انطلقت مساء أمس فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ بندوة فكرية عن المثاقفة، من تنظيم نادي مكة الأدبي في إطار مشاركة الأندية الأدبية، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل وعدد كبير من المثقفين والأدباء من ضيوف سوق عكاظ والمشاركين في البرنامج الثقافي. وشارك في الندوة كل من صالح الغامدي وعالي القرشي فيما اعتذر الدكتور مرزوق بن تنباك، وأدارها الدكتور محمد مريسي الحارثي. وقد تحدث الدكتور الغامدي في بداية اللقاء عن تعريف المثاقفة وبروزها في القرن التاسع عشر، مشيراً إلى أن مصطلح المثاقفة كان في بداياته مصطلحاً أنثروبولوجياً نفسياً، وتناول المثاقفة الإبداعية وكيف يمكن أن يكون الشخص إبداعياً، كما تناول مجالات الإبداع الأدبي والثقافي ثم تحدث عن مجالات المثاقفة المتعددة ومنها السياسة ونحو ذلك. ثم تناول الموقف من المثاقفة وقسمه إلى 4 أقسام الأول مع المثاقفة، من ون قيد أو شرط حتى لو كانت تعني العولمة، والثاني ضد المثاقفة التي لا تعني إلا التبعية، القسم الثالث فريق مع المثاقفة وفيها يحذّر من أفعال المثاقفة مع البحث عن المثاقفة الإنسانية الراشدة، والرابع ضد المثاقفة وهذا الموقف يعارض مبدئياً مبدأ المثاقفة ويسمح به في ظروف محددة. وذكر أن الموقف الثالث هو الأوسع والمسيطر، وبين أن هناك خيارين أمام المثقف العربي أن يستمر المبدع العربي في الأخذ بمكونات الثقافة بطريقة واعية والثاني أن يستثمر، وقد استثمر المثقف العربي بعض مكونات الثقافة الغربية بطريقة واعية أو غير واعية في قراءة التراث القديم. وتناول الدكتور عالي سرحان القرشي الجانب الآخر من الندوة، وقال:"تأتي المثاقفة كأنها تريد أن تقدم صورة تجاوزية لمصطلحات أخرى من الغزو الفكري ومن التبعية ومن نظرية المؤامرة. وتناول تجربة الثقافة العربية مع المثاقفة وتحدث عن النمؤذج الرومنسي في القصيدة العربية على أنه نموذج من نماذج المثاقفة. وأشار مدير الندوة الدكتور محمد مريسي الحارثي إلى أن المثاقفة ليست ظاهرة حديثة أو قديمة، وإنما ضرورة حضارية يسلّم بها عند كل الأمم، وتحدث عن ضوابط المثاقفة المعرفية والكونية والاجتماعية، ثم تحدث عن أهمية المثاقف والمتثاقف معه. وفي المداخلات تناول الكاتب عبدالله المطيري أهمية تحرير العقل العربي من ثقافة واحدة،"لكي نصل إلى المثاقفة"بينما تناول رئيس الوزراء الأردني السابق عبدالكريم المجالي الثقافة العربية وأهميتها في المثاقفة. وألحّ الزميل عطا الله الجعيد على أن المثاقفة لن تتحقق المثاقفة إلا بمنح الإنسان العربي، فرصة الإبداع والمشاركة، مستشهداً بقول الأمير خالد الفيصل. وتحفز الدكتور عالي القرشي وقال بأن العلاقة بين المثقف والسلطة يشوبها شيء من الضبابية.