تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    حسابات منتخب السعودية للوصول إلى كأس العالم 2026    رسميًا.. رانييري مدربًا لسعود عبد الحميد في روما    القبض على 3 إثيوبيين في نجران لتهريبهم 29,1 كجم "حشيش"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    الحقيل يلتقي في معرض سيتي سكيب العالمي 2024 وزيرة الإسكان والتخطيط الحضري البحرينية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    مركز الاتصال لشركة نجم الأفضل في تجربة العميل السعودية يستقبل أكثر من 3 مليون اتصال سنوياً    وزير الإعلام يلتقي في بكين مديرَ مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني    «محمد الحبيب العقارية» تدخل موسوعة غينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    المروعي.. رئيسة للاتحاد الآسيوي لرياضات اليوغا    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ الضيوفي    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    «هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أفراح النوب والجش    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    أجواء شتوية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    الذاكرة.. وحاسة الشم    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في فيينا    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد "طول صمت" عن الحوارات يقول : لست من "المعنيين" بوضع الحلول ورسم سبل خروج الأمة من الأزمات والمآزق ... وهذا دوري مع النقيدان وابن بجاد الذايدي . علي العميم : البعض رغم حداثيته وعلمانيته "اتباعي وغوغائي" في فكره وتفكيره
نشر في الحياة يوم 20 - 01 - 2009

علي العميم تحتار في وصفه وتحتار في تصنيفه، وهذا يمنحه تميزاً يصبو اليه، يمشي الهوينى لمزاجية وكسل يجاهر بهما ولا يكترث لذلك.
دخل إلى الصحافة من نافذة الرؤية الأيديولوجية، ومن باب تبني القضايا قضايا بعينها، بمعنى أنه لم ينظر إلى الصحافة على أنها مهنة وحسب، والندية في الطرح والحوار والتي نتلمسها في حرفه، ترجع إلى تكوين شخصي وثقافي، أو إلى موقف سياسي وأيديولوجي يؤمن به. له مع الحداثة رؤية واضحة لا يرضى بها البعض، فهو يؤمن بها على صعيد المنهج، ويؤمن بها على مستوى الأيديولوجيا، لكنه لا يراها نصاً مقدساً ولا ديناً يتعبد به. اسهم بكتاباته وأطروحاته في إيضاح وبلورة السياق الديني المحلي، وظروف تشكل تيارات دينية سياسية جديدة والإطار المرجعي لها أو خلفياتها المدرسية. ويعترف العميم بكل شجاعة وهدوء بأن الشأن السياسي والشأن الاجتماعي، وما يمس حياة الناس، وما هو في قلب مصالحهم، لا تستهويه الكتابة فيه وعنه، لان مساحة كتاباته محدودة ونطاقها محدد. وفي هذه الكتابات يحرص قدر الإمكان على ألا يقدم نفسه، مصلحاً أو إصلاحياً أو توعوياً أو داعية. وهو كما يعترف لا يحسن التفكير ولا التأمل في مواضيع كبرى، كالأمة وما يترادف معها ويجاورها من ألفاظ شاسعة وعريضة. ليس سهلاً أن نتحاور مع مُحاور بقامة علي العميم. لكن في المقابل ليس صعباً أن نستخلص منه شهادات على تيارات وأفراد، قد تكون موضع جدل في الوسط الثقافي، والجدل والاختلاف خير صحبة لعلي العميم وآرائه.
وُصفت بريدة بأنها مدينة"حدية"، هل لأبنائها وأنت منهم صفتها وملامحها الندية في الطرح والحوار؟
- قد يكون مثل هذا الوصف محقاً، لكنني لست مع التنميط، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً، وأياً كان موضوعه، وأياً كان مكانه.
وفي ما يخصني أخبرك بأنني دخلت إلى الصحافة من نافذة الرؤية الأيديولوجية، ومن باب تبني القضايا قضايا بعينها، بمعنى أنني لم أنظر إلى الصحافة حينها على أنها مهنة وحسب. وكما تعلم فإن هذا اتجاه من اتجاهات العمل الصحافي. والندية في الطرح والحوار قد ترجع إلى تكوين شخصي وثقافي، أو إلى موقف سياسي وأيديولوجي، ومن الشطط تفسيرها تفسيراً بلدانياً أو جهوياً.
