تفجرت الأوضاع الوحداوية مجدداً، واشتعلت أكبر أزمة تمر على الكيان المكي العريق في الأعوام الأخيرة، عندما اختار رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي العائد مجدداً الدكتور محمد عبده يماني الرئيس الحالي جمال تونسي رئيساً للنادي عن طريق التكليف لمدة عام، بعد اتصاله بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، الذي طالبه بالاجتماع بالأطراف الوحداوية المتنازعة على كرسي الرئاسة في النادي، والوصول إلى حل يرضي الجميع، وتكوين مجلس إدارة ائتلافي من القوائم المرشحة. وكانت المفاجأة غير السارة لعضوي الشرف مناحي الدعجاني وخالد المطرفي، اللذين أعدا برنامجين انتخابيين مميزين، عندما دعاهما الدكتور يماني لاجتماع عاجل في منزله أول من أمس للتشاور حول الإدارة التوافقية المقترحة، انه فاجأهما ومعهما بعض الأعضاء المرشحين لدخول مجلس الإدارة، أمثال الدكتور تركي العتيبي والعميد الشريف الجودي، بتأكيده لهم جمعياً أن أمر الرئاسة محسوم من جانبه لمصلحة التونسي، وأنه اختار عبدالمعطي كعكي نائباً للرئيس، والدعجاني والمطرفي عضوين لمجلس الإدارة، ليقابل ذلك باحتجاج من الثنائي الأخير، اللذين أكدا رفضهما القاطع للعمل مع التونسي في إدارة واحدة إذا كان يمثل عضو مجلس إدارة فكيف به الحال إذا كان رئيساً للنادي، وطالبهما يماني بكتابة اعتذار خطي عن ذلك، ليرفض الدعجاني والمطرفي هذا الأسلوب وينسحبا من الاجتماع، بعدما اكتشفا أن الدعوة التي وجهت لهما هي لدعم التونسي، وليس لبحث أمر الرئاسة الوحداوية كما هو مقترح من قبل. وناشد الدعجاني والمطرفي الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، إقامة الجمعية العمومية وتحقيق رغبة كل الجماهير الوحداوية، التي لها الحق في اختيار من تراه مناسباً لقيادة دفة النادي في الفترة المقبلة. من جهته، استغرب عضو استراتيجية وحدة المجد العميد الشريف الجودي، أسلوب الضغط الذي قابلهم به الدكتور محمد عبده يماني لترشيح التونسي، وقال:"نحن وضعنا استراتيجية مثالية سميناها وحدة المج،د وعرفناها عن الكثير من الشخصيات الوحداوية التي تفاعلت معها، وعندما قابلنا الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الأسبوع الماضي ضمن الوفد الوحداوي الذي زاره في الرياض، أعجب كثيراً بهذه الاستراتيجية، وأكد أن النادي سيجني ثمارها في القريب العاجل، ووجدنا أن الدعجاني والمطرفي والكعكي أفضل من يطبقون هذه الاستراتيجية ويبلورونها على أرض الواقع، ثم نفاجأ في الأخير باختيار التونسي لرئاسة النادي من الدكتور يماني، وهذا لم يرض الكثيرين من جماهير ومحبي النادي، ثم يطالب الدعجاني والمطرفي بالرضوخ لقراره، لتكون المحصلة النهائية تجدد الاختلافات، وزيادة معدل الصراعات في النادي، والتي لن تحلها سوى إقامة الجمعية العمومية، كما كان مقرراً في الفترة المقبلة". من جهته، انسحب الخبير الوحداوي عبدالوهاب صبّان من قائمة التطوير الوحداوية، التي أعدت استراتيجية وحدة المجد، وأعلن ابتعاده عن النادي احتجاجاً على التدخلات الأخيرة، التي نصبت التونسي رئيساً للنادي من بعض أعضاء الشرف المبتعدين أكثر من ثمانية أعوام عن النادي، وأكد في بيان صحافي وزعه، أن هذه التدخلات ستعصف بالكيان الوحداوي، وأنه لا يتحمل مسؤولية اختيار هذه الإدارة، مؤكداً أن تعبهم وجهدهم وعملهم الشاق في صنع استراتيجية وحدة المجد، تمت مصادرته في لحظة سريعة، تسببت في غضب واستهجان الشارع الوحداوي. من جهة أخرى، استعلت أزمة وحداوية جديدة في اليومين الماضيين، عندما طالب نائب الرئيس المرشح من التونسي، أن تسند إليه مهمة الإشراف الكامل على لعبة كرة القدم، وأن يستبعد نائب المشرف السابق عبدالله خوقير، ومساعد المدرب الوطني حاتم خيمي من العمل في النادي، فوافق له التونسي في مقابل انضمامه لإدارته، ما أحدث رد فعل عكسي لدى خوقير وخيمي وبعض المقربين من النادي، الذين استغربوا موافقة التونسي السريعة، وتفريطه في الثنائي الذي وقف معه كثيراً في المواسم الرياضية الماضية. وفي اتجاه آخر، وافق الدكتور محمد عبده يماني على العودة مجدداً لرئاسة أعضاء شرف الوحدة، وأعطى يماني موافقته النهائية للوحداويين أول من أمس في منزله، ومن المنتظر أن يتولى رئيس الوحدة سابقاً حاتم عبدالسلام منصب رئيس المجلس التنفيذي في الكيان العريق.