أقيم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس"اللقاء التعريفي ببرنامج الإطار السابع الأوروبي للتطوير البحثي والتقني"، بحضور وزيرة المفوضية الأوروبية المشتركة للعلاقات الخارجية بنياتا فينيرو والدنار وعدد من سفراء الدول الأوروبية ومسؤولين وباحثين من الجامعات والمراكز البحثية في السعودية. وأوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل أن مجالات التعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والاتحاد الأوروبي ستشمل تأسيس شبكة مشتركة بين قطاع البحث الأوروبي والسياسة الوطنية للعلوم والتقنية في السعودية في مجالات حيوية، مثل مصادر المياه وتقنية النانو وتقنية المعلومات والاتصالات والبيئة. وأضاف أن التعاون سيتضمن كذلك إرسال بعثات من الخبراء الأوروبيين إلى السعودية بهدف دعم المراكز البحثية، وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات بين مراكز البحوث في الاتحاد الأوروبي ومدينة الملك عبدالعزيز وعدد من المراكز الأخرى، فضلاً عن إقامة مشاريع بحث مشتركة بين المراكز الأوروبية ومراكز البحوث السعودية في الجوانب ذات الاهتمام المشترك، مع تقديم الدعم لبرامج الزمالة للعلماء السعوديين في مراكز البحوث الأوروبية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر في مجالات مختلفة. وذكر السويل في تصريح إلى"الحياة"أنها المرة الأولى التي يبحث فيها الاتحاد الأوروبي التعاون مع دول خارج إطاره، لافتاً إلى أن اختيار السعودية لهذا التعاون تم لأن الأوروبيين اطلعوا على التوجه الحديث في السعودية، ابتداء من اهتمام خادم الحرمين الشريفين في أمور العلوم والتقنية، ودعم الحكومة للخطة الوطنية، إلى جانب إنشاء جامعة الملك عبدالله المتوقع لها الإسهام على مستوى عالمي في العلوم والتقنية، مشيراً إلى أن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية في السعودية تضم 11 مجالاً استراتيجياً للبحوث والتطوير. من جهته، أوضح نائب رئيس المدينة الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود ل"الحياة"أن خطة مدينة العلوم والتقنية للأعوام الخمسة المقبلة خصص لها 8 بلايين ريال، اعتمد منها 1.5 بليون لهذا العام فقط، مشيراً إلى أن معرفة الجهات الخارجية لنشاطات السعودية في هذا المجال شجعتها على البحث عن سبل التعاون. وأشار الأمير تركي إلى انه تم شرح البرنامج السابع للباحثين في السعودية وشرح خطة العلوم والتقنية وبرامجها للجانب الأوروبي، وهي بداية للتعرف على النشاطات البحثية لدى الجهتين وبحث سبل التعاون. من جهتها، أشادت وزيرة المفوضية الأوروبية بنياتا فينيرو والدنار بجهود السعودية في إطلاق عدد من البرامج البحثية الطموحة، ومن ذلك تبنيها خططاً محددة بهدف ترجمة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي أعدتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى أعمال ومنجزات علمية، خصوصاً في ما يتعلق بتقنية النانو. وقالت إن السعودية تمكنت في وقت قياسي من حشد المصادر لمراكزها البحثية وجامعاتها وشركاتها الخاصة مثل سابك وارامكو، مشيرة إلى أن هذا الالتزام بالبحث وتطوير آلياته أمر يثير الإعجاب، إذ سعت المملكة لتأسيس حاضنات التقنية، وإنشاء مدن تقنية المعلومات في عدد من مدنها، فضلاً عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية،للبحوث والإبداع. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يقدر التزام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اجتماع الدول المصدرة للنفط أوبك أخيراً باستثمار 300 مليون دولار في مجال الأبحاث العلمية التي تهتم بإيجاد تقنيات صديقة للبيئة، مشيرة إلى أن ذلك يمثل لفتة كريمة من اكبر بلد مصدّر للنفط في العالم. يذكر أن البرنامج البحثي تموّله دول الاتحاد الأوروبي على مدى خمسة أعوام، بدءاً من العام 2007 وتبلغ موازنته 2.7 بليون يورو.