سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تخصيص مدفن نفايات رئيسي ... وخطة لتحسين الوضع البيئي جنوب العاصمة . الرياض : تشغيل 5 محطات لمراقبة جودة الهواء ... وإعادة النظر في مواصفات مصانع "تعبئة المياه"
تبنّت اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض استراتيجية جديدة لإدارة جودة الهواء في العاصمة، ترتكز على الحد من التلوث، ومراقبة جودة الهواء بشكلٍ مستمر، إضافة إلى تطوير وتشغيل النماذج الرياضية لمحاكاة حركة الملوثات، وتقويم التعرض لهذه العوامل والآثار الصحية وتحليل الكلفة والعائد. وأكدت اللجنة في اجتماع عقد أول من أمس في مقر الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض برئاسة نائب أمير المنطقة رئيس اللجنة العليا لحماية البيئة الأمير سطام بن عبدالعزيز، على فاعلية منع حدوث التلوث من المصدر بدلاً من تقليل التلوث بالتحكم الذي يتعامل معه في المرحلة الأخيرة. وتتضمن الاستراتيجية سلسلة من الإجراءات التي يتوقع البدء بها خلال هذا العام 1430ه، ومنها تحديد مقاييس وأهداف برنامج إدارة جودة الهواء مثل مقاييس الانبعاثات ومعايير جودة الهواء، تصميم وتنفيذ استراتيجيات الحد من التلوث، وتشمل الضوابط التقنية للمصادر الثابتة والمتحركة ومنع التلوث وبرامج فعالية الطاقة سواءً الإلزامية أو التطوعية والحد من مصادر الانبعاثات العالية، كما تشمل أيضاً ضمان التوافق مع المقاييس طوال الوقت، وكذلك تقويم حال جودة الهواء وقياس مدى تقدمها نحو الأهداف الموضوعة لها. وشملت الاستراتيجية خمسة محاور هي: تطوير البنية التحتية لتنفيذ استراتيجية إدارة جودة الهواء، تطوير الخطط التنفيذية طويلة المدى وقصيرة المدى، تطوير إجراءات لضمان التوافق مع المقاييس، وضع برنامج مراقبة ومراجعة للخطط التنفيذية، التنسيق والتواصل التام بين الجهات المعنية. وأوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، أن الاجتماع ناقش نتائج الدراسة التي أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حول جودة الهواء في مدينة الرياض، وهدفت إلى تقويم الوضع الحالي لجودة الهواء في المدينة وتقويم الآثار المختلفة لتلوث الهواء على صحة الإنسان، والآثار الاقتصادية، وتقويم طرق التحكم بالتلوث مع تطوير خطة استراتيجية لتحسين جودة الهواء في مدينة الرياض، مشيراً إلى أن الدراسة قسمت إلى ثلاث مراحل، شملت المرحلة الأولى مراجعة وجمع المعلومات من الجهات المختلفة، فيما شملت المرحلة الثانية تحليل المعلومات ووضع النماذج الرياضية، بينما شملت المرحلة الثالثة تحليل الآثار الصحية والاقتصادية وتطوير خطة استراتيجية لإدارة جودة الهواء. وأضاف أن الدراسة غطت منطقة يصل نصف قطرها 100 كيلومتر من مركز المدينة شملت حدود حماية التنمية،"إذ تم رصد مصادر الانبعاثات الرئيسة، ودرست الآثار الناجمة ضمن المنطقة الحضرية". وأشار إلى أن اللجنة أقرت عدداً من التوصيات التي توصلت إليها الدراسة، على أن يجري تحويلها إلى برنامج تنفيذي مفصل تشارك فيه جميع الجهات المعنية، وذلك بهدف التحكم في مصادر تلوث الهواء في مدينة الرياض، كما ركزت التوصيات على الحد من تلوث الهواء الصادر عن المصادر المختلفة، خصوصاً ما يتعلق بالوقود المستخدم، والأنشطة الصناعية، والمواصفات السعودية للمركبات والسيارات. ولفت إلى أن اللجنة اطلعت عقب ذلك على سير العمل في الخطة التنفيذية لحماية البيئة في مدينة الرياض، التي تشتمل على 46 برنامجاً بيئياً موزعة على خمسة محاور تشمل التلوث والنفايات وموارد المياه والموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية والإدارة البيئية، حيث تقوم الجهات المشاركة في اللجنة بتنفيذ تلك البرامج. وذكر آل الشيخ أنه ومن خلال الدراسة تم تحديد مصادر التلوث الثابتة والمتحركة وتقدير مستويات الانبعاث وتقويم الآثار الصحية والاقتصادية للملوثات في الرياض، كما لفت إلى أنه يجري العمل حالياً من الهيئة على تشغيل 5 محطات لمراقبة جودة الهواء في مناطق مختلفة من مدينة الرياض،"ومن المقرر إنشاء 10 محطات إضافية في أجزاء أخرى من المدينة". وأضاف أن أمانة منطقة الرياض، وفي إطار معالجتها للتلوث البصري وتحسين الطابع البصري للمدينة أنهت وضع التنظيمات النهائية للوحات الإعلانية في الشوارع وعلى المباني والميادين،"كما تنفذ حالياً أعمال التنسيق والتشجير من خلال برنامج