اكتشف طبيب سعودي أحد الأسباب الرئيسية لالتهابات الأذن المزمنة والمتكررة لدى الأطفال، وهو استرجاع عصارة المعدة، ما دفع الجامعة الكندية التي يدرس فيها إلى منحه جائزة البحث العلمي، ونشر بحثه في المجلة العلمية الكندية لأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة. ويعد الدكتور فهد عبدالعزيز الصعب، المبتعث من الشؤون الصحية في الرئاسة العامة للحرس الوطني (تخصص جراحة أنف وأذن وحنجرة لدى الأطفال) في جامعة مكجيل في كندا، أول طبيب غير كندي يحصل على هذه الجائزة، بعدما قدم البحث في المؤتمر السنوي للجمعية الكندية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة أخيراً كباحث رئيسي وبإشراف أستاذه البروفيسور قتيبة حامد. كما تم قبول البحث ورقة عمل في المؤتمر الدولي لجراحة الأنف والأذن والحنجرة الذي سيقام في البرازيل خلال هذا الشهر، وهو مؤتمر عالمي يجمع أطباء وعلماء طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة على مستوى العالم، وتقدم فيه البحوث المميزة في التخصص نفسه. ومنحت جامعة مكجيل العريقة على مستوى العالم، جائزة للباحث السعودي، تمثلت في شهادة تقدير ومكافأة مالية ووضع اسمه في لائحة الباحثين المميزين. وأوضح الصعب أنه عمل في البحث على أخذ عينات من سائل الأذن الوسطى وعينة من اللحمية من الأطفال الذين لديهم الالتهابات، وفحصها بالمعمل عن طريق بروتين عصارة المعدة بيبسونوغن (pepsinogen) ومقارنتها بعينات من لحميات لأطفال ليست لديهم التهابات أذن، والنتائج جاءت أن العينات السائلة واللحميات عند الأطفال الذين لديهم الالتهابات مليئة ببروتين عصارة المعدة، عكس العينات عند الأطفال الذين ليست لديهم التهابات متكررة أو مزمنة للأذن. وأضاف المبتعث السعودي أن هذه النتائج قادته إلى اعتبار أن استرجاع المعدة من الأسباب الرئيسية للالتهابات المتكررة أو المزمنة لدى الأطفال، مشيراً إلى أن هذا الأمر يقود إلى الخطوة المقبلة من البحث العلمي في اكتشاف مدى تأثير علاج استرجاع المعدة على منع أو علاج التهابات الأذن المتكررة والمزمنة لدى الأطفال في المستقبل القريب. وتطرق إلى أن مسببات التهابات الأذن المتكررة أو المزمنة الرئيسية لدى الأطفال كانت غامضة أو مجهولة، لافتاً إلى أن ربط البحوث السابقة بالحساسية أو الالتهابات الفيروسية والبكتيرية لم تستطع بشكل مباشر ربطها بالتهابات الأذن.