يحتار المتأمل في بوصلتك إلى أين تتجه، أين الخلل في ذلك؟
- الخلل في نظرة البعض التبسيطية في الوصف والتصنيف، فالبعض عندنا يفهم أنك حينما تكون معنياً بأمر أو قضية أو تيار ما، فأنت بالضرورة تنتمي إليه سياسياً وفكرياً وروحياً. وهذا الوصف أو التصنيف ليس دقيقاً. والبعض عندنا وعند غيرنا، يرى أنك حينما تنتمي إلى اتجاه أو تيار بعينه، فيجب عليك أن تنتمي إليه بقضه وقضيضه، صحيحه وسقيمه.
وأرى أن هذا الشرط ليس - بالضرورة - من موجبات الانتماء ولا من شروطه.
وهناك الذي يعتقد أنه لتكون حداثياً أو عصرياً، فيجب عليك أن تسخّف تراث أمّتك وتتفّه ماضيها، وأنا لا أُسخّف تراث أمتي ولا ماضيها، ولا أُسخّف وأُتفّه تراث وماضي أية أمة في الشرق أو الغرب، في الشمال أو الجنوب. وتوجد فئة وهي ليست قليلة، تفهم الأمور على نحو تحزبي، وفي إطار شللي ضيق. موجز القول لا أذكر أنني في كتاباتي تنكرت لركائز في الفكر الليبرالي ولا لقيم تقدمية، أو أهدرتها في كتاباتي، كما لا أحب للثقافة والفكر عندنا أن يكونا فرعين لعلم العلاقات العامة، ولا أن يحملا بطاقة حزبية، ولا أن يكونا من مؤهلات الحديث فيهما توصية ممهورة بختم شللي.
الكسل والمرزوقي والإمام
في حياتك نجدك تأتي متأخراً دائماً، لماذا تمشي الهوينى؟
- أمشي الهوينى - حرسك الله من الإصابة بهما - لمزاجية وكسل.
هل يعد الأستاذ حمد المرزوقي منعطفاً مهماً في حياتك؟
- نعم وهو ممن جعلوني أغلب الواقعية السياسية على ما عداها، وأنا في حياتي أساتذة وأقران كثر تأثرت بهم واستفدت منهم.
الدراسة في جامعة الإمام، بماذا صبغتك؟
- لا أدري إن كانت الدراسة فيها صبغتني بشيء ما أم لا، ومما أتذكره أنني قبل الدراسة فيها كانت قناعاتي في بعض الأمور متبلورة أو محسومة.
كنت طالباً في الجامعة وكاتباً في صحيفة"الرياض"، هل كنت تستعجل تقديم نفسك؟
- حين كنت في صحيفة"الرياض"لم أكن طالباً في الجامعة، وإنما كنت موظفاً أعمل في مركز أبحاث مكافحة الجريمة، وكنت وقتها منقطعاً عن العمل الصحافي.
وقد كتبت في صحيفة الرياض استجابة لطلب من الصديق محمد رضا نصرالله. وفي الفترة التي بدأت الكتابة في صحيفة الرياض كان غيري قد بدأ الكتابة فيها ممن لم يسبق لهم أن كتبوا في صحف. وقد جاءت كتاباتنا ضمن ظرف سياسي، وهو استيلاء العراق على الكويت. ولك أن تعتبر دواعيها - بالنسبة لنا - أنها جزء من التعبئة والحماس الوطني.
لماذا تسير الليبرالية بخطوات خجولة في طرقات المجتمع السعودي؟
- الليبرالية عندنا لم تكن في عقد من العقود التي خلت تشكل تياراً عند النخب ولا عند القاعدة. وهي ليس لها تاريخ واضح ومتصل، كما هي حال بعض التيارات السياسية والفكرية.
صحيح أن هناك تيارات وجماعات منذ منتصف القرن الماضي رفعت مطالب ليبرالية لكنها في الحقيقة ليست تيارات وجماعات ليبرالية، إذ إن مرجعها هو الحزب الواحد الذي استنّه لينين. وهاديها هو هيئة التحرير وتحالف قوى الشعب العاملة كما في التجربة الناصرية. ومرشدها التنظيم السياسي الواحد، كما في البعث وتنظيمات اليسار الفلسطيني.
وكل من ذكرت كانوا معادين لليبرالية في محتواها السياسي والاقتصادي والفكري. وتعليل ذلك أن الوعي السياسي الحديث اشرأب عنقه محلياً في زمن تراجعت فيه الليبرالية وصعدت في العالم العربي تيارات تنحى منحى شمولياً. وهذا التراجع لم يكن إقليمياً وحسب، وإنما كان عالمياً.
