توثّق الفوتوغرافية ريم الفيصل في كتابها"الحج"الصادر حديثاً عن الجامعة الأميركية في القاهرة، لقطات مصورة لتفاصيل الرحلة المباركة التي يعيشها الحاج أثناء أدائه مناسك الحج وانتقاله من عالم الماديات إلى روحانية المشاعر المقدسة. وتوضح الفيصل"أن مشاركتها في تغطية المناسك منحتها فرصة معايشة تلك الأجواء الإيمانية، التي هي بمثابة ميلاد جديد لذات المسلم الذي يجد نفسه يتعرف تدريجياً على إيقاع الكون". وتضيف:"خلال ثلاث سنوات صورت أكبر تجمع عالمي للرجال والنساء من جميع الجنسيات والأعراق، وتابعت الحجاج في حياتهم اليومية، والتقطت لهم الصور عندما كانوا يمارسون الصلاة والمشي والأكل وقراءة القرآن أو مجرد الاسترخاء". كتب مقدمة الكتاب سيد حسين نصر، وهو أستاذ للدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن، ويتذكر فيها كيف كانت رحلته لأداء الحج للمرة الأولى قبل 40 عاماً في عهد الملك فيصل، جد صاحبة الكتاب. وذكر في تمهيده"أن الكتاب بصوره المعبرة يساعدنا في إدراك الجانب العميق من مناسك الحج. ونأمل أن يكون هذا الكتاب خريطة طريق لقلوب كل المسلمين وغير المسلمين للتعرف على جماليات الركن الخامس من أركان الإسلام". الصور الموجودة في الكتاب مقسمة إلى خمسة أقسام تسبقها مقدمة قصيرة:"القدوم"،"الحاج سائحاً"،"مكةالمكرمة"،"الحج"و"المغادرة". واختارت الفيصل الأسود والأبيض لتركيز اهتمام المتلقي على الصورة وليس على الألوان، التي غالباً ما تشتت ذهن المشاهد عن موضوع الصورة، خصوصاً أن استخدامه يعطي الصورة بعداً فنياً، ويكشف الجانب الميتافيزيقي للأشياء. نشرت"الحياة"قراءة نقدية لمعرض ريم الفيصل"الحج والناس"، الذي أقيم قبل سنوات في جدة، وحاورت الفنانة، في لقاء خاص عن تجربتها في التصوير الوثائقي، الذي لا يحترف ممارسته في السعودية إلا فوتوغرافيون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وقالت الفيصل في تلك المقابلة إن هدفها من ممارسة التصوير الفوتوغرافي"إظهار بديع صنع الله في كل جزء من حياتنا وفي كل مكان وكل ما يتطلبه ذلك هو الانتباه لذلك الإحساس بالجمال الموجود لدى كل إنسان، وهدفي مشاركة هذا الجمال مع الآخرين بحسب رؤيتي التي تعتبر أن وظيفة الفن هي الإلهام والارتقاء بالروح الإنسانية".