لم تكن مباراة نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يوم الأربعاء الماضي عادية, بل شهدت أحداثاً ستبقى خالدة في الأذهان, إذ عاد النصر للبطولات بعد سنين عجاف، وعادت البسمة من جديد لجماهيره, وفيها تم منح صك النجومية لعدد من المواهب الشابة، أبرزها نجم هجوم النصر ريان بلال الذي إن تخلص من عقدة ماجد عبدالله سيجد له مكاناً بين النجوم لا محالة، والنجم الآخر هو عبدالعزيز الدوسري نجم وسط الهلال الذي من خلاله اطمأن الهلاليون على خط وسطهم لعشر سنوات مقبلة. والبطولة هذه السنة للمرة الأولى تحقق أهدافها كما يجب، وتنجح في تقديم مواهب كادت أن تنطفئ تحت بريق نجوم الفريق الأول, والبطولة كان من الممكن أن تكون أفضل لو أُتيح لها وقت أفضل وأريحية أكثر في مجرياتها وفعالياتها, بل وتمنى البعض أن تتحول العام المقبل إلى دوري متكامل من 14 فريقاً من دون اللجوء إلى نظام المجموعات. ومباراة الأربعاء كانت كرنفالاً بحق، وكانت مباراة نهائي لا يتكرر كثيراً, بل إنها تميزت بقوتها عن نهائي كأس ولي العهد وكثرة حضورها الجماهيري, وكان من الممكن أن تكون الحدث الأجمل هذا الموسم لولا الأحداث التي تلت نهايتها. ونحن تعودنا في مباريات الديربي وجود شد عصبي بين اللاعبين أو الجماهير، ولكن هذه المرة كان الشد بين إدارة الملعب ومراسلي القنوات الفضائية, وكانت هناك مباراة أخرى بينهم، نافست أحداثها أحداث النهائي ولكنها للأسف ستكون وصمة عار في جبين الرياضة السعودية, وكانت الهمجية هي اللغة السائدة، وكانت الكاميرا حاضرة لتسجل الحدث بتفاصيله للعالم أجمع، لنخبرهم عن حال رياضتنا ونحن على أبواب الدوري الآسيوي المحترف. وهذه الأحداث تجعلنا ننادي وبسرعة لخصخصة الملاعب السعودية وتسليم إداراتها لشركات عالمية، لتمنح مناسباتنا الرياضية جمالاً أكثر واحترافية في الأداء والمسؤولية، وليجد كل ذي حق حقه, وسنرى حينها كيف ستتحول ملاعبنا إلى مناجم ذهب متى ما تسلمت إدارتها شركات ذات باع طويل في هذا المجال، وستتحول الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى مراقب عام على نوعية الخدمات المقدمة. ليكنْ من حزننا على ما حدث تلك الليلة بارقة أمل لغد أفضل لرياضتنا ولنُعدْ صياغة العلاقة بين الإعلام بفروعه المختلفة وإدارتنا الرياضية وبدء حوار وطني حول ذلك، يكفل لكل طرف حريته، وينمي من فاعليته في الأداء والمسؤولية تجاه كل عمل منوط بكل طرف أداؤه.