علمت"الحياة"أن مكتب العمل في جدة فتح أخيراً تحقيقاً موسعاً، يهدف للوصول إلى المسببات الحقيقية وراء فصل فتاة سعودية تعمل في أحد المستشفيات الخاصة، بعدما تقدمت الفتاة بشكوى تتعلق بتعرضها للفصل التعسفي من دون إبداء مسببات لذلك. ووفقاً للفتاة تحتفظ الحياة باسمها، فإن تفاصيل القضية تتلخص في تعرضها للإهانة من أحد مراجعي المستشفى، أثناء تأدية عملها، وقالت في حديث إلى"الحياة":"أعمل في هذا المستشفى منذ ما يزيد على العام، ولم أحصل خلال هذه المدة على إي إنذارات أو مخالفات، خصوصاً أنني أقوم بعملي على أكمل وجه". وتضيف:"لم أتوقع في يوم من الأيام أن أتعرض للإهانات من قبل مراجعي المستشفى، خصوصاً أننا نعمل في المستشفى بنظام متعارف عليه من قبل جميع المراجعين، ولكني فوجئت بزوج إحدى المريضات، يتهجم عليّ ويتلفظ بألفاظ بذيئة وغير لائقة، حينما أخبرت زوجته أن عليها الانتظار حتى خروج المريض من عيادة الطبيب الذي تريد المعاينة عنده". وقالت"إن الزوجة كانت مصرة على الدخول إلى الطبيب، الذي كان لديه مريضاً آخر يعاينه، والأنظمة داخل المستشفى تمنع الدخول على الطبيب أثناء معاينته لأحد المرضى، ولهذا رفضت دخولها"، مؤكدة أن زوج المريضة انفعل بشدة عندما رفضت طلب زوجته، وبدأ في التلفظ وتوجيه الإهانات لي، لدرجة أن زميلاتي ومراجعي المستشفى عملوا على تهدئة الوضع". وتضيف:"عندما تطور الوضع طلبت منه مراجعة الإدارة، فهي المسؤول الأول عن أنظمة المستشفى التي نلتزم نحن بها كموظفات، فتوجه الرجل وزوجته إلى الإدارة، وتبين هناك أنه قريب لأصحاب المستشفى، ما دفع المدير الإداري إلى التوجه لي في موقع عملي"الاستقبال"، وطلب مني الحضور والاعتذار للرجل وزوجته، فرفضت الاعتذار لأنني لم أخطئ بحق الرجل وزوجته، فطلب مني مغادرة المستشفى باعتبار أنني فصلت منها لسوء معاملتي للمراجعين". وتؤكد"الفتاة"على وجود شهود أثناء الواقعة، شهدوا أن الرجل هو من اخطأ بحقها، وتقول:"طلبت التحقيق ورفض المدير الإداري طلبي، بل وطلب مني مغادرة المستشفى". وتضيف:"بعد يومين أصدرت إدارة المستشفى قراراً بفصلي نهائياً من العمل، وطلبوا مني الحضور لاستلامه، وفوجئت عندما ذهبت بأن القرار تم سحبه، وأخضعوني في اليوم التالي للتحقيق". وتقول:"تم التحقيق معي في الحادثة التي حصلت، وطلب مني المدير التوقيع على أقوالي التي كان هو يدونها، ولكني وجدت تغييراً في أقوالي في المحضر، فرفضت التوقيع على التحقيق وطلبت إعادته وكتابة أقوالي من دون تحريف". وتضيف:"رفض المدير طلبي، وأصدر في اليوم التالي خطاب فصلي من العمل، ما دفعني لرفع قضية على المستشفى في مكتب العمل في جدة". من جانبه، أكد رئيس هيئة القضايا العمالية في مكتب العمل في جدة علي الغامدي ل"الحياة"أن المكتب يتلقى عدداً كبيراً من قضايا الفصل التعسفي لشبان وفتيات يعملن في القطاع الخاص. وعن الإجراءات يقول الغامدي:"يتم تحديد جلسة لمواجهة الطرفين، ويجري خلالها حل القضية ودياً ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء الفصل، وفي حال تعذر الحل ودياً، أو عدم حضور أحد الأطراف، يتم إحالة القضية إلى اللجنة النهائية، والتي بدورها تحدد موعداً للنظر فيها بحضور الطرفين". ويضيف"في حال ثبوت الفصل التعسفي يتم تعويض الموظف، وذلك بدفع جميع رواتبه من تاريخ الفصل، وإعادته للعمل مرة أخرى"، لافتاً إلى أنه في حال تعثر التفاهم بين الطرفين يتم دفع تعويض للموظف تقدره اللجنة.