تستعد دور العرض السينمائية في العالم والمزودة بتقنية"IMAX"، ثنائية الأبعاد عالية الجودة، لعرض الفيلم السعودي الوثائقي الأول"رحلة إلى مكة". وتستقبل نحو 300 دار عرض مزودة بهذه التقنية، الفيلم تمهيداً لعرضه خلال الشهر الجاري، بدءاً من العاصمة الأماراتية أبو ظبي، فالولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكندا، وتتبعها دول أخرى. وسيتم عرض الفيلم بلغات مختلفة، منها العربية، والإنكليزية، والفرنسية، والأسبانية، والروسية، والصينية، والأوردو. ويعد هذا الفيلم، الذي أستغرق إنتاجه أربعة أعوام، وشارك فيه 80 مصوراً متخصصاً، وفريق عمل متكامل، الأول الذي تنجزه مجموعة من رجال الأعمال من السعودية، والكويت، والإمارات، والمغرب، وأميركا، بهذه التقنية، وبكلفة جاوزت 21 مليون دولار 80 مليون ريال، بدعم من مكتبة"الملك عبد العزيز العامة"، ومركز"الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية. وقامت شركة أميركية متخصصة في هذه النوعية من الأفلام الوثائقية، بإنتاج الفيلم، الذي يُعد الإنتاج السينمائي الوحيد بتقنية"IMAX"، وحصل على الترخيص اللازم لتصوير شعائر الحج من داخل المسجد الحرام، ومن الجو. وأوضح رئيس مركز"الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"الأمير تركي الفيصل، توجه المركز إلى"المساهمة في إنتاج فيلم وثائقي عن السعودية خلال الفترة المقبلة"، منوهاً في"القدرات الإنتاجية التي تم تخصيصها لإنتاج فيلم"رحلة إلى مكة"، والتي سيشهدها الفيلم المقبل أيضاً. وذكر الأمير تركي الفيصل، الذي شهد انطلاق الفيلم، مساء أول من أمس، في مركز"الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية"سايتك في الخبر، في حضور نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، ومجموعة من رجال الأعمال، أن فيلم"الرحلة إلى مكة"يجيب على تساؤلات عدة، يطرحها غير المسلمين حول الركن الخامس في الإسلام، وشعيرة هامة من شعائر الدين الإسلامي الحج"، معتبراً الفيلم"من أفضل الوسائل التي تخاطب العقل والإحساس". ويتناول الفيلم على مدى 45 دقيقة، رحلة الحج للرحالة العربي المسلم ابن بطوطة، الذي روى الأحداث التي وقعت خلال هذه الرحلة، والتي بدأت في العام 703 للهجرة، من مسقط رأسه في"طنجة"في المغرب، إلى مكةالمكرمة، لأداء فريضة الحج. وتمزج الحقبة التاريخية التي يمثلها أبن بطوطة، مع مشاهد حقيقية من موسم الحج، ومسيرة الحجاج، ودخولهمپإلى مكة من خلال الجو،پوالبحر، والبر خلال موسم الحج في العام 2007. ويتناول الفيلم رسالة الحج لدى المسلمين، ودوره في إزالة الفوارق بين المسلمين في أكبر تجمع بشري. وأشار عبد الرحمن الزامل، أحد رجال الأعمال السعوديين الممولين للفيلم، إلى أن الفيلم"يتطرق إلى الجانب النفسي والتصميم لدى المسلمين على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، على رغم الصعاب والأهوال التي تعترض طريقهم إلى مكة. كما يشرح لغير المسلمين ما يمثله الحج لدى المسلمين، من قيمة معنوية كبيرة تجعلهم يتلهفون كل عام للوصول إلى المشاعر المقدسة، لأداء فريضتهم"، معتبراً أن الدور الذي سيقوم به فيلم"رحلة إلى مكة"،"مشابه إلى الدور الذي قام به فيلم"الرسالة"، الذي أنتجه وأخرجه الراحل مصطفى العقاد"، مستشهداً بأن فيلم العقاد"كان موجهاً لغير المسلمين، وقام بدوره بالتعريف برسالة الإسلام، فيما هذا الفيلم موجه للمسلمين وغيرهم، للتعريف بقيم الحج السامية". وتوقع الزامل، أن يبلغ عدد مشاهدي الفيلم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة"بين 20 إلى 30 مليون شخص". وأكد المشرف العام على مكتبة"الملك عبد العزيز العامة"فيصل بن معمر، أن"السعودية بحاجة إلى عشرات الأفلام، على غرار"رحلة إلى مكة"، لشرح وجهة النظر السعودية، وتصحيح بعض الأفكار المغلوطة عنها"، نافياً أن يكون للفيلم دوراً دعوياً، مشدداً بأنه"يقدم شرحاً عن دور الحج وأهميته"، مضيفاً"عدد الحجاج سنوياً يقترب من ثلاثة ملايين حاج، وهناك ما يزيد عن 10 ملايين معتمر يزورون الحرم المكي والمسجد النبوي في العام، وهناك بليون ونصف البليون مسلم، يتجهون يومياً خمس مرات إلى مكةالمكرمة، وهذا الفيلم يقدم إجابة عن كل هذه الأرقام".