البلد الذي وحّده الله، وجعل من فرقه المشتتة كياناً كبيراً له وزنه الثقيل بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي، منذ إنجاز التوحيد على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - مضى في مسيرة البناء والنماء عبر العهود المزدهرة من حكم أبنائه الكرام حتى هذا العهد، عهد الكثير من الخير والبركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز... إلا أن أناساً أبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران بالنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ، فكانوا صيداً سهلاً لمارقين ذوي أفكار سوداء تجعلهم يتحولون لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم أبلغ الضرر. وهؤلاء المرضى المفسدون - للأسف - أنهم يعيشون بين ظهرانينا، ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بأيديهم، ويحسدنا عليه كثير من الدول، ومع ذلك يخالفون الجماعة، ويشقون عصا الطاعة على ولي الأمر، وهو ما حذر منه النبي"صلى الله عليه وسلم"لأنه يهدي إلى النار، وبشّر بأن يد الله مع الجماعة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان، والسعي إلى راحة المواطن ورفاهيته، إلا أن أطماعهم أعمتهم فسعوا في الأرض فساداً، يخربون بيوتهم بأيديهم بعد أن فسدت أفكارهم، وساءت أفعالهم. إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدّق ما يعتاده من توهم ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت، نلاحظ الاصطياد في الماء العكر، وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها، وتأليب الناس بفهم مغلوط أدى لوقوعهم في حبائل الجماعات الإرهابية التي تستهدف وحدة الوطن وأمنه واستقراره، بدافع الولاء جهراً أحياناً، وأحياناً خفية لبعض الدول الخارجية، تنشر الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بل وتبرر لسياستها حق التدخل في القضايا الداخلية للدول. وكل ذلك النشاط يجري برابط خفي تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول، والاهتمامات وأحياناً الكتابات والمؤلفات الخاصة، وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى، وأنّ ما يحاولون إخفاءه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم، لكن الفضيحة لهم بالمرصاد، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله، إلا أن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر- يحفظهم الله ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي. إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح، التي تحولت نداءات خير لها أصداء حضارية عالمية تحمل رؤيتنا قيادة وحكومة وشعباً إلى العالم الخارجي كدعاة سلام وتعاون على كل ما فيه خير البشرية، لأن تلك هي رسالة الإسلام العالمية. فهل مع هذه الرسالة السعودية الوطنية، العربية، الإسلامية يستجيب من في قلبه ذرة إيمان، وفي ضميره خفقة حب وولاء لوطنه وقيادته، لنداء يطلقه أعداء وطنه وعقيدته لينخرط في الخيانة سواء بالفكر، أو بالعمل، أو بالدعم المالي؟ * عضو الجمعية السعودية للإدارة [email protected]