يبدو أن ظاهرة غناء الفنانات العربيات - غير الخليجيات - الأغاني الخليجية في تطور ملحوظ، إذ بعد أن قدمن أغنية أو أغنيتين في كل ألبوم أخيراً، تحول الموضوع إلى إنتاج ألبوم خليجي بالكامل، وربما كان لقوة الشراء الخليجية دور في ذلك! طرحت ديانا حداد ألبوماً خليجياً قبل فترة قامت بتصوير أغنية"شفت اتصالك"منه. وكذلك فعلت الفنانة الجزائرية فلة. وفي ألبوم الأخيرة تحديداً كان هناك دعم قوي من أسماء لها باعها على مستوى الأغنية الخليجية. إذ شارك في كتابة نصوص الألبوم مجموعة من الشعراء على رأسهم الأمير خالد الفيصل، وسعد الخريجي، والكويتي سعد المسلم، ومجموعة من الشعراء الشباب من السعودية وقطر والإمارات. وحمل الألبوم عنوان"يا مسافر للجفا"، وهي الأغنية التي كتبها الأمير خالد الفيصل ولحنها فنان العرب محمد عبده. واللافت في هذا الألبوم أيضاً أن اختيار أعماله تم بحيث يحتوي ألواناً خليجية بحتة ومختلفة كاللون الخبيتي والسامري والعدني والإماراتي. بل وحوى الألبوم أغنية"يا مولانا"من التراث السعودي الحجازي، وكتبت فلة ولحنت أغنية خليجية فيه بعنوان"انت حبيبي". ولحن لها صالح الشهري ويحيى عمر، وفايز السعيد والدكتور يعقوب الخبيزي وغيرهم من الملحنين البارزين. وبعيداً من ألبومي ديانا وفلة اللذين طرحا، وتأكيداً للظاهرة، تستعد فنانتان معروفتان هما أصالة ويارا لإنتاج ألبومات خليجية بالكامل. إذ تنشغل الفنانة أصالة نصري حالياً في التجهيز لألبوم خليجي سيطرح خلال عيد الفطر، وتتعاون في جديدها مع مجموعة من الشعراء والملحنين البارزين على مستوى الساحة الغنائية الخليجية وتحديداً في السعودية، حيث سيحضر في الألبوم كل من الشاعر تركي ومحمد بودلة وخالد المريخي وطارق محمد، والملحن القدير سهم الذي سيكون له نصيب الأسد في الألحان. الألبوم سيضم عشرة أعمال منها"قانون كيفك"كلمات تركي وألحان سهم، وأغنية"تشتكي لي". وأبدت أصالة في تصريحات صحافية أخيراً أنها أعجبت بألبوم الفنان عبادي الجوهر الذي طرح أخيراً وتحديداً أغنية"أوفى الخلق". وهو"غزل"واضح وصريح للأغنية الخليجية، عبر قامة من قامات الغناء السعودي. أما ألبوم يارا الذي بات على الأبواب، فهو أيضاً سيكون ألبوماً خليجياً بكامل أغانيه، وربما هي المرة الأولى التي تقدم فيها مغنية لبنانية ألبوماً كاملاً باللهجة الخليجية بعدما كانت الطريقة السائدة هي إدراج أغنية أو اثنتين على أبعد تقدير في أي ألبوم. وهي خطوة ليست مستغربة خصوصاً لدى الجمهور والإعلام، إذ إن يارا نجحت عبر الأغاني الخليجية المتفرقة في السنتين الماضيتين. وبلغ عدد الملحنين الذين تعاونت معهم يارا في هذا العمل الجديد ثمانية، أنجزوا 14 أغنية سيتضمنها الألبوم، ما يشير إلى ألوان موسيقية عدة أيضاً، فضلاً عن لهجات خليجية متعددة. وتتعاون يارا في هذا الألبوم مع عدد من الملحنين منهم: صلاح الهملان، ناصر الصالح، مشعل العروج، ليد الشامي، وفهد الناصر، كما يشاركها عدد من المطربين ممن قدموا لها بعض الألحان مثل: المطرب فايز السعيد، ماجد المهندس، أحمد الهرمي، وعبدالقادر هدهود. من جهة أخرى، تستعد أيضاً الفنانة التونسية منيرة حمدي لإطلاق أول ألبوم خليجي لها، إذ إنها تقوم بتصوير بعض أغانيه حالياً في القاهرة، وتضمن الألبوم الجديد 9 أغان جميعها من كلمات الشاعر السعودي الدكتور محمد بن عبود العمودي، منها أغنية"الشك"و"الغيرة"و"ما يدرون"و"هلا"و"الله". وتعد هذه التجربة الثانية على مستوى الغناء باللهجة الخليجية لهذه المطربة، إذ سبق لها قبل أكثر من عام غناء أغنيتين من كلمات ياسين السمكري وألحان عدنان خوج، أي أنها أيضاً تنتقل من إنتاج أغنية أو أغنيتين إلى ألبوم كامل. وقالت الفنانة منيرة حمدي ل"الحياة"إنها ترى أن الأغنية الخليجية لا تزال تحتفظ باللحن والكلمة الراقية، ما جعلها تحاول الوصول إلى الجمهور في الخليج"من خلال كلمات وألحان مميزة ترقى لذوق المتلقي الخليجي"بحسب قولها. وتضيف حمدي:"الأصوات الخليجية مميزة وهناك أسماء لها وزنها، مثل فنان العرب محمد عبده والفنان الراحل طلال مداح والفنان عبدالمجيد عبدالله والفنان تركي وغيرهم من الأصوات الرائعة". في إشارة إلى أن هذه الأصوات لها دور في جذبها إلى الغناء باللهجة الخليجية. حمدي حصلت على عدد من الجوائز، منها جائزة الأوسكار للفيديو كليب في القاهرة بأغنية"لولا"عام 2005، والجائزة الأولى لمهرجان الأغنية العربية في المغرب عام 2004، ولها مشاركات غنائية لدعم قضية دارفور في السودان بمشاركة الفنانة ماجدة الرومي والفنان هاني شاكر والفنان حسين الجسمي. وتعد الفنانة منيرة حمدي من فناني الصفوف الأولى في تونس، وحصلت على عدد من الجوائز والأوسمة من رئيس الدولة من خلال مشاركاتها الداخلية والخارجية، وبدأت مشوارها الفني عام 1984، من خلال نادي المواهب وتوّجت في ختامه بجائزة مهرجان قرطاج الأثري. وبالنظر إلى فنانة قديرة مثل منيرة حمدي وفنانات لهن إسهامات وجمهور مثل أصالة وفلة وديانا ويارا، فربما يمكن القول إن توجّه الفنانات العربيات المعروفات تحديداً إلى إنتاج ألبومات خليجية بات ظاهرة، ويطرح عدداً من التساؤلات أبرزها: هل هذا التوجّه هو تجاري بحت؟ هل اختيار الوقت محض صدفة أم أن الفكرة مبيتة وحين انطلقت إحدى الفنانات لحقتها الأخريات كي لا يضيعن الفرصة؟ ويبقى السؤال الأخير: هل لغياب الأصوات النسائية الخليجية المميزة والمعروفة إذا استثنينا القلة كأحلام ونوال دور في هذا التوجه؟ -