تحولت الأشجار، وأعمدة الإنارة، وأبراج الكهرباء إلى مقصلة، انتصبت عليها مئات الأضاحي الباحثة عن الذبح في يوم العيد، يقوم عليها عمالة وافدة، بعضهم لا يعرف الذبح على الطريقة الإسلامية، وربما كان بعضهم الآخر من غير المسلمين، الذين رأوا في مهنة"الجزار"مصدر دخل كبير، يتحصلون عليه في يوم واحد. ويتسلح مئات العمالة الوافدة بسكاكين، وبعض الكلمات العربية، التي تدل على انهم متمرسون في مهنة الجزارة، بينما في الحقيقة، جميعهم من العمالة البسيطة، التي لا علاقة لها بالذبح والسلخ، وهذا ما اتضح من خلال العديد من المشاجرات، التي وقعت بين أصحاب الأضاحي، وهؤلاء العمالة، بسبب أخطاء في طريقة الذبح. وأكد عبدالله الهاجري صاحب أضحية ذُبحت بطريقة خاطئة، أنه لجأ إلى الذبح خارج المسلخ"بسبب الزحام الشديد، والطوابير الطويلة التي تملأ المسلخ منذ ساعات الفجر الأولى، وبقائي في هذه الزحمة، سيجعل يوم العيد ينتهي، وأنا أنتظر دوري الذي قد يأتي مع مغيب الشمس". وأضاف"لجأت إلى أحد العمالة ليقوم بذبح الأضحية، بعد أن أكد لي أنه جزار متمرس، إلا أنه قام بذبح الأضحية في غير موضع الذبح، ما أثار جنوني، وقمت برميها عليه، ولم يرض بدفع قيمتها، كما انه من الصعب أن أتقدم بشكوى لدى الشرطة ضده، خاصة انني مساوٍ له في المخالفة". ويضيف"تأكدت من أحد زملائه انه يعمل في تنظيف الشوارع، وقام بامتهان هذه المهنة موقتاً، بسبب المبالغ الكبيرة التي سيتحصل عليها من عمليات الذبح". وأوضح أن"الذبح العشوائي الذي يتكرر سنوياً في كل مناطق ومدن المملكة، أمر لا بد منه، لأن المسالخ الرسمية مُحددة بطاقة استيعابية، لا تستطيع أن تتجاوزها، لذلك تنتصب في العديد من الشوارع، مسالخ لاستيعاب الفائض من الأضاحى، كما أن الوقت له قيمة كبيرة في يوم العيد، والقليل من المواطنين، لديهم الاستعداد أن يبقوا ساعات طويلة في المسلخ، لينتظروا دورهم في الذبح". وأضاف أن"الحل ليس في منع الذبح خارج المسالخ، وإنما في تقنين العمل فيها، ولابد أن تقوم البلديات بتهيئة مسالخ متنقلة في الأحياء الكبيرة، والإشراف على عمليات الذبح والنظافة، وعندها سيكون الذبح تحت نظرها وأيضاً بالسهولة والسرعة التي يريدها المواطن". وشهدت سوق المواشي والمسلخ المركزي لمدينة الدمام أمس في أول أيام عيد الأضحى المبارك، عدداً كبيراً من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، المقبلين على شراء وذبح الأضاحي. حيث كان دوام المسلخ من الساعة الخامسة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، وتسعيرة الذبح النظامية داخل المسلخ 15 ريالاً، وتحت إشراف تسعة أطباء بيطريين، للتأكد من سلامة الأضحية من الأمراض، ومطابقتها للشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية. بينما يصل سعر الذبح غير النظامي نحو 100 ريال للأضحية الواحدة، يدفعها الموطنون تفادياً لزحمة وطوابير الانتظار. ومن جهته، أكد الدكتور خليفة السعد المسؤول عن صحة البيئة في أمانة المنطقة الشرقية في حديث ل"الحياة"أنه"تم تجهيز المسالخ التابعة للأمانة، من حيث التنظيم والترتيب لاستقبال الأضاحي، ووضع التسعيرة النظامية للذبح، وهي 15 ريالاً، وأخذ الاحتياطات اللازمة للحد من ظاهرة الذبح العشوائي، التي تتكرر كل عام، بالتنسيق من جانب أمانة المنطقة والجهات الأمنية لمنعها، ومعاقبة المخالفين من مواطنين وغيرهم، حيث أن هذه الظاهرة تساعد في انتشار أمراض وبائية، لا يعلم الكثير من هؤلاء المخالفين بخطورتها".