كشف المشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية في وزارة التعليم العالي المستشار الدكتور علي العطية، عن توجه لاقتصار الابتعاث في درجة البكالوريوس على"التخصصات الطبية خلال المرحلة الرابعة من برنامج خادم الحرمين"، لافتاً إلى أن التركيز سيكون على درجة الماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية. وأكد العطية في حوار مع"الحياة"، وجود حاجة ل"زيادة مكافآت المبتعثين"، خصوصاً مع الزيادة العالمية في الأسعار، مشيراً إلى أن الوزارة"تطالب وتسعى إلى زيادة مكافآت المبتعثين". وأوضح أن الوزارة انتهت من الهيكل الجديد، الذي"سيمر بمرحلة تجريبية قبل اعتماده من اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري، وابرز ملامح الهيكل الجديد تخصيص وكالة خاصة للابتعاث، وأخرى للتخطيط والمعلومات"، كاشفاً عن"مراجعة مستمرة يقوم بها مجلس التعليم العالي لبعض التخصصات في الجامعات السعودية والكليات بما يتفق مع حاجة سوق العمل". وفي حين نفى العطية مبالغة الوزارة في المشاريع والجامعات الجديدة من دون وجود كفاءات لشغلها، أوضح أن الأسبوع الجاري سيشهد"وصول أولى دفعات الخريجين من برنامج الابتعاث، الذين سيسهمون بإذن الله في دعم المشاريع الجديدة مع زملائهم في برنامج الابتعاث، وعددهم حتى المرحلة الثالثة 35 ألف مبتعث ومبتعثة". مضيفاً أن الوزارة توسعت في قبول المعيدين في الجامعات"باعتماد ستة آلاف وظيفة معيد في الجامعات خلال العام الماضي". إلى أين وصلت عملية إعادة هيكلة وزارة التعليم العالي؟ - انتهت الوزارة من الهيكل الجديد، وسيمر بمرحلة التجريبية قبل اعتماده من اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري، وابرز ملامح الهيكل الجديد تخصيص وكالة خاصة للابتعاث وأخرى للتخطيط والمعلومات. ما ابرز ملامح المرحلة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين؟ وهل ستضاف دول جديدة للابتعاث في هذه المرحلة؟ - سيتم التركيز على درجتي الماجستير والدكتوراه في هذه المرحلة، وسيقتصر الابتعاث في درجة البكالوريوس على التخصصات الطبية، والدول التي شملتها المرحلة الثالثة هي الدول نفسها في المرحلة الرابعة. والوزارة حرصت على اعداد ادارة متكاملة للحصول على قبول للطلاب المتقدمين لهذه المرحلة، وستتم تهيئتهم نفسياً ليكونوا خير سفراء، كما نجحت الوزارة في سعيها بعد التنسيق مع عدد من سفارات الدول الأجنبية في الحصول على ضمانات بتسهيل مهمة الطلاب السعوديين في الحصول على التأشيرة خلال مدة قصيرة، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة افتتاح عدد من الملحقيات الثقافية في عدد من الدول مثل نيوزيلندا وماليزيا والصين، لتصل إلى 36 ملحقية من شأنها خدمة المبتعثين في دول شرق آسيا، اضافة الى استراليا ونيوزيلندا. يأخذ البعض على الوزارة استمرارها في استئجار مباني الملحقيات الثقافية... لماذا لا تسعون إلى تملك هذه المباني؟ - انتهت الوزارة من تملك عدد من المباني في بعض الدول مثل بريطانيا وستواصل الوزارة سياسة تملك مباني جديدة لتصل إلى 20 مبنى في العام المقبل إن شاء الله. هل صحيح أن هناك شحاً في عدد موظفي الملحقيات الثقافية؟ - لا اعتقد أن هناك شحاً في الموظفين، إذ تم تدعيم هذه الملحقيات بموظفين محليين او موفدين من الوزارة، وعلى سبيل المثال فإن عدد موظفي ملحقية أميركا نحو 221 موظفاً وفي بريطانيا يفوق عدد الموظفين 95 موظفاً، كما تم اعتماد برنامج خاص في موازنة وزارة التعليم العالي في الباب الثالث للإشراف الأكاديمي على الطلاب المبتعثين، وهي مهمة يقوم بها عدد من أعضاء هيئة التدريس المحليين الذين تم التعاقد معهم في هذه الدول لهذا الغرض، كما تم إيفاد عدد من اعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية للعمل كمشرفين دراسيين في الملحقيات الثقافية. يؤخذ على الوزارة عدم الاهتمام بتأهيل موظفي الملحقيات، بعكس موظفي السفارات الذين تقيم لهم وزارة الخارجية دورات مكثفة في اللغة؟ - نحن نشترط لقبول الملاحق الموفدين لبلد معين بأن يكونوا متقنين للغة البلد الذي سيذهبون إليه أو للغة الانكليزية باعتبارها لغة عالمية، وهذا الشرط ينطبق على العاملين الآخرين في الملحقية قبل إيفادهم، كما تشترط الوزارة حضور الدورات التي يقيمها المعهد الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية. ماذا أعددتم لإعادة هيكلة كليات التربية للبنات وكليات المعلمين التي الحقت أخيراً بوزارة التعليم العالي؟ - شكلت لجان لإعادة هيكلة هذه الكليات وعددها 102 كلية للبنات وعدد 18 كلية للمعلمين، لتطويرها وإلغاء أو إضافة بعض التخصصات وتم عرض هذه المقترحات على مجلس التعليم العالي الذي سيقر قريباً الهيكلة الجديدة لهذه الكليات، كما أن تبعيتها للجامعات ستزيد من قوتها وتطور أدائها. وإعادة الهيكلة لن تقتصر على هذه الكليات بل تشمل الكليات القائمة في الجامعات، ومجلس التعليم العالي يراجع هيكلة الكليات في بعض التخصصات لتتناسب مع حاجة سوق العمل. هل يعني هذا إيقاف القبول في بعض الاقسام موقتاً؟ - نعم يوقف القبول في بعض الأقسام حتى يوجد لها حاجة تبعاً لسوق العمل والتخصص الذي لا نحتاج إليه اليوم ربما نتحاج إليه بعد سنوات. ماذا عن توحيد القبول في الجامعات؟ - تم البدء في تطبيق القبول الألكتروني في العام الماضي على منطقة الرياضوجدة وبعض الجامعات الجديدة مثل الجوف وجازان، وسيستمر القبول بنفس الطريقة هذا العام عبر البوابة الإلكترونية. يقال إن كثرة المشاريع التعليمية والجامعات التي أطلقتها وزارة التعليم العالي لا تقابلها وفرة في الكفاءات... ما تعليقك؟ - وزارة التعليم العالي لم تغفل هذا الجانب وحرصت على أن تكون التنمية التعليمية والتوسع الجامعي مواكباً لافتتاح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، إضافة إلى أننا ضاعفنا عدد وظائف الإعادة في الجامعات، إذ تم اعتماد ستة آلاف وظيفة معيد في الجامعات خلال العام الماضي. أيضاً يجب ألا ننسى الكفاءات الأجنبية الذين تتعاقد معهم الجامعات فوجودهم ظاهرة صحية، إذ إن أشهر الجامعات في أميركا واليابان تعتمد على كفاءات متعاقدة في كادرها التدريسي. والوزير العنقري وعدد من مديري الجامعات زاروا عدداً من الدول لتسهيل تبادل أعضاء هيئة التدريس والخبرات بين الجانبين، وزيادة التعاون في مجال البحث العلمي. ماذا عن البرنامج التنسيقي لتوظيف المبتعثين في الجامعات والقطاع الخاص قبل تخرجهم؟ - هناك حاجة للمبتعثين، لا سيما مع الطفرة في سوق العمل السعودية سواء في القطاع الخاص أم المدن الاقتصادية أم من خلال الجامعات والكليات في المحافظات، وتم التنسيق مع وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية لتحديد التخصصات التي تحتاجها سوق العمل قبل الشروع في برنامج الابتعاث، وهناك تسابق حالياً من الجامعات على المبتعثين، واحدى الجامعات السعودية أرسلت وفداً للتفاوض مع المبتعثين الذين سيصل جزء منهم الأسبوع الجاري للعمل محاضرين وأعضاء هيئة تدريس، وهناك جهات حكومية وأخرى خاصة تطلب قائمة بأسماء الخريجين للتعاقد معهم، ونحن نرحب بعملهم في أي مكان يخدم التنمية في السعودية، وهذه ميزة جديدة لخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث، إذ كانت فرصة العمل للمبتعثين تقتصر على الجهات الحكومية فقط. يشتكي كثير من المبتعثين من قلة المكافأة وعدم وفائها بالتزاماتهم اليومية في دول الابتعاث... كيف ترد؟ - تمت زيادة المكافأة بنسبة 15 في المئة قبل نحو عام، وتم تثبيت سعر الصرف، وهو ما زاد مكافأة الطلاب إلى نحو 50 في المئة، إضافة إلى صرف مكافآت للطفلين الرابع والخامس للمبتعث. هل أفهم أنك ترى المكافأة الحالية للمبتعث كافية؟ - في هذا الوقت تحديداً الذي ارتفعت فيه الأسعار أرى أن هناك حاجة لزيادتها، ووزارة التعليم العالي تسعى إلى زيادة مكآفات المبتعثين. هل صحيح أن طلاب الطب في الجامعات الفرنسية يواجهون صعوبة في اكتساب اللغة الفرنسية ما يؤثر في دراسة التخصص؟ - الوزارة تحرص على أن تتعدد اللغات لدى المبتعثين، وهو ما من شأنه أن يثري المكان الذي يعمل به المبتعث بعد تخرجه، واللغة الفرنسية ليست صعبة على الطالب الجاد، وهناك عدد من الطلاب المميزين فيها يدرسون الطب والقانون. يتهم البعض الوزارة بمحاولة تغيير ثقافة البلد من خلال ابتعاث أعداد الكبيرة من الشباب السعودي إلى الخارج، ليعودوا قيادات بأفكار غربية... كيف ترد؟ - وزارة التعليم العالي ومن خلفها القيادة السعودية لم تبتعث أبناءها إلا ليسهموا في تنمية هذا الوطن لا لتغيير هويته أو ثقافته الإسلامية التي لا يمكن المساومة عليها، كما أن الابتعاث ليس برنامجاً جديداً على الوزارة.