أكدت البحوث العلمية أن خمسة في المئة فقط هم الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين من دون مساعدة طبية، كما أكدت البحوث أيضاً أن إدمان النيكوتين يأتي في المرتبة الثانية في قوة الأعراض الانسحابية بعد إدمان الهيروين. من جانبها، كشفت منظمة الصحة العالمية، في التقرير الجديد الذي يعتبر بمثابة أول تحليل شامل للتدخين في العالم، والذي يأتي ضمن الجهود المبذولة الهادفة للسيطرة عليه، أن خمسة في المئة فقط من سكان العالم يعيشون في دول تعمل على حماية سكانها من التدخين، وذلك من خلال عرض خدمات الدعم لهم، إضافة إلى تفعيل الإجراءات الأخرى. وينخفض هذا العدد في الدول النامية التي تضم منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تتجه صناعة التدخين العالمية إلى هذه المناطق بشكل كبير حتى إنها تستهدف الأطفال والنساء الكثير من المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين. ووفقاً لما ورد في تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية فإنه إذا سُئل أربعة أشخاص من المدخنين عن التدخين، فسيجيب ثلاثة منهم قائلين، إننا نرغب في الإقلاع عن التدخين. وعلى الرغم من إدراك المخاطر التي يسببها التدخين، التي تشتمل على أمراض القلب والسرطان، إضافة إلى الأمراض الأخرى، إلا أن الكثير من المدخنين لا يسعون إلى الحصول على المساعدة من أجل الإقلاع عن التدخين. وفي عرض لأهم مكونات السجائر، فإنها تحتوي على مادة النيكوتين السمية التي توجد في نبات التبغ، ويكون الهدف منها في الطبيعة هو توفير الحماية لهذه النباتات، حتى لا تقترب منها الحشرات وتأكلها، فيما يشبه النيكوتين في تركيبته واحدة من المواد الكيماوية الطبيعية التي تكون مسؤلة عن نقل الرسائل داخل الدماغ وهي مادة أسيتايلكولين. لذا، فإنالكثير من الناس لا يدركون أن النيكوتين مادة مسببة للإدمان، وأن من الصعب للغاية الإقلاع عن التدخين، تماماً كصعوبة الإقلاع عن إدمان الهيروين أو الكوكايين. وعند محاولة المدخن الإقلاع عن التدخين فإنه يتعرض لما يعرف بأعراض الانسحاب التي منها: الهيجان، القلق، الأرق، النزق، الشعور بالإحباط، التوتر العصبي، ردود بطيئة في الأفعال، الرغبة الملحة في العودة إلى التدخين، التعب، العجز عن التركيز وغيرها ما يدفعه إلى التزود بالنيكوتين بشكل مستمر مستسلماً لقيد الإدمان المدمي.