لا يزال أهالي مركز الحائر 20 كيلومتراً جنوب مدينة الرياض، في ذهول من الجريمة التي ارتكبها مواطن أول من أمس عندما جرّ زوجته بسيارته ثم دهسها مرات عدة ليحول جسدها إلى أشلاء. وتعددت روايات أهالي الحي عن تفاصيل الجريمة، لكنها جميعاً أجمعت على أن الجاني دهس زوجته مرات عدة. وذكر جار للجاني فضّل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"أمس، أن أهل المجني عليها توافدوا إلى المستوصف الذي نُقلت إليه جثة الضحية، وأصيب غالبيتهم بإغماءات وحال من الهيستيريا بعدما رأوا جسد ابنتهم المشوّه بسبب الجريمة. وأضاف أن المجني عليها أم لثلاثة أطفال أصغرهم لا يزيد عمره على شهرين وتعمل معلمة لمادة الرياضيات، وتنشط في مجال الدعوة في مساجد المركز واللقاءات النسائية، مؤكداً أنها كانت على خلاف متكرر مع زوجها، وكثيراً ما تقضي أيام الدوام عند أهلها لتلتقي به في نهاية الأسبوع. من جهته، أكد مصدر أمني ل"الحياة"أن الجاني أحيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وتبين من التحقيقات الأولية أن الضحية كانت تخبر أهلها بأن زوجها يعاني من مرض نفسي. وأكد اختصاصي علم النفس الإكلينيكي طلال الثقفي ل"الحياة"، أن الشخص العاقل لا يمكن أن يُقْدِم على مثل هذه الجريمة، مضيفاً أن الاضطراب النفسي من ضمن أمراض الذهان، التي يتسم صاحبها بالسلوك الإجرامي السيكوبات، ويعاني من خلل واضح في جميع جوانب شخصيته، وأفكاره تنطلق من تصورات خاطئة مثل"الهلاوس"السمعية والبصرية، إضافة إلى الشكوك في ما حوله، ومهاجمة الآخرين. وصنّف المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد هذه الجريمة من ضمن جرائم القتل العمد، مشيراً إلى أنه في حال ثبوت ذلك تكون العقوبة هي القصاص، وإذا تبين أن القاتل يعاني من مرض نفسي فيترك للقاضي تقدير العقوبة. يذكر أن الجاني وهو في العقد الرابع من عمره صدم زوجته بسيارته أول من أمس ثم جرّها في شارع رئيسي في مركز الحائر، قبل أن يدهسها مرات عدة إلى أن حوّل جسدها أشلاء، ثم فرّ من المكان، وتمكنت الجهات الأمنية من القبض عليه خلال فترة وجيزة.