والليبرالية كانت عندنا موجودة عند أفراد قد يكونون محاذين للسلطة وقد يكونون غير محاذين لها. وكانت موجودة عند آخرين هم جزء من بيروقراطية السلطة وجزء من تركيبتها السياسية، مع الأخذ في الاعتبار أنها ليبرالية مرتبطة بمرحلتها التاريخية، وما تعنيه الليبرالية في ذلك الوقت.
وإلى وقت قريب كانت الليبرالية تعني عند فئات من ذوي الوعي السياسي والانتماء الفكري الحديث، أموراً شائنة، كالمهادنة والاستخذاء والانتهازية ونقص الوعي أو ضلاله، وكانت تلحق بالليبرالية عند هؤلاء صفة الرجعية السياسية والرجعية الفكرية. وإلى وقت قريب أيضاً كانت فئات عديدة من أبناء مجتمعنا رهينة لتصورات دينية زميتة تحدرت إليها من تيارات دينية متشددة أي أننا أمام شموليتين، شمولية حداثية وقع في أسرها بعض النخب الحديثة أو المحدثنة منذ منتصف القرن الماضي. وشمولية دينية قادت القاعدة أو الجمهور العريض إليها نخب من التيارات الدينية، محلية وإقليمية. وبما أن الحال، كما وصفت، فمن المفهوم والمتفهم أن تسير الليبرالية بخطوات خجولة.
من المسؤول عن تلعثم لغة الحوار بين التيارات المتداولة حالياً في الخطابات السعودية؟
- مع أن لمصر الحديثة تراثاً من الليبرالية، فإن لغة الحوار وأساليب الصراع الفكري ما بين التيارات العلمانية والتيارات الإسلامية في الثمانينات والتسعينات كانت وما زالت هناك حادة ومحتدمة وصاخبة وعدوانية. والمقصود هنا، أنه يجب ألا نفترض حالة من السمو والرقي والنقاء والصفاء في الحوار ما بين التيارات، التيارات السياسية والفكرية عندنا. وفي ما يخص هذا الأمر، تبقى الحكومة وتظل هي الملاذ لحماية أي تيار من تسلط واعتداء تيار آخر عليه.
كيف نتخلّص من الوصاية على المجتمعات والتسلط على خيارات الأفراد؟ ومن يمارسها أكثر اليد الدينية أم السلطوية؟
- اليد الدينية ولا غرو، وهل في ذلك ريب، إن السلطوية أو النموذج السلطوي في الحكم يهتم بحماية النظام من المخاطر الداخلية والمخاطر الخارجية التي تهدد استقراره. ولا يكترث كثيراً إن كان الأفراد موالين له في بيوتهم أو خلواتهم أو كيف يأكلون وكيف يتبسطون وكيف يفكرون. إن اليد الدينية بسبب من شمولية أو كليانية توليتارية تلبستها في العصر الحديث، هي الأطول والأقسى والأعتى في الوصاية على المجتمعات والتسلط على خيارات الأفراد.
الحداثة ترفضها نصاً وتؤمن بها منهجاً... هل هذا صحيح؟
- لا، ليس صحيحاً، فالحداثة أؤمن بها على صعيد المنهج وأؤمن بها على مستوى الأيديولوجيا لكنها ليست نصاً مقدساً ولا ديناً أتعبد به.
ودعنا نتفق على جملة من الأشياء، وهي:
ان الحداثة وغير الحداثة لا يمكن الكلام عنها بالمطلق. فللحداثة محدداتها العلمية والفلسفية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتقنية إلخ… وإن تكن حداثياً في محددات فإن ذلك لا يستلزم أن تكون حداثياً في محددات أخرى. ففي الأمر سعة ورحابة، ويجب - رحمنا الله جميعاً - ألا نضيق ما هو في الأصل واسع رحب.
والحداثة منهجاً وأيديولوجيا، هي عبارة عن تيارات متعددة ومناهج عدة، البعض منها متضاد ومتناحر والبعض متآلف ومتداخل، وقد يحدث ما بين التيارات المتضادة والمتناحرة نوع من التوفيق المتماسك والتوليفة الصلبة. أضف إلى ذلك أن الحداثة في بعض أوجهها تختلف من عصر إلى عصر ومن وقت إلى وقت.
