"الباحة" هذا الاسم الذي احتل في خريطة المملكة موقعاً بفضل عناية أولي الأمر بهذه المنطقة، ضمن منظومة مناطق السعودية، وجرت عادة أولي الأمر العناية بالماضي والمحافظة عليه، لأنه تاريخ وذاكرة الأمة في تاريخها. والباحة التي احتلت منطقة غامد وزهران كان لها أساس وجذور وتاريخ في حدود كونها"قرية"كانت موجودة، حظيت برعاية وعناية حكام هذا البلد. إذ كان بها إمارة صغيرة، وفتحت فيها مدرسة ابتدائية عام 1373ه، وتخرج فيها عدد من الرجال الذين أسهموا في بناء الدولة الفتية. عندما نعود لتاريخ هذه القرية نجد أنها كانت أهم القرى موقعاً، وكان بها سوق الخميس، ومعروف في تاريخ هذه المنطقة أن السوق لا تكون الا في قرية مؤهلة لحماية السوق وأهله. لقد عاشت فيها أهل وعائلات منذ زمن يزيد على 500 عام، وكان لهذه القرية حدود معروفة لها وتعرفها القرى المجاورة لها، وشيوخ وأعيان تعاقبوا عليها وخدمت أهلها ومن يأتي الى سوقها. وعند زيارتي للباحة، في فترات متعددة، صدمني، عدم وجود أثر لهذه القرية التي شملتها رعاية الدولة المباركة منذ تأسيسها في عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ولم يبق لها اسم في خرائط المنطقة ولا في تراثها، علماً بأنه توجد مناطق اسمها شمل المنطقة كلها وبقيت المدينة موجودة كمنطقة الرياض ومدينة الرياض ومنطقة جازان ومدينة جازان ومنطقة حائل ومدينة حائل، وأن المدرسة الابتدائية، التي ذكرتها أعلاه، ما زالت موجودة، وإدارة التراث لم تضع لها شيئاً وهي المعلم الوحيد الباقي من آثار هذه القرية. عبدالكريم سعيد حافظ - الباحة