا المناسك. وعملت الجهات الحكومية المعنية على تسهيل حركة المغادرين، فكثفت إدارة مرور منطقة تبوك دورياتها على الطريق الدولي، ووزعت هيئة الهلال الأحمر السعودي فرقاً ميدانية وجهزت بعض الفرق في مراكز الجهراء وتيماء والقليبة ومدينة تبوك، كما عززت الشؤون الصحية في المنطقة تواجدها في المركز الصحي في منفذ حالة عمار والمحجر الصحي، وزادت جوازات المنطقة من ضباطها لإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج. وتوزعت دوريات قيادة القوة الخاصة لأمن الطرق على طول الطريق بداية من الحدود الإدارية لمنطقة تبوك مع المدينةالمنورة حتى وصولهم إلى منفذ حالة عمار، ووضعت 8 نقاط فرز على الطرق، خصوصاً المؤدية إلى المنافذ لتخفيف سرعة السائقين وإرشادهم وضبط المخالفات. وتواجدت الورشة المتنقلة التابعة للمؤسسة العامة للتدريب المهني في المنفذ لتقديم المساعدات للحافلات المتعطلة. وذكر المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية عبدالله المبارك، أن أكثر من 50 ألف نسخة من القرآن الكريم التي أصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة ستوزع على الحجاج المغادرين، إضافة إلى توزيع فرع الوزارة أكثر من 100 ألف نسخة من المطويات والأشرطة والكتب الإرشادية والدينية. من جهة أخرى، أكد مدير جوازات منفذ الحديثة المقدم غازي العنزي أن حجاج بيت الله الحرام يلقون كل العناية والتقدير من جميع العاملين في جوازات المنفذ، وتقدم لهم جميع التسهيلات اللازمة، مشيراً إلى أن إجراءاتهم تنجز خلال فترة لا تتجاوز 15 دقيقة. وأضاف ل"الحياة"أن المتخلفين ممن انتهت تأشيراتهم عمرة، مرور، زيارة هم من يواجهون تأخيراً لأن إجراءات سفرهم تتطلب مراجعة أقرب إدارة وافدين. وقال:"بتوجيه المدير العام للجوازات جرى إعداد نقاط فرز بدءاً من مكةالمكرمة مروراً بالمدينةالمنورة وحتى المنافذ ومهمتها توجيه المخالفين إلى أقرب إدارة وافدين لتسوية وضعهم وعدم دخولهم إلى المنافذ إلا بعد اكتمال إجراءات سفرهم حتى لا يؤثروا على تقديم الخدمات للنظاميين". من جهته، ذكر المدير العام ل"جمرك الحديثة"زايد الزايد أن الجمارك سخرت جميع طاقاتها البشرية والتقنية لمواكبة الأعداد المتزايدة من المغادرين من الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم. وتابع:"يوجد عدد كبير من رجال الجمارك يعملون ليلاً ونهاراً لخدمة ضيوف الرحمن المغادرين، والتأكد من عدم وجود مخالفين أو متخلفين ثم يتم تسليمهم جوازات سفرهم". من جهة أخرى غادرت 36 حافلة تقل نحو 900 حاجاً عراقياً منفذ جديدة عرعر في منطقة الحدود الشمالية حتى مساء أول من أمس. وتابع أمير منطقة الحدود الشمالية رئيس لجنة الحج في المنطقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد مغادرة الحجاج عبر منفذ جديدة عرعر. وأعرب الحجاج عن شكرهم للحكومة السعودية على الرعاية التي حظوا بها والخدمات التي قدمت لهم.