تسبب انعدام الرؤية أمس في حادثة مرورية مروعة لمجموعة من السيارات على الطريق الرابط بين محافظتي عفيف والدوادمي، راح ضحيتها 3 أشخاص من بينهم رجل أمن، وإصابة 12 آخرين لا يزال معظمهم يرقد في المستشفيات. وأوضحت مصادر أمنية ل"الحياة"أن الحادثة كانت بسبب انعدام الرؤية لسوء الأحوال الجوية في المنطقة، ما نتج منه تصادم 10 سيارات منها إحدى آليات الدفاع المدني، إضافة إلى 7 شاحنات، على الطريق الرابط بين محافظتي الدوادمي وعفيف، وبالتحديد في مركز البجادية، مشيرةً إلى أن عدد المتوفين 3 أشخاص، والمصابين 12 شخصاً نقلوا إلى مستشفيات المحافظتين. وقالت المصادر إن إحدى آليات الدفاع المدني أثناء وجودها في موقع الحادثة اصطدمت بها شاحنة، ما نتج منه وفاة أحد أفرادها برتبة"جندي"، إضافة إلى أن سيارة إسعاف كانت في طريقها لنقل مصابين تعرضت لحادثة مرورية، لكنها بسيطة. من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة في مستشفى عفيف محمد الضليعي ل"الحياة"، أن مستشفى عفيف استقبل حالتي وفاة، و6 إصابات، لافتاً إلى أن مدير الشؤون الصحية في المحافظة تابع الحالات التي استقبلها المستشفى، إضافة إلى إرسال سيارتي إسعاف إلى مكان الحادثة لنقل المصابين سواء إلى المنشآت الصحية في عفيف أم البجادية. وأضاف:"الإصابات التي استقبلها المستشفى، كانت بسيطة، باستثناء واحدة لرجل مسن وصفت إصابته بالمتوسطة"، مشيراً إلى أن المستشفى أعلن حالة الطوارئ لاستقبال الحالات المصابة، وجاهزيته لاستقبال حالات أخرى. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حذرت أمس من موجة غبار وعواصف، يصحبها تدن في مستويات الرؤية لأقل من كيلومترين في الرياضوجدةوحائل والقصيم والحدود الشمالية والمدينة المنورة ومكة المكرمة. وفي تبوك، فقد اثنان من أفراد حرس الحدود أمس بسبب هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة، ولا تزال عمليات البحث عنهما متواصلة، إضافة إلى إنقاذ 6 معلمات احتجزتهن السيول في أحد الطرق. ومع انخفاض درجات الحرارة إلى الصفر وما دونه في المناطق الشمالية من السعودية، حصّن السكان هناك أبناءهم بجميع الاحتياطات التي تقيهم قسوة البرد خلال ذهابهم إلى المدارس، خوفاً عليهم من البرد وآثاره، لا سيما أن المجالس والمنتديات الإلكترونية في تلك المناطق عادت لتتداول قصص البرد في العام الماضي، الذي خلف في ذاكرة السكان ما يكفي من الذكريات المؤلمة، بدءاً من الطفل"باسم"الذي توفي في حائل إلى"جواهر"في الجوف ومن دون أن يغفلوا قصة"مشاعل"ضحية بيوت الصفيح. وفي الوقت الذي طالب فيه عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات بإلزام المدارس بإلغاء الطابور الصباحي. تحفظت إدارة التربية والتعليم على قرار كهذا في انتظار الأيام المقبلة. وقال محمد العنزي أحد أولياء الأمور:"فيما يحاصر البرد أبناءنا وبناتنا في ساحات المدارس المكشوفة، يقبع المسؤولون في مكاتبهم لا يشعرون ببرودة الجو التي هبطت بدرجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي وهم في مكاتبهم لا ينزلون لمعرفة ما يعانيه الطلاب والطالبات، فهم يجلسون في ساحات مكشوفة يحاصرها البرد من كل مكان". وأضاف:"أصبحت المدارس الآن مكاناً سهلاً لإصابة الطلاب بنزلات البرد"، مطالباً وزارة التربية والتعليم بالتدخل عاجلاً، والتوقف عمّا سماه"التهاون بصحة الطلاب"، وإلزام جميع المدارس بإلغاء طابور الصباح حتى تنتهي موجة البرد القارس، التي تمر بها مناطق الشمال. وبحسب مصدر مطلع في إدارة التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية، فإن الإدارة فوضت مديري المدارس بإلغاء طابور الصباح في الظروف الجوية السيئة، وانتقد المصدر بعض مديري المدارس لعدم استخدامهم الصلاحيات المفوضة إليهم من الجهات العليا. وقال:"هم ينتظرون الإدارة حتى تخاطبهم في كل شاردة وواردة، فهذا الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً من المدير نفسه، لكونه هو من يقدّر الوضع". من جهته، كشف المدير العام للضمان الاجتماعي في منطقة الحدود الشمالية الرمضي العنزي ل"الحياة"عن قيام إدارة الضمان الاجتماعي بجولات على الهجر والمراكز في المنطقة لحصر الأسر المحتاجة لمعونات في البرد، ومن ثم رفعها إلى الوزارة. وقال:"كلفنا فريقاً من المختصين والباحثين الاجتماعيين لعمل مسح ميداني وشامل لجميع الأسر"، مشيراً إلى وجود تعاون على مستوى عالٍ بين الضمان الاجتماعي والتربية في المنطقة، لمعرفة الطلاب المحتاجين للمعونات الشتوية من ملابس وغير ذلك، ومن ثم دراسة وضع أسر هؤلاء الطلاب، وما إذا كانوا من الأسر المستفيدة من الضمان أم لا، حتى يتم صرف المعونات لهم بحسب توجيهات وزارة الشؤون الاجتماعية".