شامل يؤدي إلى تحسين الطابع البصري لشوارع المدينة وميادينها". وذكر أنه يجري حالياً الإعداد لبرنامج مراقبة مستمر لرصد مصادر الضوضاء في إنحاء المدينة،"ليكون مصدر معلومات مستمرة تبنى عليها الإجراءات اللازمة للحد من الآثار السلبية للضوضاء". وفي شأن محور النفايات، أشار إلى أنه تم وضع نظام إدارة متكامل للنفايات على مستوى المدينة،"ويجري إعداد نطاق عمل لهذا البرنامج ليتم طرحه لاحقاً للتنفيذ". وأضاف أنه تم إنشاء محطة لفرز وإعادة تدوير النفايات بطاقة تشغيل قدرها 300 طن/ يوم،"ويتوقع أن يتم التوسع في ذلك من خلال تحليل المعلومات التي يتم الحصول عليها من تلك المحطة". وتطرق آل الشيخ إلى تخصيص مدفن نفايات رئيسي شرق مدينة الرياض بنحو 60 كيلومتراً،"ويتوقع أن يتم البدء بالعمل في هذا الموقع خلال السنوات الخمس المقبلة.. كما يجري التنسيق بين الجهات المعنية لإيجاد مواقع لتوجيه مخلفات الهدم والبناء الصالحة للردم، وذلك في عدد من المواقع حول المدينة". وذكر أنه تم تخصيص موقعين في العاصمة لمعالجة وتكرير الزيوت، وذلك على طريق الدمام وفي جنوبالرياض،"في ما تحتاج النفايات الأخرى السائلة إلى معالجة خاصة من خلال مرافق ذات تصميم هندسي خاص". ولفت إلى أن تنسيقاً يجري بين وزارة الصحة وجهات أخرى ذات علاقة، لبحث آلية التخلص النهائي من النفايات الطبية بطرق آمنة، كما تعاقدت وزارة التربية والتعليم مع متعهد للتخلص الآمن من النفايات الطبية الناتجة من الوحدات الصحية التابعة لها. وفي ما يتعلق بموارد المياه ألمح عضو الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، إلى أن عملاً يجري على مشاريع مياه الصرف الصحي للحد من تلوث المياه التي قد تصل إلى المياه الجوفية ضمن الطبقات السطحية للمدينة، كما يجري العمل على تفادي وصول التطوير الحضري إلى مواقع مصادر المياه ومنها صلبوخ والبويب ونساح وغيرها من المواقع القريبة للتطوير الحضري أو الأنشطة المساندة له. وأشار إلى أنه في إطار ترشيد المياه تم فحص 39 ألف من الشبكات العامة وتحديد الانكسارات وإصلاحها بأحياء مدينة الرياض،"ويجري العمل على برامج وأنظمة تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه ومنها برامج إعادة التدوير". وفي ما يتعلق بمراقبة جودة مياه الشرب، نوه إلى أنه تم أخذ عينات دورية من مواقع مختلفة من شبكة إمداد مياه الشرب العامة للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات، إضافة إلى عمل زيارات لمصانع المياه المعبأة ومستودعات التخزين للتأكد من مطابقتها للاشتراطات والمواصفات،"ويجري حالياً إعادة النظر في المواصفات الموضوعة لتلك المصانع بغرض زيادة وتأكيد جودة المياه المصنعة". وذكر آل الشيخ أن الجهات المعنية بدأت في شهر محرم الماضي العمل في برنامج الخطة الشاملة لإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة،"وهو عبارة عن مخطط شامل سيكون مظلة لكل مشاريع إعادة استعمال مياه الصرف للأغراض المختلفة". ولفت إلى أنه يجري حالياً تنفيذ عدد من مشاريع خفض منسوب المياه بواسطة الشبكات في كل من حي الصحافة، النفل، الفلاح، التعاون، الازدهار، الربيع، الغدير، الواحة، الفواز، وأجزاء من أحياء طويق والعريجاء بمجموع أطوال تبلغ نحو 127 كيلومتراً، مضيفاً:"من المتوقع طرح عدد من المشاريع خلال هذا العام تشمل أجزاء من أحياء التعاون، الغدير، الندى، الصحافة، الربوة، بدر، وطويق بمجموع أطوال تبلغ 37 كيلومتراً. وفي ما يختص بتجميع ونقل ومعالجة مياه الصرف الصحي بمدينة الرياض، أوضح أنه نُفذت مشاريع متعددة في مجال الصرف الصحي من أبرزها محطة المعالجة في الحاير مرحلة أولى بسعة 400 ألف م3 وتنفيذ المرحلة الثانية من محطة طريق الخرج بسعة 100 ألف م3 لتصبح سعتها 200 ألف متر مكعب يومياً،"كما يجري العمل على مشاريع شبكات وخطوط نقل رئيسية تشمل كل أحياء الرياض الجديدة لتغطي مساحة تصل إلى 375 كلم2. وسيتم توقيع عقود شبكات تصل مساحة تغطيتها إلى نحو 200 كلم2.. ومن المخطط تغطية 80 في المئة من المناطق المطورة خلال السنوات الخمس المقبلة. وكشف عن خطة لتحسين الوضع البيئي والحضري لمنطقة جنوبالرياض، مشيراً إلى أنه سيتم البدء في إعداد الخطة خلال العام الحالي 1430ه،"وهي تهدف إلى وقف التدهور البيئي وإيجاد بيئة حضرية مناسبة ومراجعة وتحسين مخطط استعمالات الأراضي والخطط القطاعية لجنوبالرياض".