أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، الذي كان يتوقع وصوله مساء أمس الى الدوحة، تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة وسط رفض أحزاب المعارضة الرئيسية المشاركة بها، وأمل في الحصول على مساعدة من الدول الغربية لسد فجوة فقدان عائدات النفط التي خسرها السودان اثر انفصال الجنوب عنه في 9 تموز (يوليو). وقال البشير في افتتاح دورة جديدة للبرلمان امس ان «الجهود ستتواصل مع الدول الغربية وبخاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج حول المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في تركيا العام المقبل لمساعدة السودان على تجاوز الفجوة بسبب فقدان عائدات النفط ومساعدته في التنمية الاقتصادية». وفقدت الموازنة السودانية 36 في المئة من ايرادتها بسبب انفصال الجنوب وذهاب 75 في المئة من مناطق انتاج النفط البالغ 480 الف برميل يومياً الى دولة جنوب السودان. ويأمل السودان في معالجة ديونه الخارجية والبالغة 38 بليون دولار. وقال البشير «تم تحريك ملف اعفاء الديون الخارجية بصورة معقولة». وأضاف «كان لانفصال الجنوب وخروج عائدات النفط اثر سالب على الاقتصاد السوداني لا يمكن تجاهله. ولتعويض هذا الفاقد ومعالجة الآثار السالبة سنعتمد على الزراعة والتصنيع باعتبار انها مصادر اساسية للتنمية». وأضاف: «كما سنقوم بإعادة هيكلة الحكم وإصلاح الادارة وترشيد الصرف الحكومي». ولفت البشير الى ان الحكومة الجديدة «ستهتدي بجملة من السياسات والموجهات (...) واستكمال مشاريع النهضة الكبرى». وأضاف: «شرعنا مباشرة عقب الانتخابات في دعوة القوى السياسية الى حوار وطني واسع بغية توحيد الصف الوطني وتقريب المفاهيم وتنسيق المواقف، بيد اننا لم نتوصل الى صيغة مشاركة جامعة. الا أن الحوار والمشاورات افضت الى مفاهيم وطنية جامعة واتفاق على قواسم مشتركة حول امن الوطن والمحافظة عليه». الى ذلك أكد القيادي في الحزب الاتحادي الديموقرطي بخاري عبد الله الجعلي، عدم مشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، إلا إذا تجاوب حزب المؤتمر الوطني الحاكم مع شروط حزبه وهي المشاركة في الحكومة من رئاسة الجمهورية حتى معتمدي المحليات «المحافظات». وقال بخاري إن شروط المشاركة التي قدمها الاتحادي لحزب المؤتمر الوطني هي أن تكون المشاركة في الحكومة بحجم الحزب الاتحادي بزعامة محمد عثمان الميرغني. وكشف رفض الاتحادي اقتراحات الحزب الحاكم للمشاركة في الحكومة بثلاث وزارات، حيث اعتبرها الاتحادي لا تتناسب مع حجمه. وعلم أن لجنة حزب المؤتمر الوطني للتفاوض مع الحزب الاتحادي برئاسة مستشار الرئيس إبراهيم احمد عمر تتجه لتقديم عرض جديد للحزب تشمل منحه منصب مساعد رئيس، وأربع وزارات اتحادية ووزارات ومعتمدين في الولايات والمشاركة في مؤسسات وهيئات عامة وبعض المجالس المتخصصة. وقبيل وصول الرئيس السوداني الى الدوحة مساء أمس صرح مستشاره مصطفى عثمان اسماعيل ل «الحياة» إن قضايا التحولات الاقليمية والدولية والداخلية والسعي الفلسطيني لنيل عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة والشراكة السودانية القطرية الاستراتيجية في مجال الأمن الغذائي تشكل أبرز القضايا في محادثات الرئيس البشير مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأوضح ان «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا ودول أخرى ومدى تأثير الثورات العربية على السودان يأتي في صدارة برنامج المحادثات، وقال: «إننا ننظر الى تلك التحركات (الثورات العربية) بايجابية ونعتقد أنها تصب في مصلحة العلاقات الخارجية للسودان بخاصة مع دول الجوار». وأشار الى أن محادثات البشير والشيخ حمد تشمل القضايا الدولية وتأثيراتها على السودان وتطورات القضية الفلسطينية، ولفت الى أن الفترة الماضية شهدت تنامياً للاستثمارات القطرية في السودان في مجال المصارف والزراعة والعقارات والثروة الحيوانية وكشف وجود «توجه لزيادة هذه الاستثمارات والدخول في شراكة استراتيجية حقيقية لتوفير الأمن الغذائي للبلدين وتصدير الغذاء الى الخارج»، وأوضح ان قطر ستساهم في مشروعات صغيرة في السودان ستؤدي الى استيعاب الشباب السوداني الباحث عن عمل. على صعيد آخر، أعلنت الجامعة العربية إرجاء زيارة الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى السودان التي كانت مقررة أمس. وقال المستشار السياسي للأمين العام للجامعة العربية السفير على عرفان، في بيان، إن وزير خارجية السودان علي كرتي أبلغ العربي أمس بوجود ارتباط عاجل للرئيس السوداني يحول دون لقائه، في إشارة الى زيارة البسير الى الدوحة. وأوضح أنه تم الاتفاق على أن تبدأ زيارة العربي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.