توقع تقرير اقتصادي حديث أن يتراجع الطلب على النفط ليبلغ 66 مليون برميل يومياً على أساس سنوي خلال العام المقبل، موضحاً أن عمق واتساع الأزمة المالية وامتداد آثارها إلى جميع الأسواق المالية في العالم، قد يؤدي إلى خفض هذه التوقعات. وقدر بيت الاستثمار العالمي - غلوبل في تقريره شهر تشرين الثاني نوفمبر متوسط الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي بنحو 85.83 مليون برميل يومياً، بتراجع يبلغ 0.7 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام الماضي. وعزا"غلوبل"في تقريره تلقت"الحياة"نسخة منه تراجع الطلب إلى انخفاض متوقع في الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بما يعادل 1.5 مليون برميل يومياً، بسبب انخفاض الطلب في أميركا أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للنفط، بعد أن دخل الاقتصاد الأميركي مرحلة ركود اقتصادي في نهاية العام الماضي. وأوضح التقرير أن معدل الطلب على النفط شهد انخفاضاً حاداً، نتيجة لارتفاع أسعار هذه السلعة الأساسية ورفع الدعم الحكومي عنها في الدول النامية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، وبرزت أزمة الائتمان في الجزء الأخير من العام وأصبحت أخبار إفلاس الشركات وخطط الإنقاذ من الأخبار اليومية، مما عجّل من تباطؤ عجلة الاقتصاد العالمي وقلص الطلب على النفط والذي أدّى بدوره إلى انخفاض حاد في أسعاره. وأشار إلى أن آثار الأزمة المالية امتدت إلى الدول الأوروبية وغيرها من الاقتصادات الرئيسية الأخرى، ومن المتوقع أن ينخفض الطلب في دول غرب أوروبا الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بمعدل 0.8 مليون برميل يومياً، ليصل إلى متوسط 15.2 مليون برميل، أما بالنسبة للدول الأعضاء في المنظمة والواقعة في منطقة المحيط الهادي، فمن المتوقع أن يبلغ تراجع الطلب على النفط 0.19 مليون برميل يومياً ليصل إلى 8.16 مليون برميل. وذكر التقرير أنه على رغم تراجع الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قابله ارتفاع في معدلات الطلب في الدول غير الأعضاء في المنظمة، خصوصاً في الصين والشرق الأوسط والدول النامية. فمن المتوقع أن ينمو الطلب في الصين بمعدل 0.42 مليون برميل يومياً في 2008 ليصل إلى 8 ملايين برميل يومياً، مدعوماً بالنمو الاقتصادي الكبير الذي يقدر بنسبة 7.5 في المئة هذا العام، وتوقع أن يرتفع الطلب في الدول النامية بمعدل 0.84 مليون برميل ليصل إلى 25 مليون برميل يومياً. وذكر التقرير أنه وفقاً لتوقعات منظمة"أوبك"، من المتوقع أن يبلغ معدل العرض من الدول غير الأعضاء في المنظمة 49.6 مليون برميل يومياً في العام الحالي، بزيادة 0.11 مليون برميل. وقال إنه من المتوقع أن تطرأ زيادة على العرض النقدي من أميركا تبلغ 0.02 مليون برميل يومياً ليصل إلى 7.5 مليون برميل، أما عرض النفط الكندي فمن المتوقع أن يرتفع بمعدل 0.09 مليون برميل ليصل إلى 3.4 مليون برميل، بينما الإنتاج المكسيكي للنفط سيتراجع 0.3 مليون برميل يومياً ليبلغ بالمتوسط 3.2 مليون برميل. وتوقع أن يحدث الانخفاض الرئيسي في غرب أوروبا، وسيتراجع العرض بمعدل 0.24 مليون برميل، ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض إنتاج النروج بمعدل 0.10 مليون برميل، وتراجع إنتاج المملكة المتحدة بمعدل 0.15 مليون برميل. ومن الدول الرئيسية المساهمة في العرض من خارج"أوبك"الدول النامية، وتوقع التقرير أن ترتفع نسبة مساهمتها بمعدل 0.30 مليون برميل لتصل إلى 11.26 مليون برميل، وتعد البرازيل المساهم الرئيسي من ضمن فئة الدول النامية. وبالنسبة لعرض النفط في دول الاتحاد السوفياتي السابق توقع التقرير زيادة بمعدل 0.08 مليون برميل، كما سيرتفع العرض من الصين بمعدل 0.09 مليون برميل. وأشار إلى أن متوسط إنتاج النفط في دول"أوبك"بلغ 31.01 مليون برميل يومياً في نوفمبر الماضي بانخفاض بلغ 0.74 مليون برميل يومياً عن مستواه في شهر تشرين الأول أكتوبر، ويعزى هذا الانخفاض إلى تطبيق قرار المنظمة بخفض الإنتاج بمعدل 1.5 مليون برميل. وأوضح أن الانخفاض الحاد لأسعار النفط الخام، والذي بلغ 69,9 في المئة عن مستواه القياسي البالغ 147 دولاراً دفع"أوبك"لإجراء خفض قياسي بلغ 2,2 مليون برميل يومياً لإنتاجها، في اجتماعها الذي عقد في وهران بالجزائر أخيراً، ويهدف هذا الخفض إلى تحقيق استقرار أسعار النفط وخفض المخزون الهائل من النفط الخام. وعن مخزون النفط قال التقرير إن المخزون النفطي التجاري للولايات المتحدة تجاوز بليون برميل في نهاية نوفمبر الماضي، مقارنة ب 998.2 مليون برميل في أكتوبر، وأسهمت زيادة ساعات تشغيل المصافي وتباطؤ الطلب، في زيادة المخزون النفطي بمعدل 15.9 مليون برميل في نوفمبر لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ شهر أيلول سبتمبر من عام 2007. وعزا التقرير هذا الارتفاع إلى زيادة مخزون النفط الخام بمعدل 8.6 مليون برميل في شهر نوفمبر ليصل إلى 320.5 مليون برميل، مشيراً إلى أن المخزون الإجمالي للنفط في غرب أوروبا ارتفع بمعدل 3.3 مليون برميل خلال نوفمبر ليصل إلى 1.12 بليون برميل، وذلك نتيجة لزيادة مخزون النفط الخام بمعدل 2.3 مليون برميل ليصل إلى 476.6 مليون برميل خلال الفترة ذاتها.