بعد أن اجتازت اختبار"النحر"و"الرمي"بنجاح، تخطت منى مساء أمس امتحاناً جديداً عقب هطول أمطار متوسطة على أنحائها كافة، حيث غُسلت أرجاؤها، وابتلت طرقاتها من دون أن تسجل أي حوادث أو إصابات. وكشف مدير مركز عمليات الدفاع المدني في الحج اللواء محمد القرني عدم تسجيل أي بلاغات عن حالات طارئة ناجمة عن هطول الأمطار. وأكد تلقي المديرية العامة للدفاع المدني تحذيراً من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حول احتمال هطول المطر"لم يصل إلى درجة الإنذار إطلاقاً". وتابع:"منحتنا كميات الأمطار التي هطلت أمس فرصة للتأكد من جاهزيتنا، فضلاً عن التأكد من نجاح خطتنا للطوارئ، إذ أُنزلت غالبية الفرق إلى الميدان، حيث جالت بين المخيمات وتنقلت بين أنحاء مشعر منى كافة". وأكد مدير مركز عمليات الدفاع المدني في الحج أن التوقعات تلمح إلى عدم هطول أمطار إضافية على المشاعر المقدسة،"نظراً إلى أن السحب تحركت باتجاه محافظة الطائف". وكانت المديرية العامة للدفاع المدني سارعت إلى تطبيق الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول والملحقة بخطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج، وذلك قبيل هطول الأمطار على العاصمة المقدسة والمشاعر في الساعات الأولى من مساء أمس. وأوضح الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني الرائد عبدالله العرابي الحارثي، أنه فور تلقي عمليات الدفاع المدني لتنبيه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة باحتمال هطول أمطار متوسطة إلى خفيفة مصحوبة برياح نشطة على العاصمة المقدسة والمشاعر، تم تنفيذ الإجراءات ضمن خطة مواجهة الأمطار والسيول ونشر القوات البشرية والآلية في مواقع تمركزها المحددة مسبقاً، إضافة إلى إسناد الموقف في مشعر منى بعدد من فرق الإنقاذ المائي من قوة الطوارئ والإسناد يدعمها عدد من الآليات والمعدات المتخصصة والحافلات المجهزة لنقل الحجاج. وأضاف أن الخطة تضمنت تحريك طيران الدفاع المدني لنقل صورة مباشرة عن الوضع في المشاعر المقدسة لغرفة العمليات والاستعداد للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإخلاء إذا تطلب الأمر، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية كافة المعنية بتنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ، إذ بدأت كل جهة في تنفيذ المهمات المنوطة بها. وأكد أن الحال في المشاعر المقدسة مستقرة ومطمئنة ولم يحدث ما يعكر صفو الحجاج وأن الإجراءات كافة التي اتخذت كانت إجراءات وقائية. وعلى صعيد متصل، ألقت موجة القلق من المطر بظلالها بين أوساط قلّة من حجاج بيت الله الحرام، إذ تعرضت حاجة باكستانية إلى نوبة ذعر أدت إلى تعرضها لحال إغماء، نقلت على إثرها إلى المستشفى من طريق الهلال الأحمر.