ووريت جثامين ضحايا"حادثة المدينة"الثرى فجر أمس، بعد أن أدى المصلون صلاة الفجر بالمسجد النبوي الشريف على أرواح الضحايا، إثر صدور موافقة هيئة الادعاء والتحقيق العام، وإصدارها فسحاً للجثث، بخطاب صدر مساء أول من أمس الجمعة، يقضي بتسليم الجثامين وإكرامهم بدفنهم، فيما تتواصل التحقيقات مع رجلي الهيئة المتهمين بالتسبب في الحادثة، والاستماع إلى أقوال الشهود. إلى ذلك، تبرع عدد من المحامين للدفاع عن عضوي الهيئة المتهمين في القضية، فيما اختارت أسرتاهما المحامي الدكتور علي بن سعيد الغامدي، واتفقتا معه للترافع عن العضوين، وتبرئتهما مما نسب إليهما من تتبع غير رسمي ومطاردة للضحايا. من جانبه، قال خال المتوفى"حمزة"، أحد الضحايا ل"الحياة":"إن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو جهاز حكومي مهم، وعلى رجال الحسبة محاربة الفساد، وأنا لست ضد هذا الجهاز، ولكنني أعترض على بعض منسوبيه الذين يظهر من مستوى تعاملهم، افتقارهم إلى السلوكيات التي حث عليها الدين الإسلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبر تقديم النصيحة والكلمة الطيبة، خصوصاً وأنهم في الغالب ليسوا من خريجي كليات الدعوة". واستطرد قائلا:"أناشد المسؤولين باتخاذ إجراء صارم بحق أولئك الذين تقع بسببهم معظم الحوادث، بدلاً من اهتمامهم بالإرشاد الصحيح والأمر بالمعروف، ومن ثم النهي عن المنكر، إضافة إلى أنه يجب على رجال الهيئة الحصول على دورات في ثقافة الحوار وحسن التعامل، على اعتبار أن ما يقوم به بعض رجال الهيئة حالياً لا يمت إلى تلك السلوكيات بصلة". أما شقيق السيدة وابنتها المتوفيتين في الحادثة، فأكد ل"الحياة"، أن أسرته ستصر على حقها الشرعي في الاقتصاص من رجال الهيئة في حال ثبوت إدانتهما بالتسبب في الحادثة، مشدداً على أن أسرته تثق في أن الأجهزة المختصة ستظهر الحقيقة كاملة في هذه القضية. وفيما يعكس قناعته الشخصية في تورط رجال الهيئة في الحادثة، قال:"إن أي شخص يزور موقع الحادثة سيلاحظ عدم وجود أية آثار لفرامل السيارة التي كانت تقل الضحايا نهائياً قبل انحرافها من الطريق، ما يؤكد أن السيارة تعرضت للاصطدام من الخلف، وهو ما أدى إلى انحرافها إلى المزرعة المجاورة للطريق مباشرة". يشار إلى أن حادثة المدينة وقعت في منطقة"الخليل"بالمدينةالمنورة وأدت إلى مصرع شابين في عقدهما الثاني، وامرأة في العقد الرابع، وفتاة في العقد الثاني، كانت لا تزال مرتدية زيها المدرسي، عقب تعرض مركبتهم للانقلاب والانزلاق إلى منحدر جانبي.