أحزن كثيراً وأنا أشارك إزاحة اللثام عن عادات سرت في مجتمعنا وغزت بيوتنا وأصبحت كما يقولون أمراً عادياً من مفرداتنا. أحزن كثيراً وأنا أقول بأن توسع الاختلاط، وسهولة التواصل، والتي ابتلي بها عامة الناس، كانت ولا تزال سبباً أساسياً في ظهور ما لا يستحب، وفي تعلم ما لا يستوجب أن يتعلم. ونحن في هذا الوطن بدأنا نستمرئ، ونقبل بمخالفات كثيرة لا حصر لها، إن دلت، فهي تدل على سرعة التقاطنا لها فحسب، بل المشاركة الفعلية في ترويجها. وهي يجب أن تكون مرفوضة أصلاً لأنها تعكس مفاهيم مجتمعات بعيدة عن معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا. إن الشيء المضحك المبكي في الأمر، هو موافقة الأهل الذين يفترض بهم أن يعلموا مكامن الخطأ، ويعملوا على اجتنابه بكل ما أوتوا من حكمة وموعظة حسنة، أو قسراً لو اضطروا لذلك. لا أن يواكبوا رغبات أبنائهم وبناتهم عن طريق توفير ما يحتاجون وما لا يحتاجون. مما يصح وما لا يصح، حتى لا يكونوا أشخاصاً مروجين لما قد يكون مخالفاً لمظهرنا المميز، ولمفاهيمنا الخصوصية. عن الخطأ الجسيم، وأؤكد على كلمة الجسيم، هو عدم وجود هيئة فاعلة ونزيهة تتبع أولي الأمر مباشرة، ولا تخضع لضغط ورغبات المستورد، وآراء العامة. تخطط أول ما تخطط لإيجاد قاسم مشترك مقبول. للاستقدام. أياً كانت خبرة الشخص المستقدم، أو تعليمه، لأن الطامة الكبرى ليست في الاستقدام. بل ما يتبعه من أفكار وموروثات، ليس من السهل أن يتركها ذلك الشخص في بلاده. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.