منذ أكثر من ثلاث سنوات من تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم وهناك متغيرات عالمية سياسية واقتصادية عدة، والشعب السعودي عُرِف عنه ولاؤه لقيادته وهو حب متأصل في قلوبهم، بدأت الإصلاحات تتوالى بفضل حنكة القادة وسياستهم، وكان معهم رجال أقوياء في عزائمهم، تحملوا مسؤولية إدارة البلاد فكانوا خير معين لهم، وسارت البلاد إلى تنمية وازدهار، واجتازت خطوات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والتحديات التي واجهتها منذ تأسيسها حتى وصلت إلى مستوى متقدم وحضاري، متجاوزة بذلك دولاً سبقتها استقراراً وتنظيماً، قيادة هذه البلاد لم تدخر وسعاً في سبيل بسط الأمن ورغد العيش، لأن مقومات النجاح متوافرة. نعم نتطلع مع كل تشكيل وزاري جديد ان تكون المرحلة في هذه الجولة أحسن مما كانت، كل مقومات النجاح متوافرة لدينا لنتجاوز الصعاب، ومادامت الإرادة والإخلاص وتضافر الجهود موجودة فسنعبر كل الصعاب. نريد وزيراً يقطف ثمار الإصلاح... انتظرنا طويلاً لنقطفها معاً، والآن نسأل ماذا يريد هذا الشعب من كل تشكيل وزاري جديد؟ يريد هذا الشعب حياة جميلة آمنة، يريد من يتكلم باسمه ويحس بأوجاعه وآلامه، نريد عملاً يظهر للعيان، الشارع العام يتكلم ولا بد أن نسمع له، لأنه المعني بهذه الجهود. نريد وزيراً يحمل قلباً حنوناً على مواطنيه ورعاية شؤونهم، ولابد من عمل ميداني مخلص وتواضع ولين جانب، فالشاكي له همومه وأوجاعه، لا نريد وزراء يعيشون فى أبراج عالية عن المواطن، ولن تحقق أماني ورغبات ولاة أمرنا ممن عينهم على الحكومة والقيام بواجبهم نحو وطنهم ومواطنيهم إلا بلين الجانب، ومراقبة الله عز وجل في هذه الملايين التي تتطلع إلى أن تتحقق أمانيهم ورغباتهم. نريد وزيراً يعرف انه مواطن، وانه جزء من هذه المنظومة الوطنية، يتعرف على أزمات المواطن وحاجياته، فصاحب الشأن هو الاجدر بالسماع والانصات له، لن نطالب وزيراً دون آخر، ولا نركز على وزارة من دون أخرى، فالكل مسؤولون أمام الله عن ثقة قيادتهم وشعبهم فيهم، فالأصوات ظهرت وطالبت، فليس هناك أسباب من دون مسببات، وقراءة الماضي تفيد في معطيات الحاضر، فالذي يريد النجاح والعمل يعرف طريقه ويسلك أسبابه. الصحة والتعليم وزارتان تعتبران وجهة الدولة وطموحات شعبها، فعلاج الروح والبدن هما الركيزتان الأساسيتان في سبيل إرساء الأمن ورغد العيش، وأكثر ما تعاني الدول في العالم من هاتين المؤسستين... وزير الصحة الجديد الدكتور عبدالله الربيعة رجل طموح، عُرف بنجاحاته على المستويين المهني والإداري، والشؤون الصحية بالحرس الوطني خير شاهد لانجازاته، التي عرف كيف يتعامل مع معطيات النجاح فيها، حتى أصبحت هذه المؤسسة تتقلد عالميتها وصيتها الدولي. التربية والتعليم، هذه المؤسسة الفكرية التربوية مازالت تبحث عن طوق النجاة في سبيل رسوها على شاطئ الأمان، فتشكيلها الوزاري الجديد بارقة أمل للعاملين في الميدان التربوي بأن تعود قيمته ومكانته التي سلبت منه، وأصبح في مهب الريح من دون هوية او ميزة، فحقوقه القانونية لا تخفى على وزيرنا الشاب ونوابه الأعزاء فهم يحملون هماً وطنياً وقيادياً، والأمل فيهم قوي بأن نرى إجابة عن أسئلة كثيرة تتحرج القلوب من ذكرها. خادم الحرمين الشريفين، وضع المسؤولية بأيديكم أيها الوزراء، فهل يعقل أنكم لا تملكون القرار الذي خولكم به بالعمل على راحة المواطن واستقراره؟ المواطن يريد من الوزير الحرص على أبناء هذا الوطن والعمل من أجله، والكل يعرف ذلك انك أنت مسؤول ونائب ولي أمر المسلمين على حل مشكلاتهم بإعادة الأمور وصياغتها بكل ما يخدم امن واستقرار الوطن ومواطنيه، وألا تعطي مجالاً لأي فساد في هذا البلد الطاهر، إننا نثق في كل وزير أن يعيد البسمة إلى وجوه كل من له حق... إنك يا وزيرنا الجديد قادر على النجاح وتخطي الأخطاء وتصحيحها، ولتعلم أن اختيارك إنما هو ثقة فيك وفي وطنيتك، والذي اختارك لهذه المهمة النبيلة هو رجل نكن له الولاء والحب، وهو يريد منك الكثير والكثير للوطن ولأبنائه. محمد بن خلف الشيخ - الرياض [email protected]