وللحداثة مقومات علمانية لا يمكن شطبها بسهولة لكن هذه العلمانية تتفاوت في الدرجة ولها صور وأشكال مختلفة. وبالإمكان أن يكون الإنسان رجل دين وعلمانياً في الوقت عينه.
ولأنه بالإمكان تحقيق جمع كهذا، نجد أنه على سبيل التصنيف الموضوعي لا النيل والتجريح أو حتى المدح، يقال في المجتمعات الغربية عن رجل دين مسيحي، بأنه لاهوتي علماني. ولا مناص من الاعتراف بأن مفردة العلمانية وكلمة علماني بسبب حملات شديدة تعرضت لها ارتبطت بالإلحاد وبإقصاء الدين وتهميش دوره في الحياة. ولعل البلد العربي الوحيد الذي لا تثير فيه تلك المفردة وتلك الكلمة عند عامة الناس أية حساسية، هو لبنان،على رغم أنه قائم على بنية طائفية، والطائفية - كما نعلم - هي نقيض العلمانية.
إن الحداثة ليست هي الليبرالية حصراً، فالأنظمة الشمولية أو التوليتارية، والدكتاتوريات التي تقوم على نظام الحزب الواحد هي أيضاً من صور الحداثة وأشكالها.
إنه صحيح أن الحداثة بسبب مكونها العلماني تفسح مجالاً كبيراً للعقلانية ولنمو الفكر النقدي لكن هذا لا يعني أن كل حداثي أو علماني، هو بالضرورة عقلاني أو ذو عقل نقدي، إذ إنه قد يكون على رغم حداثيته وعلمانيته، اتباعي ونقلي واستنساخي وغوغائي في فكره وتفكيره.
إن الحداثة لا تعني بالضرورة تقليد الغرب ولا محاكاة المجتمعات الغربية. فالحداثة بالإمكان مواءمتها مع تقاليد المجتمعات الأخرى وخصوصياتها الثقافية. وهي أخيراً مثلما لها منافع وإيجابيات لها مضار وسلبيات. دعوتك لأن نتفق على هذا، لأوضح أن القضية معقدة ومركبة. ولأكمل ما بدأت به في إجابتي، أضيف: أني في المنهج وفي الأيديولوجيا، انتقائي، انتقائي بالمعنى الإيجابي لهذه الكلمة.
لماذا التنافس على عراب الحداثة؟
- لأن حركة الحداثة كانت تضم تيارات متخاصمة ومناهج متشاحنة والتنافس على دور العراب، ماهو إلا استمرار لذلك الصراع القديم الذي كانت تحمله حركة الحداثة في طياتها. وقد استجد هذا الصراع لأن بعض أجنحتها الرئيسية كتبوا تاريخها.
وهذا التاريخ أو التواريخ المتعددة هي غير متفق عليها من تلك الأجنحة الرئيسية والأسماء البارزة فيها. إن الصراع القديم كان على الحداثة وتمثيلها أما الآن فالصراع على تاريخها.
إننا ننتظر تنافساً مماثلاً، على من هو عراب الصحوة، وذلك عندما يكتب شيوخها تاريخها.
وعموماً فإن مثل هذا الخلاف والاختلاف موجود في عدد من الحركات الثقافية والعقائدية في العالم العربي على من كان هو البدء وعلى من كان هو الذروة.
النقيدان والذايدي وابن بجاد.. هل كان لك دور في إعادة توجهاتهم؟
- تعرفت على منصور النقيدان ومشاري الذايدي وعبدالله بن بجاد وآخرين ممن مروا بتجربة تحول سياسي وتحول فكري، وهم كثر وقد كانت المنافع العلمية متبادلة بيننا. فهذا التعرف أوضح لي ما كان عندي غامضاً ومشوشاً إزاء السياق الديني المحلي وظروف تشكل تيارات دينية سياسية جديدة والإطار المرجعي لها أو خلفياتها المدرسية. وإلى غير ذلك من المسائل والقضايا التي تتصل بذلك السياق من قريب أو بعيد.
