سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك عبدالله وولي العهد يهنئان الأمة الإسلامية بعيد الأضحى . خادم الحرمين الشريفين مخاطباً منسوبي القوات المسلحة : لانتحدث بلغة "الرضا عن الذات"... والمسؤولية تستدعي "اليقظة" تجاه الواجب
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز كلمة إلى المواطنين وحجاج بيت الله الحرام والمسلمين جميعاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك للعام 1429ه. وقال الملك عبدالله والأمير سلطان في الكلمة التي تشرف بإلقائها عبر وسائل الإعلام وزير التعليم العالي وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور خالد بن محمد العنقري:"من هذه الأرض الطيبة، ومن مشعر منى المبارك، ومن صعيد عرفات الطاهر، وعلى مقربة من البيت العتيق، حيث لبى الحجيج ووقفوا وطافوا، ومن هذه الرحاب العظيمة، نبارك لحجاج بيت الله الحرام حجهم ونسكهم ونبتهل إلى الباري - تبارك وتعالى - أن يجعل هذا الحج مبروراً، خالصاً لوجهه الكريم، وأن يضاعف الأجر والثواب لمن من عليه بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وأن يرحم من استأثر بهم في رحمته، وأن يديم نعمه الظاهرة والباطنة على عباده. أيها الإخوة والأخوات: لقد اجتمع في شعيرة الحج شرف الزمان والمكان، وشعر الحجيج - بمختلف ألوانهم وأجناسهم وألسنتهم - بروح هذه الأمة العظيمة، في نسيج قدسي مهيب، يعبدون إلهاً واحداً، وتجمعهم رسالة واحدة، وتربطهم في ما بينهم أواصر المحبة والتكاتف والتعاطف، ويفيضون على العالم، كل العالم، رحمة، وتسامحاً، وعطفاً، وسلاماً، وقد نهلوا من هذه الشعيرة المباركة ما يعزز قيم الحق والخير والاستقامة وقد تجردوا من كل الإحن والضغائن، وها هم هؤلاء يعودون - عما قليل - إلى بلدانهم مزودين بهذه النفحات الروحانية التي تدفع بالقيم الإنسانية إلى ذراها. أيها الإخوة والأخوات: إن الحج إلى بيت الله الحرام لمناسبة عظيمة يحتشد لها كل مسلم بقلبه وعقله وروحه، فاغتنموا هذه اللحظات المباركات، كي ترجعوا كيوم ولدتكم أمهاتكم، مبرئين من الخطايا والآثام، وتعودوا إلى أهليكم ببعض نفحات الحج، هداة مهتدين، فهنيئاً لمن فاز بمغفرة ربه، وحاز الأجر والمغفرة - بإذن الله. أيها الإخوة والأخوات: نبارك لكم حجكم ونسككم، ونهنئكم وإخوتكم في العالم أجمع بعيد الأضحى المبارك، ونرجو لحجاج بيت الله الحرام إقامة سعيدة في هذه الرحاب الطيبة، وعوداً حميداً إلى بلدانهم... وكل عام وأنتم والإنسانية جمعاء بخير وسلام". إلى ذلك، قال خادم الحرمين الشريفين مخاطباً منسوبي القوات المسلحة الباسلة بقطاعاتها كافة:"إن الأمانة في القيام بواجبكم لا تكون إلا بالتوكل على الله جاعلين أمن بلادكم وأهلكم في ميزان التضحية والوفاء، وهو شرف لا يتصدى له غير الرجال الكبار الذين يقدمون تضحياتهم لخدمة الدين ثم الوطن. ولا شك أن ما تقدمونه اليوم لخدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم شرف يضاف لشرف الأمانة التي تحملونها تجاه دينكم ثم وطنكم". وتابع الملك عبدالله:"إننا لا نقبل في هذا الوطن أن نتحدث عن أنفسنا بلغة الرضا عن الذات، فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً تستدعي منا اليقظة في القيام بالواجب، والصبر تجاه ما نحمله من مسؤولية تجاه ديننا، ثم أهلنا شعب المملكة العربية السعودية، وأمتينا العربية والإسلامية". إخواني وأبنائي:"سيذكر الوطن لكم أنكم كنتم درعاً منيعاً - بحمد الله - تداعى على صلابته وعنفوانه أعوان الشيطان من الفئات الضالة، ولن ينسى لكم الوطن والشعب تضحياتكم التي سقط فيها الشهداء، وجرح فيها المناضلون، من أجل إعلاء كلمة الحق، وتعزيز الأمن، والاستقرار لوطن أرسى دعائم وحدته مؤسس دولتنا الحديثة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله. وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم". جاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة في الديوان الملكي في قصر