بدأ فاروق الزومان صاحب أول محاولة سعودية لتسلق قمة جبل إيفرست، المرحلة الأولى في مغامرته المثيرة لصعود القمة الأعلى في العالم والبالغ ارتفاعها 8848 متراً عن سطح الأرض، والتي تقع بين الحدود الصينية النيبالية. وكان فاروق وقع في الفريق الأحمر والذي يضم إلى جواره خمسة أشخاص وغادروا الفندق صبيحة يوم الأحد الماضي بعد أن أقاموا في هذا الفندق طلباً للراحة والتقاط الأنفاس لمواجهة هذه المهمة الشاقة والقاسية، واستقل الفريق سيارة أجرة إلى مطار كاثاموندو"عاصمة نيبال"وصولاً إلى مطار لوكلا التي ترتفع 2700 متر عن سطح البحر وتقع على سفوح جبال الهملايا ولتطأ قدما الزومان مطارها في الثامنة والنصف، وتجمع الفريق في منطقة تبعد عن المطار نحو 200 متر وسلموا حقائبهم الثلاث إلى المسؤولين عنها من فريق الدعم والمساعدة والإرشاد إذ لا يحمل المتسلق أكثر من حقيبة واحدة على ظهره، بينما يتم وضع الحقائب الأخرى على ظهور حيوانات تسمى الياك وهي حيوانات تشابه إلى حد كبير فصيلة البقر والجواميس، ولديها القدرة على السير في الجبال. سار الفريق على أقدامهم باتجاه المخيم الرئيسي الذي يبعد نحو 80 كيلومتر عن الموقع الذي نزلوا فيه إذ لا يوجد له أي مدخل إلا عن طريق السير في الجبال، وفي حوالى الساعة الحادية عشرة صباحاً بدأ الفريق بالعمل لتحقيق الهدف الكبير وفي الطريق إلى هذا المخيم عليهم أن يقطعوا تسعة أيام من السير للوصول إليه وما أن حل المساء حتى قطعوا نحو 10 كيلومترات سيراً على الأقدام بين الطرق المتعرجة في الصعود والنزول بين الجبال بطريقة مرهقة ومتعبة، وهذا ما يعده المتسلقون تدريباً أولياً في رحلة الوصول إلى القمة، وأدى غياب قائد الفريق الكندي تيم ريبل إلى إرباك قصير لمجموعة الزومان إلا أنهم تجاوزوا هذه العقبة التي تسبب فيها تأخر موعد إصدار تذاكر دخول الجبل التي تصدرها الحكومة النيبالية إلى يوم الخميس، ما يعني أنهم ساروا عنه أربعة أيام بقيادة أحد أفراد الشيربا فريق الدعم والمساندة والذي يتمتع بخبرة طويلة لا تقل عن 15 سنة خصوصاً هذا المجال والمكان، ووجد الفريق كل شيء جاهزاً في المعسكر، ولذا كانت الغرف الخاصة بأعضاء الفريق جاهزة للإقامة. وبعد ليلة هادئة خلد فيها الفريق للراحة، انطلق الزومان وفريقه مجدداً في السابعة صباحاً من يوم الاثنين ليواصلوا مشوار رحلتهم إلى بلدة أخرى في قلب جبال الهملايا ووصلوا إليها في الساعة الثانية عشرة ظهراً، ليقضوا فيها راحة امتدت إلى صباح اليوم التالي، ما أعطاهم وقتاً للراحة قضوه في التنزه والتسوق، ليغادروها في التاسعة من صباح أمس. وامتدح الزومان رحلتهم وقال:"طوال الأيام الثلاثة الماضية لم نواجه أية مشكلات، ولله الحمد، وكان التعاون سمة الجميع، واستمتعنا كثيراً بمناظر الشلالات والأنهار، في الوقت الذي أبدى فيه سكان تلك البقعة أريحية في التعامل وترحاباً كبيراً، وهو ما بدّد عنا مخاوف كانت تؤرقنا قبيل الرحلة".