أبدى أطباء سعوديون تخوفهم من الانتشار المتصاعد لمرض"الربو"في السعودية، إذ بلغت نسبة المصابين في السعودية من الأطفال 15 في المئة، في حين تجاوزت نسبة الإصابة ب"الحساسية الأنفية"25 في المئة. وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس اللجنة العلمية الوطنية للربو الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الفريح هذه الأرقام، يعتبر أن ارتفاع نسب الإصابة بالربو والحساسية التنفسية بات"مشكلة عالمية"، تأتي تحذيرات منظمة الصحة العالمية من العواقب المترتبة على الازدياد المطرد في نسب الإصابة، من مشكلات صحية واقتصادية واجتماعية. وكشف الفريح عن دراسة أعدها توصل من خلالها إلى ان معدل انتشار الربو بين طلاب المدارس في مدينة الطائف بلغ 23 في المئة، وفي جازان 21 في المئة، في حين انخفض في أبها إلى 13 في المئة، بينما تساوى في الرياضوجدة بنسبة 12 في المئة، وسجلت الدمام أقل نسبة إصابة بالربو بنسبة 10 في المئة من طلاب المدارس. وأوضح أن تشخيص الطفل بالحساسية أو الربو يعتبر"قاصراً إذا لم نفهم العناصر الكثيرة الكامنة وراءه"، مشيراً إلى أن معرفة المادة المحسسة وتجنبها تفيد في التخفيف من الأعراض لا علاج المرض تماماً، فالخلل الوظيفي في جهاز المناعة في حالة تأهب، يتحين فرصة وجود"المادة المحسسة"لإظهار رد الفعل للتخلص منها. ونوه إلى أن التحسس عادة ما يكون متوارثاً في العائلة،"فإن كان أحد الوالدين يعاني من حساسية الأنف الموسمية فإن الأبناء تكون لديهم القابلية بنسبة 50 في المئة، وتزيد لتصل إلى 70 في المئة في حال كانت لدى الوالدين. وبحسب دليل المنهاج الوطني لتشخيص وعلاج الربو، فإن هذه الأرقام تعتبر في السعودية مرتفعة مقارنة بعدد من الدول الغربية، إذ إن الزيادة في استخدام الري الصناعي وانتشار المساحات الخضراء والتلوث والتغير في نمط الحياة تعد عوامل مسؤولة عن زيادة نسبة الإصابة بالربو. من جهة ثانية، كشفت دراسة طبية بريطانية نشرت أخيراً أن الستائر والسجاد تعتبر من أهم المهيجات البيئية لأزمات الربو الحادة. وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى أن أكثر من 100 ألف من طفيليات العثة تعيش في متر مربع واحد من هذه القطع، مخلفة وراءها نحو"20 جزيئاً برازياً"، ما يشكل خطراً يهدد المصابين بأزمات ربو مميتة. بدوره، أكد دكتور الصدرية والأنف والأذن والحنجرة محمد الكيلاني الدراسة البريطانية. موضحاً أن"عثة غبار المنزل هي من أهم مهيجات الربو، وتنمو وتتكاثر خصوصاً في الأماكن التي لها رطوبة عالية، لتسبب القشور الموجودة على ظهر العثة وبرازها في الإصابة بالحساسية، بعد أن تجف هذه المواد وتصبح خفيفة وتنتشر في هواء المنزل، وتوجد العثة في الفراش ومرتبة السرير والشراشف والستائر والوسائد و"الموكيت"والسجاد والألعاب القطنية. وشدد الكيلاني على أهمية التخلص من عثة غبار المنزل، بالحرص على استخدام أجهزة التهوية الصناعية واستبدالها بالتهوية الطبيعية، كبديل لفتح النوافذ، عازياً السبب إلى الجو الصحراوي في السعودية الذي يكثر فيه الغبار والطفيليات المتطايرة. وأضاف:"لا بد من أن تكون نسبة الرطوبة في المنزل أقل من 50 في المئة، كما يفضل استخدام أرضيات قابلة للمسح بممسحة مبللة كالبلاط أو الرخام أو الخشب". من جانبها، أكدت اللجنة العلمية الوطنية في كتيبها، أن الربو يعد من أكثر الأمراض تكلفة من بين الأمراض التي تعالج في المستشفيات وأقسام الطوارئ، ما يشكل عبئاً حقيقياً على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. ويعد ارتفاع أسعار أدوية الربو أحد المشكلات الكبرى التي تواجه المريض، خصوصاً أنه يحتاج إلى توفيرها مدى الحياة لأن المرض"مزمن"، ما يشكل تحدياً على ذوي الدخل المحدود، إذ يتراوح سعر محلولpulmicort 169 ريالاً والبخاخ منه 121 ريالاً، كذلك سعر بخاخseretide للبالغين يتراوح بين 218 و266 ريالاً، أما المخصص للأطفال فبلغت قيمته 117 ريالاً، في حين وصل سعر بودرة الاستنشاق إلى 63 ريالاً. في السياق ذاته، طالب أطباء سعوديون ومواطنون يعانون من مرض الربو، بالتدخل العاجل من الجهات المختصة لوقف ارتفاع الأسعار.