محاكمة المثقفين
محاكمة المثقفين وتفسيقهم هل تراها بدعاً أم مناخاً للحرية؟
- كان الإصلاحيون الإسلاميون وكان جيل من الليبراليين وكان ثلة من الإسلاميين في لحظات زمنية متعاقبة ومتفاوتة يدفعون عن تاريخ الإسلام تهمة الاضطهاد الديني للفكر. وكان كل هؤلاء يرجعون أسباب الاضطهاد الديني للفكر في تاريخ الإسلام إلى أسباب سياسية محضة. وكانت هذه المرافعة لصد ما يقال عن الإسلام وعن تاريخه وللذب عن مماثلته بالمسيحية وبتاريخها من حيث الاضطهاد الديني للفكر الديني والهرطقات. إن محاكمة المثقفين وتفسيقهم هي ليست بدعاً ولا أمراً مستحدثاً ولا هي تعبير عن مناخ الحرية وأجوائها، وإنما هي انتصار المتشددين الإسلاميين لوجهة النظر التي كان يقول بها جموع من المستشرقين وانتصار لوجهة النظر التي قال بها فرح انطون في مجادلته لمحمد عبده. إنها نسف لتلك المرافعة الشهيرة التي كانت ردحاً من الزمن وجيهة.
شيوخ الصحوة أصبحوا شيوخ فضائيات وجماهيرهم فقدت البوصلة، ما الحل؟
- لكل مرحلة وسائلها، ففي السابق كانت الوسيلة للوصول إلى أكبر قدر من الجمهور هو الكاسيت، والآن لتحقيق غرض كهذا، فإن الوسيلة المثلى هي الظهور في الفضائيات، وفي عالم مرسمل، يقوم على اقتصاد السوق، فإن في ظهورهم مكاسب للفضائيات، ومكاسب لهم وللرسالة التي نذروا أنفسهم لخدمتها.
أما جماهيرهم، فلقد حدث لها تشظي وتشذر واختلاف وعصفت بها وبهم تحولات قبل أن يطلق عليهم شيوخ فضائيات.
أنهم قبل ذلك كان يطلق عليهم شيوخ الكاسيت، فهل أضرهم هذا النعت بشيء أو أنقص من مقدارهم مثقال ذرة في قلوب أتباعهم ومحبيهم أو نال من مكانتهم في المجتمع ككل؟!
أما الحل فهم كما تعرف أهل الحل والعقد وأصحاب الحلول غير المستوردة! وعليه هم أدرى بشؤونهم من غيرهم. أقول لك هذا مازحاً، لأني لا أعرف حلاً لما تشير إليه.
التمجيد المفرط لعلمائنا يخيف بعضهم من نقدهم أو الاعتراض عليهم خوفاً من خسران الجماهير؟
- في حركة الصحوة الإسلامية، محلياً وإقليمياً، يمكن ملاحظة تردي مكانة المثقف وتضخم مكانة الشيخ، على رغم أن تلك الحركة - وهنا المفارقة - تدين بالتنظير لها وتدين بانتشارها سحابة عقود طويلة، للمثقفين أكثر مما تدين للمشايخ.
وفي عقود خلت كان الذين هم في الأصل مشايخ، يقدمون آراءهم وأطروحاتهم بوصفهم مثقفين ومنظرين إسلاميين، ولا يقدمونها من خلال الإلحاح على أنهم مشايخ. وفي العقود الحالية وعلى وجه التحديد منذ أوائل الثمانينات الميلادية، فإننا نلحظ أن مثقفي الحركة الإسلامية قد تمشيخوا. وأنهم صاروا يقدمون آراءهم وأطروحاتهم بوصفهم مشايخ لا مثقفين. ذلك لأن حركة الصحوة الإسلامية تسببت أو هي سعت لإحاطة الشيخ بهالة من القداسة لم تكن له من قبل. وهي هالة كالتي نلقاها عند الشيعة وعند المتصوفة في نظرتهما لرجال الدين. والفرق بين الهالتين أن الأولى مستحدثة مبتدعة والأخرى أصلية أصيلة أو هي من لوازم المذهب واشتراطاته الأساسية.
كان المثقف المتمرد أو المتحرر أو لنقل العقلاني في مصر بوسعه أن يعمل مبضع النقد في خاصرة الأزهر وفي متن شيوخه لكنه حين كان يعمل هذا المبضع إزاء الأولياء أو يتندر على مقاماتهم فإنه يواجه عنتاً شديداً من أهله وناسه، لسيطرة الدين الشعبي عليهم. فالدين والتدين في تلك البلاد وغيرها من البلاد العربية، له عند العامة وحتى الصفوة، محضن شعبي صوفي، يعلي من شأن الأولياء ولا يتصور أن الدين يتحقق من دونهم، سواء أكانوا من الأحياء أم من الأموات. كل هذه المقدمة، كانت تمهيداً لإزجاء ملحوظة تتعلق بمتغير أحدثته حركة الصحوة في مفهوم الدين والتدين في السعودية.
