تعتزم الهيئة العليا للسياحة، إنشاء 800 مركز سياحي إلكتروني، تنوي توزيعها في الأسواق والمجمعات التجارية والمطارات ومحطات النقل، كي تُسهل على السائح معرفة وجهته السياحية بلمس الشاشة فقط. وأوضح سعد المجنى من إدارة تطوير المنتجات السياحية في الهيئة، خلال مشاركته أمس، في ورشتي عمل حول"مركز الاتصال السياحي، وتنظيم الرحلات والإرشاد السياحي"، أن"مركز الاتصال السياحي، بدأ عمله من جدة قبل نحو عام، واجتذب 17 مسوقاً ومروجاً، وتلقى أكثر من 800 ألف اتصال من عملاء يرغبون في التخطيط لرحلاتهم الداخلية بمساعدة المركز، الذي تلقى أيضاً 21 ألف عرض من جانب فنادق وشركات سياحية، ويشكل عرضا السكن والفنادق الأكثر طلباً، ثم الترفيه، فالرياضة والخدمات الأخرى". وذكر أن"أكثر منطقة اشترك فيها مزودو الخدمات هي مكةالمكرمة، ثم جدة، والرياض. ولم تتقدم الأحساء إلا ب36 عرضاً فقط". وأكد أن"من أكبر طموحات المركز تسجيل خدمة مليوني عميل بنهاية العام 2010، وكان أعلى رقم لسياح الخارج سجلته الكويت". وعلى رغم أن مركز الاتصال السياحي يقدم خدماته مجانياً لمزودي الخدمات من القطاعات الحكومية والخاصة، ويوفر لهم حملات دعائية من طريق قاعدة البيانات الهاتفية، ومواقع الانترنت، والكتيبات والمنشورات، إلا أن التواصل بينه وبين المزودين يُعد ضعيفاً جداً. وركزت الورشتان اللتان أُقيمتا في محافظة الأحساء، وحضرهما نحو 120 شخصاً، يمثلون قطاعات حكومية وخاصة، على"أهمية تفعيل الجانب السياحي في المملكة، بوصفه واجباً وطنياً واستثمارياً كبيراً". وتناولت الجلسة الأولى من الورشة"مركز الاتصال السياحي"، بوصفه دليلاً ومرجعاً للسياحة في المملكة، الذي يعد نظام الرد الهاتفي فيه الأبرز على مستوى العالم، إذ يقدم خدمات الاستشارات السياحية للراغبين في السياحة الداخلية، وفق خلية كبيرة من العاملين الذين يزودون العميل بالمعلومات التي يطلبها في أي وجهة من المملكة. وقدم داوود الوادي من إدارة التراخيص والجودة شرحاً مفصلاً عن كيفية حصول منظمي الرحلات السياحية على التراخيص اللازمة، وبين أن"عدد الرحلات السياحية الداخلية في العام الماضي بلغت نحو 12 مليون رحلة داخلية، منها 9.3 مليون رحلة ترفيهية وإجازات وعطل، وبلغت نفقات السياح أكثر من ثمانية مليارات ريال". وأشار إلى أن"المملكة تحتضن 21 منظماً للرحلات السياحية المحلية، وهناك منظم واحد في الأحساء فقط، على رغم أن الهيئة تساهم في دعم البرنامج السياحي وتطويره بما لا يتجاوز 50 في المئة من كلفته، وبما لا يتجاوز تكاليف الدعم، ومقداره 50 ألف ريال، ويمكن زيادة المبلغ بناءً على الاتفاق مع المنظم وصاحب الصلاحية". وتناولت الجلسة الثانية"الإرشاد السياحي"، بأنواعه وضوابط الترخيص له. وأشار المهندس عبد الرحمن الركبان من قسم الإرشاد السياحي في الهيئة، إلى أن"عدد المرشدين السياحيين في المملكة بلغ 62 مرشداً، هم حصيلة العام الماضي فقط، وقلة العدد يعود إلى صعوبة استخراج التراخيص، ولأن هذه المهنة جديدة على مجتمعنا، وهي وليد حديث للسياحة". وأشار الركبان إلى"التوجه الحالي نحو تخريج مرشدين أكاديميين مؤهلين لهذه المهنة الحساسة، التي تعد واجهة حقيقية لثقافة البلد". وقال:"هناك تعاون جاد مع الجامعات لتدريس مادة الإرشاد السياحي والتشجيع عليها، وهناك كليات بدأت في هذا المجال مثل كليات الشريعة، التي وضعت برنامجاً متخصصاً في هذا المجال، وكذلك جامعة الملك سعود التي بدأت التدريس بنظامي النظري والتطبيقي، وهذا أمر يبشر بخير". وأضاف"بدأنا بالإعلان عن حاجتنا للمرشدين السياحيين في العام 2007، وجاءنا هذا العدد، والآن انطلقنا للإعلان في مناطق أخرى، ونقوم بإجراء المقابلات الشخصية واختبارات القياس، والخطوة القادمة ستكون في ثلاث مناطق، وهي حائل والقصيم وجيزان، على أن تتم باقي مناطق المملكة لاحقا".