انطلقت في جدة، مساء أول من أمس، فعاليات الحملة الأولى للحد من العنف ضد الأطفال، تحت شعار:"أطفالنا أمانة لا مهانة"، والتي تنطلق بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل، تحت إشراف المركز العربي للثقافة والإعلام، وبرعاية مجموعة الصواري للتنمية. وتعد الحملة التي أطلقتها ثلاث سيدات سعوديات الأولى على مستوى الشرق الأوسط، وتهدف إلى الحد من العنف ضد الأطفال، من خلال إقامة العديد من المحاضرات والندوات التوعوية للآباء والأمهات والأطفال، وتستمر فعالياتها ليومين، بمشاركة الناشطة في حقوق المرأة والطفل المحامية سعاد الشمري، والناشطة في حقوق الطفل عضو منظمة العفو الدولية أمل الخليفة، والدكتورة فاطمة الزهراء. وأكد المدير العام للمركز العربي للثقافة والإعلام الدكتور معن بن علي الجربا، أن المجتمع السعودي بحاجة إلى تعميم ثقافة الحوار مع الطفل، والتي تولد الثقة والاحترام لديه. وقال الجربا ل"الحياة""إن مشاركة المركز العربي للثقافة والإعلام ورعايته للحملة، تأتي من منطلق الواجب والدور الاجتماعي للمركز، كونه جهة تهتم بالثقافة، واعتبر الحملة نواة وبذرة لحملة أكبر تشارك فيها جهات أخرى، مثل: وزارة الشؤون الاجتماعية، وهيئة حقوق الإنسان، وغيرها من الجهات ذات العلاقة". وأشاد بالحضور المميز لشرائح مختلفة من المجتمع لانطلاقة الحملة، ما يدل على الوعي الموجود لدى تلك الفئات بأهمية وضرورة الاهتمام بالطفل، لخلق جيل واع ومدرك، يستطيع تحمل مسؤولياته تجاه دينه ومجتمعه، مشيراً إلى اهتمام الأمين العام للمركز العربي للثقافة والإعلام الدكتور عبدالله رشاد، ورئيس المركز الدكتور عبدالله الخشرمي، بإنجاح فعاليات الحملة. من جهتها، أشارت الناشطة في حقوق المرأة والطفل سعاد الشمري، إلى أن الحملة تهدف إلى إيجاد بيئة آمنة من جميع أشكال العنف والإهمال، وحث الأسرة على تأسيس بناء نفسي قويم يكفل للأطفال نمو ذات ونفس سليمة. وأضافت الشمري:"إن الحملة تتضمن محاضرات عن بدائل العنف، تهدف إلى الحد من ظاهرة قتل الأطفال من شدة التعذيب، وحقن دمائهم، خصوصاً وأن حالات التعدي على الأطفال باتت تظهر إلى العلن في المجتمع السعودي، واقتربت من بلوغ حد الظاهرة". وأوضحت أنه تم اختيار اللون الأزرق لشعار الحملة، لأنه لون البحار والسماء، ولون الصفاء، وأيضاً لون الكدمات الخارجية التي تنتج من الضرب والجلد، وأيضاً الكدمات الداخلية التي تنتج من جلد الذات بعد الاعتداء المتعمد والإهمال، كما أن التفاف الشريط الأزرق، يأتي بمثابة العهد من الآباء للأبناء. أما الناشطة في حقوق الطفل عضو منظمة العفو الدولية أمل الخليفة، فقالت:"نحن مصرون من خلال هذه الحملة على تصحيح المعلومات الخاطئة عن ماهية التربية، ولأننا مسلمون، علينا أن نتذكر أن المسلم على المسلم حرام دمه، وماله, وعرضه، فما بالنا بفلذات أكبادنا، ولأن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه، ويده، فكيف نعذب ونجلد الذات والجسد؟". الدكتورة فاطمة الزهراء الأنصاري أرجعت تحمسها للفكرة ومشاركتها من منطلق خدمة المجتمع وبذل كل مايستطيعه الفرد له مؤكدة أن الطفل هو اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، فإذا كانت اللبنة قوية أصبح المجتمع قوياً من خلال الوعي وتصحيح المفاهيم والممارسات الخاطئة ضد الأطفال وأيضاً بالمقابل تفهيم الأطفال واجبهم نحو مجتمعهم. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الصواري هاني الباشا على أهمية تفاعل القطاع الخاص مع المجتمع، من خلال إقامة ورعاية الفعاليات، وخصوصاً المتعلقة منها بالأطفال، إذ تحرص المجموعة على استضافة أطفال الجمعيات والمراكز المختلفة، وإدماجهم مع أقرانهم في جو عائلي ترفيهي.