الحنبلية، وكذلك دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي هي استئناف لها، تضيق إلى أبعد الحدود من مساحة الدين الشعبي ولهذا السبب كان الدين الشعبي لا يوجد له في السعودية سوى جيوب صغيرة في منطقة بعينها. وحركة الصحوة هي الأخرى هي في التحليل النهائي حركة سياسية اجتماعية ثقافية، لا تأتم بالصوفية ولا المتصوفة. ولا تحفل بالدين الشعبي ولا تنخرط في طقوسه، إنها تهادنه في بيئاته لكنها لا تجتذبه في رسومه ولا تستلهمه في مضامينه.
ومع ذلك فإن حركة الصحوة المحلية - على رغم أن المذهب السائد في السعودية هو المذهب الحنبلي - صنعت للمشايخ التقليديين ولمشايخها هي، مكانة توازي أو لنقل تدنوه من مكانة الأولياء عند المتصوفة ومن مكانة الأئمة عند الشيعة.
وفي ظل هذه الإحداثية أو التغير الذي حصل، يحق لنا أن نسأل: هل المشايخ"أولياء مباركون"و"أئمة معصومون"؟! وهل التدين الحنبلي السلفي والتدين الصحوي السني في النظرة إلى رجال الدين قد"تصوفا""تشيعا"من حيث لا ينويان ولا يدريان.
أنا والمرأة والهروب
تمتلك قراءة خاصة للمرأة لكن لا نعرف لها إطاراً معيناً؟
- لا، لا أملك قراءة خاصة بالمرأة. ولعلك تومئ هنا إلى أني لا أكتب عن المرأة أو حول المرأة وإلى أني لم أبذل جهداً كتابياً في مناصرتها لنيل حقوقها. في الأولى لعل ما يشفع لي هو أني لست بأديب حتى أكتب عن المرأة أو حولها. وفي الأخرى أعترف لك - ولا بأس في هذا الموضع أن تكون كاهن اعترافي - أني من القعدة قعدة الليبراليين في أداء ذلك الركن الحقوقي المعاصر. هل أرضاك هذا الاعتراف؟!
إنها ثغرة من ضمن ثغرات عدة في كتاباتي لم أسدها ولا أنوي أن أسدها. ذلك أن الشأن السياسي والشأن الاجتماعي وما يمس حياة الناس وما هو في قلب مصالحهم، لا تستهويني الكتابة فيه وعنه. ولا أحسب أن عندي في تلك الشؤون شيئاً يمكن أن أفيد به القارئ أو أن أسليه.
إن مساحة كتاباتي محدودة ونطاقها محدد. وفي هذه الكتابات أحرص قدر الإمكان على ألا أقدم نفسي، بأني مصلح أو إصلاحي أو توعوي أو داعية.
هل هو اعتراف آخر؟ إن كان كذلك، فأنت نلت اعترافين مع أنه كان يرضيك اعتراف واحد.
عبدالله النفيسي هل ظلم نفسه كونه إسلامياً... ما الذي جعلك تفرده بدراسة بين حين وآخر؟
- لم يظلم عبدالله النفيسي نفسه كونه إسلامياً، وأحسب أن غيره من المثقفين لم يظلم نفسه أيضاً، حين انتمى إلى تيار غير إسلامي، فالتيارات عادة ما تكون أكبر من الأشخاص مهما كانوا موهوبين أو ينطوون على قدرات فذة ونادرة. وللتوضيح، فإن عبدالله النفيسي مثقف يحظى بتوقير واحترام لدى تيارات سياسية وفكرية علمانية في البلاد العربية، على رغم أنه كان منغمساً في التنظير لتيارات دينية جهادية وتكفيرية، يتركها حيناً، فيعود إلى بيته الأول، بيت الإخوان المسلمين ثم لا يلبث أن يؤوب إلى ثكنة الجهادية والتكفيرية والتيارات السياسية الفكرية العلمانية في العالم العربي، خصوصاً في العقود الماضية، كما نعلم، لا تواد الإخوان المسلمين، وتنفر من التكفيريين. أقدّم هذا التوضيح لأشير إلى أنه لم يخسر شيئاً، نظراً إلى كونه إسلامياً، فهو موقّر عند الخصوم مثلما هو مبجل عند الأتباع. وتأكد أن عبدالله النفيسي لو كان في تيار آخر لن يكون هو أكبر مما هو عليه في التيار الإسلامي. إني أنظر إليه، بوصفه متلاعباً وأعتبره مزايداً في الراديكالية السياسية والنضالية الفكرية، وهذا من بين ما حاولت أن أبرزه في سيرته الفكرية التي كتبتها من دون أن أستأذنه.
يخبر البعض أنك تختزن في كوامنك مشروعاً يرتقي بفكر الأمة... لكنك تتريث في التبشير به... هل سيطول انتظارنا؟
- إني لست منظّراً يُعنى بالكليات وبالتاريخ الشمولي، فعنايتي تنصرف إلى قضايا مقطعية أو جزئية أو صغيرة، تضمن لي في أثناء بحثي السيطرة عليها. كما أني لست من المعنيين بوضع الحلول ورسم سبل خروج الأمة من الأزمات والمآزق. ولأصدقك القول، أفشي لك أني لا أحسن التفكير ولا التأمل في مواضيع كبرى. كالأمة وما يترادف معها ويجاورها من ألفاظ شاسعة وعريضة.ما لدي بعضه ينتظر الإتمام وبعضه يحتاج إلى الشروع في الكتابة هو دراسات متناثرة حول تاريخ الشيخ في الثقافة العربية، ونشأة الثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية وما أحاط به من ظروف وملابسات، وتتعرض هذه الدراسة لحقبة من تاريخ الكتاب الإسلامي أحدث فيه دارس كلاسيكي ينتمي إلى تراث الليبرالية المصرية تغيراً في مسيرة ذلك الكتاب، وهذا التغير يشبه بمعنى من المعاني، ما أحدثه المودودي وسيد قطب من تحول في اتجاهات الإسلاميين. وهناك دراسة تدور في نطاقها حول جانب من تاريخ حركة الحداثة الأدبية في السعودية. وأخرى تتعلق بجانب من تاريخ الإخوان المسلمين، وعلى وجه التحديد حول مفصل في حياة سيد قطب.
إبراهيم البليهي لا يخدم الثقافة الغربية ... ولا يحسن للثقافة الإسلامية
شيخنا إبراهيم البليهي قرأ ويقرأ كثيراً في مجالات متعددة ومواضيع مختلفة، لكن الإطار الذي يناسبه ويتوافق وقدراته هو العرض والتلخيص وليس التحليل والتفسير. ومثل هذا الإطار يجب ألا نقلل من شأنه ولا من أهميته ولا ننكر حاجتنا الماسة إليه، ولكي لا أفهم خطأ أذكّر بأن هناك مثقفين كباراً في العالم العربي منذ عشرينات القرن الماضي كان العرض والتلخيص جزءاً من نشاطهم الثقافي. كما أن لفيفاً منهم كان غالب نشاطهم الثقافي يتجه إلى العرض والتلخيص. قديماً قال القاضي أبوبكر بن العربي المالكي عن أستاذه وصديقه الإمام الغزالي:"شيخنا أبو حامد، بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم، فما استطاع"وبتحوير طفيف يمكن القول عن الأستاذ البليهي:"إن أبا عبدالرحمن دخل إلى جحر سيد قطب وتوغّل في نفق المودودي، وأراد أن ينفذ من ذلك الجحر وأن يخرج من ذلك النفق، فما استطاع". كنت وما زلت حائراً في تعليل ضعف التحليل ومحدودية التفسير عنده، هل هو يرجع إلى أن تكوينه الثقافي الأصلي يرتكن إلى مقولات الكتاب الإسلامي المعاصر أم أنه يرجع إلى تكوين شخصي واستعداد ذاتي؟ إنه من المعلوم أن الكتاب الإسلامي المعاصر بمختلف اتجاهاته وتياراته ولعقود طويلة، اتسم باللا تاريخية وبالنزوع إلى مثالية دينية أخلاقية، هي تبسيطية وغير واقعية وغير علمية، على رغم تأثره الواضح بتيارات وعقائد في الثقافة الغربية، يمينية ويسارية.
إبراهيم البليهي على رغم تحوله للغرب وهجرته إلى اليونان القديمة وإقامته في حي الفلسفة، يتحرك في قسم من تفكيره ضمن تصورات حفل بها الكتاب الإسلامي المعاصر، وهي تصورات بعض منها مغال دينياً وكان لها دور فكري في صناعة التطرف الديني السياسي في العالم العربي. وبعض منها مشوش منهجياً ومضطرب تاريخياً. وهي إجمالاً لا تصمد أمام امتحان نقدي لتهافتها وتناقضها وقصورها. وهو في رؤيته للماضي الإسلامي وللعرب وللغرب وللسياسة والاجتماع والثقافة والنهضة والحضارة، وللعلمانية والليبرالية والعقلانية والتغيير والإصلاح، ما زال أخلاقياً مناقبياً، وتبسيطياً إلى حد كبير. ويتحدث عن كل من تلك المسائل والقضايا بعقل المربي المخلص المتسرع وليس بذهنية الدارس المتئد المتروي. أما في القسم الآخر من تفكيره وهو التهليل للحضارة اليونانية، والهتاف للغرب - وهذا مناط اختلافه مع مجمل كلام الإسلاميين - فإنه في هذا ينطلق من الآليات ذاتها والفهم المنغرس في لحمة الكتاب الإسلامي المعاصر ذاته. إنه الآن يجمع في إهاب واحد - ولك أن تعجب - ما بين طه حسين وسيد قطب! طه حسين لليونان القديمة وللغرب وسيد قطب للإسلام ولمفاهيمه ولتاريخه، ومن الأخير استمد البليهي ثوريته ومن بعض اتجاهات الكتاب الإسلامي استمد سخطه غير المفهوم. هكذا أقرأ ثقافة البليهي وأقرأ توجهاته في مرحلته الفكرية الحالية. وهو عندي - ودع عنك مسألة تقديرك وتقديري الشخصي له جانباً - لا يبشر بأي شيء جديد حول العقل ولا غير العقل. وأرى أنه ليست لديه أية فكرة أو ملحوظة خاصة به، فما ينسب له في هذا الصدد هو - حقيقة - لغيره وليس له. وما له هو تلك الأحكام الاعتباطية والمتعسفة والعامية التي يطلقها بين فينة وأخرى. وآخرها قوله: إنه لا يوجد مفكر عربي يستحق أن يقرأ له. وبالمناسبة فإن أحكامه الاعتباطية والمتعسفة والعامية ليست قليلة. إنني لست مع وصف فكره بالانهزامية، لأنه لم يكن يوماً ما في كتاباته على جبهة متقدمة يشن على الغرب حرباً ثقافية ثم نكص على عقبيه، ينشد السلامة. صحيح انه قال ويقول أحياناً كلاماً سياسياً وفكرياً، يناسب ذهنية المستعمر الغربي القديم، ويتسق ومنطق الكومبرادورية الثقافية المحلية من أبناء المستعمرات القديمة البائسة، لكن لا هذا الوصف ولا ذاك يشخصان ويعبران بدقة عن حالته الثقافية الخاصة ولا يفسران أسباب أزمته الثقافية وتأزمه الإيديولوجي، وعلى كل فإنني أرى أن طرحه لا يسهم في بناء علاقة إيجابية ما بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية. ذلك أن هناك جسوراً تصل ما بينهما. وهناك محطات التقتا فيها في العصور الوسيطة وفي العصور الحديثة، على رغم النزاع العسكري والصراع الأيديولوجي الطويلين ما بين عالم الإسلام وعالم الغرب. ومع هذا، فإن البليهي مصر على تحطيم تلك الجسور وإحراق تلك المحطات وكأنني به يريد أن يوهمنا أنه في تاريخ الإسلام هو المحب الوحيد للحكمة اليونانية، ولا يزاحمه فلاسفة الإسلام في حبه هذا. وانه هو الوكيل الحصري لليبرالية الحالية والليبرالية القديمة، ولا تنافسه الوكالة تيارات في الثقافة العربية المحدثة، هي ممعنة في ولائها للغرب. إنه بهذا لا يخدم الثقافة الغربية. ولا يحسن للثقافة الإسلامية.
نشر في العدد: 16729 ت.م: 22-01-2009 ص: 15 ط: الرياض
عنوان: المثقف والاعلامي السعودي لا يعتبر نفسه معنيا بوضع حلول للأزمات . علي العميم : الثقافة ليست من العلاقات العامة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.