يرفع المنتخب السعودي شعار الفوز ولا شيء غيره عندما يلاقي مضيفه التايلاندي في العاصمة بانكوك ظهر اليوم في الجولة الثالثة للمجموعة الرابعة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل2014، ويدرك لاعبو المنتخب السعودي أهمية العودة بالنقاط الثلاث كاملة للإبقاء على حظوظهم للظفر بإحدى بطاقتي المجموعة لخوض المرحلة الأخيرة نحو المونديال، خصوصاً أن الأخضر يقف في المركز ما قبل الأخير في ترتيب المجموعة بنقطة يتيمة بفارق الأهداف عن نظيره العماني متذيل الترتيب. المنتخب السعودي سقط في الجولة السابقة على أرضه وبين جماهيره أمام الكنغر الأسترالي بثلاثية موجعة هزت ثقة الجماهير بقدرة فريقها على مواصلة المشوار نحو اكبر محفل رياضي، وكان الفريق عاد في الجولة الأولى من مسقط بنقطة التعادل أمام المنتخب العماني، ومهمة المدرب الهولندي ريكادر تختلف تماماً في مواجهة الليلة اذ لن تقبل الجماهير السعودية أية مبررات أو اعتذارات مهما كانت الظروف، فالطموحات لن تتوقف من دون حصد النقاط كاملة، والعودة إلى دائرة المنافسة بكل قوة، ما يجعل الهولندي يكون في غاية الحذر والحيطة عندما يضع آخر مخططاته الفنية لأهم موقعة في مشواره مع الأخضر، ومن المنتظر ألا يجازف في الشق الهجومي مع انطلاق المواجهة والاكتفاء بمهاجم واحد وتكثيف مناطق المناورة بتواجد محمد نور وسعود كريري وتيسير الجاسم وأحمد الفريدي وعبدالعزيز الدوسري لإغلاق المنافذ تماماً أمام المرمى السعودي والتصدي لسرعة لاعبي تايلاند وإعطاء الفرصة لظهيري الجنب عبدالله الزوري وحسن معاذ لفتح جبهة هجومية على الأطراف. وعلى رغم تواضع الظهور للمنتخب السعودي في المباراة الودية الوحيدة التي خاضها أمام اندونيسيا في المعسكر الإعدادي في ماليزيا والتي انتهت سلبية، إلا أن الخبرة العريضة للاعبي الأخضر تعطيهم معظم الترشيحات لتجاوز المحطة الأصعب وتسجيل نقطة بداية قوية نحو المنافسة الحقيقية على صدارة المجموعة، ومتى ما أحسن المدرب الهولندي ريكارد انتقاء التشكيل المناسب وتعامل كما يجب مع أحداث المباراة وتخلى عن الحذر المبالغ فيه ستكون مهمته ليست بالصعبة للعودة بأثمن انتصار في الفترة الحالية. وعلى الطرف الآخر، يدخل المنتخب التايلاندي بنشوة الانتصار الكبير على المنتخب العماني بثلاثية نظيفة مكنته من القفز للوصافة وزادت من حظوظه في المنافسة على التأهل للأدوار النهائية، خصوصاً أنه قدم مستوى رائعاً في مواجهة استراليا على رغم خسارته لنقاط المباراة، وجاءت تحضيرات تايلاند لمواجهة الليلة مختلفة تماماً، اذ رصد اتحاد الكرة ربع مليون دولار للاعبين في حال إسقاط المنتخب السعودي، كما أن مدربه الألماني شايفر رفع راية التحدي باكراً، وأكد في أكثر من تصريح صحافي قدرة فريقه على تحقيق الفوز والنيل من المنتخب السعودي، وشدد على أن فريقه في هذه النسخة مختلف تماماً وجاء للمنافسة وليس من أجل المشاركة فقط، ونجح الألماني بشكل لافت في تسخير إمكانات اللاعبين بالشكل السليم، اذ بات المنتخب يلعب الكرة السريعة مع غياب الهفوات الدفاعية وعدم القبول بالخسارة بغض النظر عن اسم وقوة الفريق المقابل. المنتخب التايلاندي هو الآخر خاض مباراة ودية وحيدة أمام المنتخب الأردني وانتهت سلبية، إلا أن مدربه أبدى رضاه عن أداء لاعبيه، وأكد أنها كانت مفيدة لتلافي الأخطاء في المواجهة الحاسمة أمام المنتخب السعودي، والألماني شايفر يعتمد كثيراً مهارة أفضل اللاعبين تيراسل وكذلك حيوية لاعب الوسط تونقلاو، وغالب عناصر المنتخب من فريقي تشونبوري وموانجثونج ابرز فرق الدوري المحلي. الموقعة غير قابلة لأنصاف الحلول ولا خيار أمام المنتخبين سوى البحث عن الفوز والثلاث نقاط، ما يجعل المباراة في غاية الإثارة والندية بين التايلاندي المتحصن بالأرض والجمهور والسعودي صاحب التاريخ العريض على مستوى القارة والطامح لاستعادة جزء من عصره الذهبي.