منى أمس الأمراء والعلماء والمشايخ وضيوف خادم الحرمين الشريفين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوزراء وقادة وضباط ومنسوبي أمن الحج. وأكد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني في كلمة له في مستهل اللقاء نيابة عن قادة وضباط ومنسوبي أمن الحج، أكد فيها أن رجال الأمن وإخوانهم المساندين لهم من القطاعات العسكرية في غاية السعادة والسرور لما يحظون به من عناية ورعاية دائمة، توجت باستقبال خادم الحرمين الشريفين لقياداتهم في هذا اليوم يوم عيد الأضحى المبارك. كما أكد أن مشاركة مختلف القطاعات العسكرية في موسم الحج أقدس وأشرف مهمة، كونها تكمن في السهر على راحة ضيوف الرحمن الذين منّ الله عليهم بأداء الحج هذا العام وتقديم واجب المحافظة على أمنهم وسلامتهم وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة على رغم ضخامة أعداد الحجاج وتعدد تنقلاتهم وإقامتهم في مواقع النسك المختلفة التي تمثل مدناً كاملة تنتقل وينتقل الحجاج معها بكامل متطلباتها في أوقات موحدة وقصيرة. وعدّ الفريق القحطاني مهمة أمن الحج مهمة نادرة لا تشبه غيرها على الإطلاق، ولا يستطيع القيام بها سوى جهاز أمني سخرت له الإمكانات كافة والدعم اللامحدود المتوّج بخبرات متراكمة لإدارة هذه العمليات باقتدار في المشاعر المقدسة. وقال:"إن ما يساعد ويدفع هذه القوات على الأداء المميز، على رغم ما تواجهه من صعوبات في ظل محدودية ومساحة المشاعر المقدسة وصفة جغرافيتها الصعبة مابين الجبال والأودية والشعاب الضيقة، ومحدودية أوقات مناسك الحج إضافة إلى المناخ المعروف هو إيمانها بالله سبحانه وتعالى ثم بنهج قيادتها المبني على أسس العدل والرحمة والمحبة والتواد والمساواة وصيانة الحقوق والتواصل، وفقاً لمبادئ ديننا وشريعتنا التي تطبق بفضل الله في بلادنا منذ أن مكن الله للقائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى عصرنا الحاضر في عهدكم الميمون". وأضاف قائلاً:"فقد أرسى رحمه الله دعائم الأمن على تلك الأسس والمبادئ فكانت النتيجة ولله الفضل والمنة أمناً وارف الظلال وتنمية وتطور واستقرار اقتصادي واجتماعي، على رغم كل العواصف الميحطة، وقارئ التاريخ يعرف أن هناك فترات عصيبة وظروفاً قاسية كان الحجاج يعانونها على مرّ التاريخ تتمثل في انعدام الأمن وانتشار الأمراض وسوء الحال في كل المجالات". وأوضح أن الخطط الأمنية التي اعتمدها وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز نفذت بدقة، كونها جاءت وليدة الدراسات المعمقة والتنسيق المباشر مع كل الوزارات والأجهزة والمؤسسات المعنية بالحج، التي وفرت لها الإمكانات والمتطلبات كافة التي تعين عناصرها على التنفيذ في ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ودعمهما لهذه القوات ولبقية الجهات، وتوفير كل المتطلبات والحاجات والحرص على توسعة وتطوير الحرمين الشريفين وتحسين ظروف رمي الجمرات وبناء الطرق والجسور وشق الأنفاق، وكل ما من شأنه تذليل الصعاب وتقليل المخاطر التي يتسبب فيها الزحام بالنظر إلى الجموع الهائلة التي تتحرك في توقيتات موحدة وإلى مواقع ضيقة. ونوه مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج بجهود الأمير نايف في مهمة الحج التي أولاها جلّ عنايته، إذ كانت تعليماته وتوجيهاته المستمرة بمثابة النور الذي تسير عليه خطط الحج كافة، ويعاونه في ذلك نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز. وأفاد أن تنفيذ هذه الخطط جاء بمتابعة دقيقة من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وبإشراف من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على كل خطط قوات الأمن المعتمدة. ورفع الفريق القحطاني الشكر والتقدير لخادم الحرمين نيابة عن جميع رجال الأمن وزملائهم المساندين لهم من رئاسة الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ورئاسة الاستخبارات العامة على ما قدمه لضيوف الرحمن وللشعب وللقوات المسلحة.