سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل بمشاركة نحو 1000 متخصص ومهتم ... يمثلون 22 وفداً عربياً ودولياً . خادم الحرمين : كم يؤلمنا ما يلقاه الطفل العربي من معاناة وأذى من بعض فئات المجتمع
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن السعودية تولي اهتماماً كبيراً بالبرامج والأنظمة والمشاريع كافة، التي تُعنَى برعاية الطفل التي تؤكدها تعاليم ديننا الحنيف. وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل بشعار:"نعمل معاً من أجل طفولة آمنة"، في فندق الإنتركونتيننتال في الرياض أمس، أن رعاية الطفل تمليها علينا القيم الراسخة لهذا الوطن وأبنائه الكرام. وأشار إلى أن السعودية من أوائل الدول التي صادقت على اتفاق حقوق الطفل وأعطت برامج حماية ورعاية الطفل أهمية قصوى، إذ أنشأت البرامج لتطوير موهبة الطفل وحمايته وتطوير قدراته ورعاية صحته. وقال الملك عبدالله:"ركزت خطط التنمية على هذه البرامج وخصصت الموازنات المناسبة لها، وكم يؤلمنا ويؤلمكم ما يلقاه الطفل العربي من معاناة وأذى من بعض فئات المجتمع، وهو ما يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق العربية النبيلة". ونوه خادم الحرمين الشريفين إلى أن السعودية تعلم أن هذه التجاوزات تؤدي إلى أخطار جسيمة على مستقبل الأمة، وتفقدها مقومات الاستثمار في أجيال النمو والتطوير والبناء. وتابع:"ونحن على يقين أن هذا المؤتمر سيناقش الهموم والمخاطر ونتطلع معكم للخروج بنتائج وتوصيات تعود بالفائدة والنفع على الأمة العربية والإسلامية". وأشاد ببرنامج الأمان الأسري والبرامج الأخرى التي تخدم هموم الطفولة في وطننا الغالي والأمة العربية الإسلامية والعالم كافة. من جهته، دعا رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية أجفند الأمير طلال بن عبدالعزيز خلال افتتاح المؤتمر، إلى"مراجعة الخطط والسياسات والاستراتيجيات نحو الطفولة، بعيداً عن التفاعل الوقتي مع القصص المحزنة عن المعاناة التي يتعرض لها بعض أطفالنا، وإن كان التجاوب مع تلك القصص تطوراً نراه محموداً لفهم بواعث هذه الظاهرة، إلا أن ذلك لا يغني عن تأسيس آلية عملية للقضاء على أسبابه". وأشار إلى أن منظمة برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية أجفند تولى قضايا العنف ضد الأطفال عناية كبيرة"وعلى أساسه تبنينا الاستراتيجية العربية لتنمية الطفولة المبكرة، وهو المشروع الذي يتقدم بصورة طيبة في 11 دولة هي: دول مجلس التعاون الخليجي الست، إضافة إلى الأردن، السودان، سورية، مصر، واليمن". وشدد على ضرورة ألا يكون الاهتمام بظاهرة الإساءة إلى الأطفال استجابة لضغوط الإحصاءات عن تنامي العنف الأسري، ولا تماشياً مع التصعيد العالمي الذي لا يكون في معظم الأحيان منزهاً عن الهوى، ولكن ينبغي أن يكون اهتماماً نابعاً من إيماننا بحقوق المحرومين والأقل حظاً في التنمية. ولفت إلى أن المجتمعات العربية إذا أرادت استباق التأثيرات السلبية في الفكر والسلوك جراء الممارسات التي تؤثر في الأطفال، فعليها اتباع ثلاثة مسارات متلازمة،"فإلى جانب البعد التنموي، يجب العمل لصياغة ما يمكن أن يكون خريطة طريق عربية ملزمة تتحد فيها جهود الحكومات والمجتمع المدني وكل الخبرات والتخصصات". وقال الأمير طلال إن المسارات"الدينية يشارك فيه علماء من الأمة بمجموعة من البحوث والدراسات تركز على قضايا الطفل وحقوقه، وتربوية، تشارك فيها الأسرة ومؤسسات التعليم، باعتبار أن التربية هي الأساس لبناء إطار معرفي رصين عن كل القضايا، وإيجاد أجيال متزنة مؤهلة لتكوين أسرة مستقرة، مضيفاً، والثاني حقوقي، يضع الأسس القانونية والنظامية، ويؤسس للروادع والجزاءات التي تحد من ظاهرة الإساءة ضد الطفل، بالاستناد إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والأديان السماوية الأخرى. وأوضح"وأن المسار الثالث إعلامي، يهتم بالتثقيف، ووضع المجتمعات العربية أمام حقائق طالما ظللنا نتعامل معها بتكتم، لوجود اعتقاد خاطئ يصور كشف الانحرافات على أنه قدح في المجتمعات". من جهتها، شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف في كلمة ألقتها نيابة عن رئيسة البرنامج الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز على أهمية التصدي للعنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال بالتوعية والتوجيه وتعزيز الشراكة والتضامن على المستوى الرسمي والأهلي وإيجاد البرامج والحلول الهادفة لتخفيف المعاناة ورعاية المتضررين. وقالت:"حماية الطفل أصبحت أولوية وطنية في عدد من الدول العربية بما يحمل صانعي القرار من قيادات وخبراء ومهنيين، إضافة إلى كونها مسؤولية الشراكة لوضع استراتيجية وطنية تُعنَى بحماية الطفل من خلال الحشد العربي في مؤتمر اليوم". وقدّم أطفال لوحة مميزة، كما قدّم 6 أطفال فقرات الحفلة، وشارك 117 طفلاً في أداء أوبريت غنائي مميز. يذكر أن أكثر من 1000 متخصص ومهتم يمثلون 22 وفداً عربياً ودولياً يشاركون في المؤتمر الذي حضر افتتاحه كل من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة.