أجمع مجموعة من مدربي كرة القدم الوطنيين على أن مشاركة منتخب الناشئين السعودي في بطولة كأس الخليج المقبلة في مدينة أبها بقائمة جديدة، لا يحق لغالبية عناصرها المشاركة في نهائيات كأس آسيا للناشئين التي ستقام في أوزبكستان بعد أقل من شهرين، ستعوق"الأخضر الصغير"من المضي قدماً نحو تحقيق البطولة الآسيوية وبلوغ كأس العالم للناشئين، واتفق المدربون الوطنيون على أن المشاركة في كأس الخليج بقائمة جديدة خطأ إداري وفني كبير، كان يجب تلافيه. إذ أكد المدرب الوطني والمحاضر الآسيوي حمود السلوة أن ذلك التوجه الذي قامت به إدارة منتخب الناشئين سيسهم في تعطل مسيرة إعداد المنتخب للنهائيات الآسيوية، وأشار إلى أن مشاركة"الأخضر الصغير"في بطولة الخليج بذات لاعبيه الذين شاركوا معه في التصفيات الآسيوية وفي مراحل الإعداد الماضية مطلب مهم من أجل الإعداد الأمثل لكأس آسيا، وقال:"كما علمت سابقاًً أثناء وجودي في عضوية لجنة المنتخبات كان الهدف من طلب استضافة كأس الخليج للناشئين في أبها لهذا العام أن تكون ضمن برنامج إعداد منتخب الناشئين الخاص ببطولة كأس آسيا المقبلة في أوزبكستان، لأن اللاعبين في حاجة إلى لعب مجموعة كبيرة من المباريات لأنهم يفتقدون إلى ذلك مع أنديتهم، والاحتكاك الفني مطلب لكسب مزيد من التجانس الفني والخبرة، لكن القائمة التي ستشارك في كأس الخليج لا يحق لها المشاركة في بطولة آسيا بسبب نظام الأعمار الجديد الذي أقره الاتحاد الآسيوي أخيراً". وأوضح السلوة أن إدارة منتخب الناشئين والأمانة العامة في اتحاد الكرة كان يجب عليهما إدراك ذلك الخطأ الكبير، قائلاً:"كان على إدارة المنتخب والأمانة العامة في الاتحاد الاطلاع على برنامج إعداد المنتخب الذي أعد من العام الماضي لكأس آسيا، وعدم السماح بالمشاركة في كأس الخليج بلاعبين لا يحق لهم المشاركة في البطولة الآسيوية، وكم كنت أتمنى أن يوضع برنامج الإعداد السابق في الاعتبار، لأن الهدف هو المنافسة الكبيرة على تحقيق كأس آسيا للناشئين والتأهل إلى كأس العالم، لكن بدأنا نضع ايادينا على قلوبنا خوفاً من ضياع ذلك". كما أكد المدرب الوطني مدرب المنتخب الاولمبي السعودي السابق بندر الجعيثن أن على مدرب منتخب الناشئين البرازيلي كيكا ان يكون مطلعاً اطلاعاً كاملاً على برنامج الإعداد، والاستفادة من المشاركة في بطولة الخليج قبل خوض غمار كأس آسيا للناشئين، وقال:"كان على المدرب ان يكون مطلعاً اطلاعاً كاملاً على برنامج الإعداد، والمحافظة على اللاعبين الذين بدأ معهم الإعداد والتحضير للبطولة الآسيوية، حتى يستمر في تنفيذ برنامج الإعداد بصورة مفيدة للاعبيه كافة، ولكي يكون المنتخب في أفضل جاهزية فنية لنهائيات كأس آسيا، لأن ذلك هو الهدف الكبير، خصوصاً ان الأربعة الأوائل في البطولة الآسيوية سيتأهلون إلى كأس العالم، والمنتخب السعودي يجب ان يكون ضمن الأوائل ويعود مجدداً للعالمية". وأوضح الجعيثن ان المشاركة في كأس الخليج في أبها بقائمة غالبيتها من الأسماء التي لا يحق لها المشاركة في آسيا خطأ كبير، قائلاً في السياق ذاته:"ذلك خطأ كبير، كان يجب ألا يحدث، كما كان يجب الاستفادة من المشاركة في بطولة الخليج بالعناصر ذاتها، التي شاركت في مراحل الإعداد الماضية، حتى تكتسب مزيداً من الخبرة والجاهزية الفنية، والمشاركة بقائمة جديدة قد تسهم في فقدان بطولتي الخليج وآسيا، بل ان ذلك سيهدم ما تم بناؤه في فترة الإعداد الماضية للبطولة الآسيوية". كما أبدى المدرب الوطني يوسف عنبر، استغرابه مما ضمته القائمة الجديدة لمنتخب الناشئين، وقال"ندرك الجهد المبذول من الأشخاص القائمين على إدارة المنتخب طوال الفترة الماضية، لكننا تفاجأنا بتغيير الأسماء قبل المشاركة في البطولة الأهم وهي بطولة آسيا، والتي تتأهل منها أربعة منتخبات إلى كأس العالم، واعتقد ان هذا التغيير سيكون مردوده سلبياً على اللاعبين السابقين المنضمين في فترة سابقة، وكنا نتمنى أن يواصل اللاعبون المنضمون في السابق المشاركة مع المنتخب في بطولة الخليج، لكي نصل للاستقرار والتجانس بين اللاعبين، خصوصاً أن هذه الفترة من العمر تحتاج لجهد كبير، لكي نصل باللاعبين الى استعداد نفسي وبدني وفني كبير". من جهته، أبدى المدرب الوطني محفوظ حافظ، اندهاشه بالأسماء الموجودة حالياً في قائمة"الأخضر الصغير"للمشاركة في بطولة الخليج للناشئين، وقال:"كنت أتمنى أن تتم المشاركة بالأسماء المختارة في السابق، لتستغل هذه البطولة من ضمن الإعداد للبطولة الآسيوية، التي أتمنى أن يحالف المنتخب السعودي التوفيق فيها، ليتأهل الى كأس العالم، لكن ما تم القيام به أخيراً كان صدمة لنا كمتابعين للفئات السنية، وكل ما أتمناه التوفيق للمنتخب السعودي، والوصول الى كأس العالم، إذ إننا ابتعدنا كثيراً عن هذه البطولة العالمية، لأننا كنا في عام 1989 أبطالاً لكأس العالم للناشئين، ولابد من التأهل للعالمية من جديد". ووصف المدرب الوطني خالد القروني ما حصل من تغيير للأسماء المشاركة في كأس الخليج ب"غير المفهوم والمستغرب"، وقال:"كان من الأفضل ان نبني فريقاً، ونعده الإعداد الطويل من معسكرات داخلية وخارجية كافية، ونشارك به في أية بطولة حتى وان كانت بطولة الخليج، خصوصاً ان التوقيت الحالي مناسب لنا لنصل الى البطولة الآسيوية بفريق في أفضل حالاته الفنية، لكن تغيير الأسماء في البطولة الخليجية لا نعلم سببه، ونريد ان نعرف من المسؤول عن ذلك التغيير؟ لماذا لا يشارك بالفريق الأساسي المختار مسبقاً؟ أما إذا كانت الأمور طبيعية ولم تكن هناك أية مشكلات، فهذا خطأ كبير يتحمله الجهاز الفني". وكان منتخب الناشئين السعودي لكرة القدم أنهى أخيراً في مدينة عين دراهم التونسية احد معسكراته الإعدادية، التي تأتي ضمن برنامج الإعداد الخاص بالمشاركة في نهائيات كأس آسيا للناشئين، التي ستقام في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل في أوزبكستان، بعد أن أقام معسكرات محلية عدة وفق برنامجه الإعدادي، الذي تأتي من ضمنه المشاركة في بطولة الخليج التي يستضيفها الأسبوع المقبل في مدينة أبها، غير ان القائمة التي أعلن عنها أخيراً للمشاركة بها في منافسات البطولة الخليجية، شهدت غياب مجموعة كبيرة من اللاعبين، الذين شاركوا في مرحلة التصفيات الآسيوية وفي مراحل الإعداد الماضية، أمثال المهاجم هداف التصفيات احمد العوفي ونواف الغامدي ومراد جبلي وهتان باهبري والحارسين فواز الخيبري ووائل البشري، فيما تم ضم لاعبين لا يحق لهم تمثيل المنتخب في كأس آسيا للناشئين، لعدم تطابق نظام الأعمار الجديد، الذي أقره الاتحاد الآسيوي في العام الماضي عليهم، إذ ينص نظام الأعمار الجديد على مشاركة اللاعبين من مواليد 1-1-1992 الذين شاركوا في التصفيات الآسيوية، واللاعبين من مواليد 1-10-1992 في نهائيات كأس آسيا المقبلة. يذكر أن طلب استضافة بطولة كأس الخليج للناشئين في أبها، جاء بعد ان وضعت البطولة ضمن برنامج إعداد"الأخضر الصغير"للبطولة الآسيوية.