منحت لجنة إزالة المباني الآيلة للسقوط في بلدية الأحساء، أصحاب 123 منزلاً مهجوراً ومعرضا للانهيار في حي الرفعة في الهفوف، مهلة شهرين تبدأ من اليوم، لمراجعتها، وتوقيع أوراق إعادة صيانة تلك المنازل، أو ترميمها، أو الموافقة على إزالتها، ضمن خطة لتخليص الأحياء من خطر تلك المنازل، التي أصبحت تهدد المارة والجيران القريبين منها. ويعاني هذا الحي، الذي يكتظ بالمنازل الشعبية القديمة المتلاصقة، من المنازل المهجورة، التي تركها أصحابها لتتحول إلى مكب للنفايات والأوساخ، ومكاناً لتجمع الحشرات والحيوانات، كما تنتاب القاطنين بالقرب منها مخاوف من تحولها إلى أوكار لممارسة الجريمة، إلى جانب تهديدها حياة الجيران والمارة الذين يتخوفون سقوطها عليهم في أي لحظة. وتعود ملكية منازل عدة إلى تجار ورجال أعمال، وورثة انتقلوا للسكن خارج الأحساء، لتبقى تلك المنازل المهدد الرئيس للأطفال بصورة خاصة، إذ باتت المكان المفضل لألعابهم، متجاهلين خطورتها. وكان سكان الحي تقدموا بخطابات عدة للبلدية لإزالة هذه المباني، بعد وقوع حوادث متفرقة فيها، وانزعاج السكان من الحشرات والفئران والعقارب التي تسللت لمنازلهم من تلك الأماكن. ويأتي الإعلان عن مهلة إزالة مباني هذا الحي المهجورة، ضمن سلسلة من المباني التي تزدحم بها أحياء الأحساء، وتجاوز عددها 1175 منزلاً آيلاً للسقوط. وتتوزع بشكل كبير على أحياء الهفوف، إذ بلغت أكثر من 527 منزلاً، فيما حصرت المنازل في المبرز بأكثر من 192، وتحوي العيون 123، فيما تضم العمران نحو 103، والجفر 106. وكانت اللجنة أعلنت عن إزالة نحو 176 منزلاً في الهفوفوالمبرز. فيما اعتبرها الأهالي بأنها"نسبة قليلة لا تحقق المطلوب منها، وتحتاج إلى مضاعفة الجهود، وإزالة أكبر عدد ممكن من تلك المنازل التي تهدد حياة الناس، وبصورة مستعجلة". وتتكون لجنة الإزالة التابعة للبلدية من مندوبين من قطاعات حكومية عدة، وهي: البلدية، والمحافظة، والدفاع المدني، والشرطة. وتقوم اللجنة بدرس المواقع والوقوف عليه. وقال مدير إدارة الإشراف الفني المهندس حسين الحرز:"يتم اختيار الموقع بعد حصر المباني بالطريقة المرحلية، بناءً على دراسة وخطة موضوعة من جانب اللجنة". وأشار إلى أن"اللجنة قامت بحصر المباني وترقيمها، ووضع الإشعارات التحذيرية عليها، وإعطاء أصحابها المهلة النظامية التي لا تتجاوز شهرين، ونخيرهم فيها بمعالجة الموقع من طريق ترميمه، أو إعادة صيانته، أو إزالته، وبعد انقضاء المدة نقوم بهدم المباني وإزالتها بطريقة نظامية، وإلى جانب ذلك ننشر تحذيرات حتى لا تكون لأصحاب تلك المنازل حجة فيما بعد". ويؤكد أن مشروع الإزالة"يكتسب أهمية خاصة، نظراً للمساحات الكبيرة للمناطق القديمة في الهفوفوالمبرز وأماكن أخرى في الأحساء، التي شكلت النسيج العمراني التقليدي الذي يتكون من المباني الطينية أو البناء العربي القديم، والأسقف الخشبية. وتقع غالبية هذه المنازل في أزقة ضيقة وطرق غير منتظمة، ما يجعلها أكثر خطورة على سالكي تلك الطرق". ويتم العمل في هذا المشروع وفق المسح الميداني، الذي يعتمد تقسيم المناطق جغرافياً، وفق المسح الجوي للمناطق المستهدفة. ويقف فريق المسح الميداني على جميع المباني في منطقة الهدف، لتقييمها وكتابة تقرير مفصل عنها، وتحديد دخولها ضمن المباني المستهدفة من عدمه. ويقوم الفريق أيضاً بالرفع المساحي للعقار، والتقاط صور فوتوغرافية له، مع ملء استمارة المعاينة، ومنح المنزل رقماً تسلسلياً. وبعد انتهاء الجولة توضع المعلومات في قاعدة بيانات إلكترونية معدة لهذا الغرض، ليصدر بعدها تقرير فني لكل حالة، ليحرر بعدها إشعار للمالك إذا كان معروفاً للجنة، أو من طريق عمدة الحي الذي يسكنه. وتأخذ البلدية بعين الاعتبار القيمة التراثية والثقافية والاجتماعية للمبنى المهجور والآيل للسقوط، وتنسق مع الهيئة العليا للسياحة بإمكان إدراج المباني ضمن المعالم السياحية في المنطقة.