لا تنخدع بالاسم والألوان، إذا قرأت لافتة ركن"تقني البنات"في معرض شباب الأعمال 2010 في جدة، فصاحبات السواعد الناعمة أثبتن أنهن أخف وأصبر، و"كُحل"العيون لم يُعرف عنه حجب فرص الاستثمار عن النظرات الذكية، وإن كان يغلب عليه اللون الوردي المترف، أو بدت بناته خجولات لينات. نائب المحافظ للتدريب التقني للبنات الدكتورة منيرة العلولا، أكدت حرص المؤسسة على مشاركة بناتها في مثل هذه المعارض لاستعراض التقدم الملموس في دعم المشاريع التي تسهم في رقي شابات الأعمال في المجتمع، خصوصاً شابات التدريب التقني اللاتي تخرجن بإبداعاتهن المبتكرة وأفكارهن المميزة، وتفردهن ببعض الأعمال الخاصة مستفيدات من الدعم الذي تقدمه المؤسسة من خلال بنك التسليف والادخار السعودي. واستعرضت الفتيات خلال معرض شباب الأعمال نجاحاتهن في مشاريعهن الخاصة وطرق تنميتها والخطط التي ساعدتهن في الاستمرار والنجاح في ذلك، وأسدين النصح للزائرات الراغبات في انتهاج طريقهن وإنشاء مشاريعهن الخاصة. أما عميدة المعهد العالي التقني للبنات في جدة نيقار جان، فأكدت أن عدداً من خريجات مركز تنمية المنشآت الصغيرة للبنات في جدة عملن على عرض منتجاتهن الخاصة لتحقيق رسالة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في إعداد وتأهيل سيدات المجتمع لافتتاح مشاريعهن الخاصة، ما يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني. وأوضحت أن المركز في جدة زف 19 رائدة في مجالات مختلفة من المشاريع الصغيرة من خلال دورتين، وأبدت الرائدات في مشاريعهن نضوجاً واضحاً على رغم ما يواجهنه حالياً من صعوبة في إجراءات تسلم القروض، مؤكدة أن وجودهن في المعرض أكد مدى الرغبة والموهبة في تقديم رسالة شابات الأعمال. وأضافت جان أن المعرض حرص في أحد أركانه على عرض منتجات المتدربات من خريجات المعهد والتي أضحت منافسة للمنتجات في السوق المحلية. واستعرض رواد المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة في مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكةالمكرمة في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة خريجي معهد ريادة مشاريعهم الخاصة خلال فعاليات معرض شباب الأعمال. وأكد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص، اهتمام المؤسسة بدعم ورعاية الرواد، من خلال تدشين معاهد ريادة تهدف إلى مساعدة 10 آلاف شاب ريادي في تأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة من خلال هذه المعاهد بحلول عام 2015. وأشار إلى أن المعرض يفتح أبواباً للتواصل بين شباب وشابات الأعمال في المجتمع، كما يُسهم في بناء شبكة اتصال بين شباب الأعمال في مختلف أنحاء المملكة، إضافة إلى أنه يساعدهم في إيجاد الدعم والرعاية المناسبة لمشاريعهم وأعمالهم، ليرتقوا بها حتى تتحول إلى شركات كبرى بدورها في المستقبل. وكان محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد أكد خلال افتتاح معرض شباب الأعمال 2010 في جدة، أن النجاح في مجال الأعمال يستند دائماً إلى الخطوات الأولى، ولأن الأفق في عالم الاقتصاد والإنتاج يمتد بلا نهاية، فإن المشاريع الصغيرة والأفكار الناشئة والإبداعات تمثل دائماً نقطة الانطلاق إلى عالم الأعمال بكل معطياته وتحدياته. من جانبه، طالب عضو مجلس إدارة غرفة جدة زياد البسام، بإطلاق مبادرة لإنشاء هيئة متخصصة لدعم المنشآت الصغيرة والمبادرين الجدد، وذلك لاحتواء كل الأنشطة والاستثمارات التي تصدر من شباب وشابات الأعمال، اذ تتولى الهيئة تقنين هذه العملية وتحدد لها الاطر وتشرع لها القوانين التي تساعد في استمرارها وتطورها. وأشار البسام إلى أن المعرض يعمل على تشجيع وتحفيز الشباب للانخراط في سوق العمل الحر والارتقاء بمفهوم العمل الخاص، ويمكنهم من تأسيس مشاريعهم وتطويرها وتنميتها بشكل مستدام، والمساهمة في تذليل التحديات التي تواجه منشآتهم. وأكد أن من استراتيجيات الغرفة، التواصل مع شباب الأعمال ومساندتهم على ترسيخ السلوك الخلقي والمنهج الاحترافي لتطوير روح المبادرة والابداع في بيئة الاعمال الخاصة بهم، وتسويق وترويج مشاريعهم، ومحاولة تقديمها إلى الشركات والجهات الحكومية، لتمكين هؤلاء الشباب من الحصول على فرص للمشاريع وتقديم خدماتهم ومنتجاتهم لهذه الجهات الكبرى. أما رئيس لجنة شباب الأعمال في غرفة جدة أيمن جمال، فأوضح أن اللجنة تحرص من خلال هذا المعرض على المساهمة في حل تحد كبير تواجهه المملكة وهو إيجاد فرص وظيفية للشباب، مشيراً إلى ان دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة هو أكبر محفز للتوظيف. ولفت إلى أن السعودة الحقيقية للوظائف تبدأ من دعم شركات الشباب التي إذا انتشرت ستسهم في خلق آلاف الوظائف للعاطلين عن العمل، مشيراً إلى أنه ستتم دعوة شباب أعمال مبتدئين لعرض مشاريعهم التي تحت التأسيس لعرضها على مستثمرين، بغرض الاستثمار في مشاريعهم اذا اتفقت مع متطلبات هؤلاء المستثمرين، وستتواجد في المعرض العديد من الشركات المالية والصناديق المدعومة من الدولة، لتقديم التمويل للمشاريع الصغيرة والتي يصل حدها مع بعض الصناديق إلى مليوني ريال.