قد لا يكون لي أن أتوجه بالنقد إلى وسيلة إعلانية مرموقة، غير أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، لكني في الحقيقة سأتناول اليوم ظاهرة اجتماعية بدأ المجتمع يتشبه بشخوصها، ويحاكيهم في أسمائهم وأفعالهم. ظاهرة غزت بيوتنا وأسرت اهتمام نسائنا وبناتنا وحتى أطفالنا، حال من التسيب اللا أخلاقي الخطر جداً، والذي أخذ يواجه بجدية وندية تخالف كل ما درسناه وتعلمناه وترعرعنا على وجوب المحافظة عليه في مجتمعنا السعودي خصوصاً، ألا وهو الفضيلة وأقل ما يدخل في مضامينها الحياء، هذا إذا لم ندخل في أبواب الشرع الكثيرة، ومن دون أن تستنهض من همم الدعاة والعلماء، لمشاركتنا التصدي لها ومحاربتها. لو كنت أتكلم عن مجتمعات بعيدة أو مجاورة لهان الأمر قليلاً، لكني سأنبري لأتكلم عن أسرتي التي هي نواة مجتمعنا السعودي لكن هذه المحطة بعينها، والمحسوبة علينا، خالفت ذلك ببثها وتسريبها وهي تعلم يقيناً بالمحتوى المدمر لها عبر مسلسل أو مسلسلين يناهضان الفضيلة، ويحثان على التدرج البطيء في إرساء معالم التحلل من كل القيم، في عقول بناتنا وشبابنا. وإذا كانت رسالة التلفاز الأصلية هي الدعوة إلى القيم والعمل على إرساء أساس للفضيلة، فإني أسأل القيمين على هذه المحطة التي تنتسب إلى مجتمعنا، هل رسالتها بناء هذا المجتمع المسلم المحافظ، أم هي بداية مشاركة في حمل معاول الهدم والتخريب لعقول ناشئتنا؟ والتي لا نزال نحرص جاهدين على رعايتها وتنميتها بكل مفيد كي نسلم الأمانة على المحجة البيضاء.