تعطي معلمة رياض الأطفال جل وقتها وجهدها لأولئك البراعم الصغيرة داخل رياضهم، فهم أكثر فئة بحاجة إلى التأسيس الجيد والصحيح من تقويم وتهذيب وتربية وتعليم على الأصعدة والمستويات كافة، ويعتبر الكادر التعليمي في رياض الأطفال كادراً جيداً لأن منسوباته خريجات جامعيات، ويعطين أقصى ما لديهن من جهد وإبداع في تعليم تلك المراحل المهمة من عمر الطفل. وتؤكد معلمة رياض الأطفال في المدينةالمنورة قبلة الجهني، وهي تملك خبرة وصلت إلى نحو 11 عاماً في تدريس هذه المرحلة، أن قسم رياض الأطفال من أهم الأقسام، وتعود أهميته للمعلمة الناجحة، فهي من تستطيع التعامل مع الأطفال في هذا العمر، وهو من دون شك قسم متجدد يمنح معلماته الحرية في الإبداع والنشاط والحركة، كما يمنحهن فرصة العطاء والابتكار في جميع المجالات، لأنهن يدرسن جميع المواد الدراسية تقريباً. ولكن الجهني وزميلاتها من معلمات رياض الأطفال في المدينةالمنورة، مستاءات من نسيانهن، بعدم مراعاة حقوقهن ومطالبهن كغيرهن من معلمات الصفوف الأولية، والمراحل التعليمية جميعاً، تقول الجهني:"يفترض أن تراعي وزارة التربية حقوقنا كمعلمات، لهن الأحقية في إبداء الرأي، وخصوصاً في ما يتعلق بالعملية التعليمية الخاصة بالطفل، لأننا نحن من نتعامل معه ونمارس تعليمه، وعلى رغم ذلك تصدر التوجيهات من دون أخذ رأي أي منا حولها، والمشكلة أننا حتى لو أدلينا برأي أو وجهة نظر، يؤخذ الأمر ضدنا وكأننا رافضات للتطور، هذا إن لم يؤخذ في الاعتبار أساساً". وتضيف:"كما أنه من الضروري مساواتنا بمعلمات الصفوف الأولية"الأول، والثاني، والثالث الابتدائي"، إذ تأخذ المعلمة في هذه الصفوف إجازتها بعد تقويم الطالبات، والتي تكون قبل بداية إجازة العام الدراسي بأكثر من أسبوع، أما نحن فنستمر في الدوام من دون أي عمل يذكر، على رغم انتهاء مهامنا، لذا نطالب بمنحنا الإجازة فور انتهاء أعمالنا مع الأطفال، إضافة إلى أن الإجازة الاضطرارية أصبحت خمسة أيام فقط طوال العام الدراسي بعد أن كانت عشرة أيام، لذلك نود أن تعود تلك الإجازة كما كانت، فحتى إجازة الوفاة لا نحصل عليها لا لوفاة والد أو والدة، وهنا أسأل أين التعامل الإنساني معنا؟ فهل هناك أغلى من الوالدين كي نحصل على إجازة تعيننا على العودة بنفسية أفضل لإتمام عملنا!". وتستطرد الجهني:"وعندما نقول إننا نداوم كغيرنا من معلمات المراحل التعليمية ضمن العام الدراسي يستغرب البعض لأن كل معلمات الصفوف الأولية حصلن على إجازاتهن، كما أننا خلال الدوام اليومي لا يسمح لنا بالانصراف بعد خروج الأطفال إذ نتأخر في الخروج عن وقت خروج المرحلة الابتدائية عند انتهاء الدوام اليومي بساعة!". من جهتها، تقول معلمة رياض الأطفال وجنات الشريف"إن قسم رياض الأطفال له منهج ثابت، ولكن يفرض علينا القيام بإعداد منهج جديد من المنهج الموجود نفسه، وهذا يعتبر إهداراً للوقت". وتتساءل الشريف:"لماذا لا يوجد منهج موحد مثل المناهج الموحدة للمراحل التعليمية، فهو قسم مرهق بالنسبة للمعلم، كما أنه من المهم تحديد منهج للقراءة والكتابة، يتناسب مع مراحل النمو اللغوي واللفظي للطفل". وتوضح الشريف"إن المنهج المتبع هو عبارة عن"وحدة"تتخصص في موضوع معين، يأخذ تعليمها من 15 إلى 20 يوماً، ويجهز الفصل خلال هذه الفترة بكل الوسائل التعليمية التي تدل على هذه الوحدة، فمثلا"وحدة الماء"تتطلب توفير كل ما يساعد على تعليم هذه الوحدة، وبعد انتهاء زمن تعليم هذه الوحدة يتم الانتقال إلى وحدة الغذاء، فنقوم بتغيير الفصل بالكامل استعداداً للوحدة الجديدة وإلى كل ما يدل على هذه الوحدة، وهكذا". وطالبت كل من الشريف والجهني، وزارة التربية والتعليم بفتح عدد أكثر من رياض الأطفال في المدينةالمنورة،"لأننا نعاني من زيادة الأطفال في الفصول، وقلة عدد المعلمات مقارنة بالمدن الأخرى، كالرياض، وجدة، مثلاً فقد تقوم ثلاث أو أربع معلمات بتعليم جميع الأطفال، إضافة إلى محضّرة الأركان، التي تعطي روحاً للصف في الفصل الواحد، فهي من يقوم بتجهيز المواد المعززة لنشاط الحلقة في عملية التعليم، من ركن المكتبة، إلى الركن التعليمي، والركن الإدراكي، وركن المكعبات، وركن الأسرة، والركن الفني، وركن الاكتشاف، وركن التشكيل اليدوي"المعجون والصلصال"، وتحتاج هذه العملية إلى مسؤولة عن ذلك حتى لا تهدر المعلمة وقتها وجهدها". وأكدت الجهني أن النقص في الكادر التعليمي يرهق كاهل المعلمات، مشيرة إلى وجود شح في توظيف الخريجات، على رغم الحاجة إلى معلمة تكون مسؤولة عن غرفة الوسائل غير المساعدة. وقالت:"تتولى معلمة واحدة، وفي أحسن الحالات معلمتان، تعليم صف رياض الأطفال، وهذا فيه إنهاك لها، ولكم أن تتصوروا صفاً مليئاً بأطفال في مرحلة كثيرة الحركة، بحاجة إلى تعلم الانضباط والنظام، كما يحتاجون إلى تهذيب سلوكي، فضلاً عن إعطاء المعلومات التي تقدم لهم بالألعاب المختلفة، والمتناسبة مع أعمارهم". وأضافت الجهني:"أتمنى أن لا يُبرر عدد الأطفال المتزايد الذي نقوم بتعليمه بأنه هو النصاب المحدد في كل روضة من رياض الأطفال، فنحن ندرّس الأطفال من الأولاد والبنات، وهذا لا يفيد الأطفال، ما يرهقنا أكثر في العملية التعليمية".