تعتبر ظاهرة العولمة ظاهرة بالغة التعقيد، إذ إلى الآن لم يتفق المفكرون حول تعريف هذه الظاهرة المعقدة، ولكنهم انقسموا حول هذا التعريف إلى ثلاثة اتجاهات: الأول: وصف التعريف، إذ يقوم بوصف الواقع، حيث إن اندماج الأسواق وسهولة التنقل والاتصال بين الدول تصف واقعاً يشهده العالم منذ منتصف التسعينيات. الثاني: الأيديولوجية أو التصورات التي تبشر بالاتجاه الليبرالي الرأسمالي، كأطروحات الكاتب الأميركي الياباني الأصل"فوكوياما"في كتابه الذي حمل عنوان"نهاية التاريخ"، وما صاحبه من الترويج للفكر والنظام الرأسمالي الليبرالي، والدعوة لكل دول العالم بحذو النظام الرأسمالي الليبرالي، والمحاولة لفرض نوع ثقافي معين في العالم. أما الاتجاه الثالث: فهذه رؤية أكاديمية، وهو منهج لتفسير ما حولنا في العالم، والآن تغير مفهوم الدولة وقدرتها على التكيف مع"العولمة"، إذ أصبحت هناك شركات عابرة للقارات قادرة على التأثير على المجتمعات النامية، وبالتالي لا تقدر أي دولة على أن تقي نفسها من ظاهرة العولمة، فنرى كثيراً من الدول تحد من مخاطر العولمة لتحمي سيادتها في أراضيها، خصوصاً عندما نتكلم عن دول غير ديموقراطية. ويختلف المفكرون حول متى بدأت فكرة العولمة، فالبعض يقول إنها بدأت منذ 2000 سنة، أي منذ انتشار الديانة المسيحية في العالم، أما البعض الآخر فيعزو ذلك إلى الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا. ظهور"العولمة"ترجع أسبابه إلى أربعة أسباب هي: - نهاية الصراع الأيديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي، وانتصار الولاياتالمتحدة المتمثلة في المعسكر الغربي بنظاميها الاقتصادي والسياسي. - تزايد وسائل الاتصال منذ منتصف التسعينيات في العالم، خصوصاً بين دول العالم الثالث. - تزايد نفوذ الشركات العابرة للقارات، كشركة"مايكروسوفت"العالمية. - تزايد نفوذ المؤسسات الدولية، كالبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية. أحمد عماد المفوز - الرياض بكالوريوس علوم سياسية جامعة الملك سعود