مدير "الإرشاد الاجتماعي" أكد أن كثرة المكاتب النفسية والاجتماعية "ظاهرة صحية" . الجهني ل "الحياة" : نقدم استشارات لنحو 70 شخصاً يومياً

اعتبر المدير العام للمركز الوطني للتطوير الاجتماعي مدير وحدة الإرشاد الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز الجهني، أن انتشار مكاتب الاستشارات النفسية والاجتماعية في المجتمع السعودي خلال الفترة الأخيرة ظاهرة صحية، مشيراً إلى أن"وحدة الإرشاد"تستقبل بين 50 و70 مكالمة يومياً يعاني أصحابها من مشكلات زوجية أو نفسية أو دراسية أو صحية أو اقتصادية أو عاطفية وغيرها. وأضاف في حوار مع"الحياة"أن خدمات الوحدة مجانية ويقدمها مجموعة من المتخصصين في الإرشاد والتوجيه، وتتيح الفرصة للمتصلين الإفصاح عما في أنفسهم للتخلص من الضغط النفسي، لافتاً إلى أنها تركز على الجانب الوقائي من خلال درس المشكلات الاجتماعية سواء الأسرية أم الفردية، وتقديم الإرشادات الملائمة لها وفق منظور شرعي يتوافق مع الثوابت والأطر المرجعية للمجتمع السعودي.
وذكر أن الوحدة قدمت في عام 1426 ه، 8633 استشارة وفي عام 1427ه، 6925 استشارة لأشخاص يعانون من مشكلات مختلفة. وفي ما يلي نص الحوار:
ما الهدف من إنشاء وحدة الإرشاد الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية؟
- تهدف الوحدة إلى تفعيل إسهامات الوزارة الوقائية والإرشادية، وذلك من خلال درس المشكلات الاجتماعية سواء الأسرية أم الفردية، وتقديم الإرشادات الملائمة لها وفق منظور شرعي يتوافق مع الثوابت والأطر المرجعية للمجتمع السعودي بما يحقق التكافل الاجتماعي ومبدأ التآخي والتعاون على البر والتقوى.
ما الخدمات التي يمكن أن يستفيد منها الناس في وحدة الإرشاد؟
- وحدة الإرشاد تقدم استشارات مجانية عبر الهاتف المجاني 8001245005، للمواطنين والمقيمين الذين لديهم مشكلات أسرية أو شخصية أو نفسية أو صحية أو دراسية أو شرعية أو مهنية أو اقتصادية. وتعتبر فتح سبيل آمن للتعامل مع المشكلات الاجتماعية في مهدها وبما يمنع أو يقلل الكلفة المترتبة عليها أياً كان نوعها، ويضمن السلامة من العقاب والجزاء ويتيح الفرصة للأفراد الإفصاح عما في أنفسهم والتخلص من الضغط النفسي الذي ربما لا يجد بعضهم متنفساً لإظهاره سوى الوحدة أو ما يماثلها. كما تعتبر الوحدة خدمة للعمل الاجتماعي الرسمي والتطوعي بتعاونها مع مراكز البحث العلمي والجامعات بإجراءات الأبحاث المهمة للمجتمع. وتسهم"الوحدة"أيضاً في تنمية الوعي الاجتماعي في المجتمع من خلال تأديتها للرسالة المنوطة بها ومحاولة وقاية المجتمع من الآثار المترتبة على زيادة المشكلات الاجتماعية وتطورها.
ما أبرز المشكلات التي تتعامل معها وحدة الإرشاد الاجتماعي؟
- تتعدد المشكلات التي تواجها الوحدة، فمنها المشكلات الأسرية، وتتمثل في العنف الأسري وإيذاء ضد أحد الزوجين أو إيذاء أحد أفراد الأسرة الآخرين، إضافة إلى مشكلات الأبناء والخلافات الزوجية. ومشكلات شخصية وتتمثل إيذاء ضد النفس محاولة الانتحار وتعاطي المخدرات أو المنشطات أو إدمان الكحول والانحراف الجنسي والمشكلات العاطفية والنفسية كالاكتئاب والرهاب الاجتماعي والوسواس ومشكلات الطفولة والمراهقة، والمشكلات الصحية كالإصابة في حادثة أو مرض أو عجز جسمي أو عصبي أو عقلي، إضافة إلى الإعاقات. ومشكلات دراسية متمثلة في مشكلات سوء التكيف الدراسي، وضعف أو سوء التحصيل الدراسي ومشكلة الهروب من المدرسة. وتواجه"الوحدة"مشكلات شرعية مثل ارتكاب فعل منحرف وفق أحكام وتعاليم الشرعية الإسلامية.
هل لديكم فئات مستهدفة من عملكم في الوحدة؟
- بالطبع، هناك الأسر المعرضة للتفكك بأشكالها المختلفة، والأرامل والمطلقات اللاتي لا يستطعن السيطرة على أبنائهن، والآباء الذين يفتقدون الآلية المناسبة لتوجيه أبنائهم، إضافة إلى المتزوجين الجدد الذين يحتاجون إلى ما يعينهم على تجنب الوقوع في المشكلات التي تهدّد حياتهم الأسرية والأطفال والفتيان والفتيات المعرضون للإيذاء وأسر السجناء بمساعدتهم لتجاوز المصاعب التي تواجههم إثر غياب عائل الأسرة، وأسرة متعاطي المخدرات أو مدمني المسكرات وأقاربهم لمساعدتهم في التعرف على الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه الحالات، وفئة الطلاب المتسربين دراسياً نتيجة ظروفهم الاجتماعية. وتستهدف"الوحدة"أيضاً جميع المحتاجين إلى الخدمات الاجتماعية وتبصيرهم بطرق الحصول عليها والإفادة عنها.
ما أوقات عمل وحدة الإرشاد الاجتماعي؟ وما إجراءات التعامل مع المشكلات والخطوات المتبعة في تقديم المساعدة؟
- تعمل"الوحدة"يومياً من السبت إلى الخميس من الساعة 6 مساء حتى التاسعة مساء، والآلية والخطوات المتبعة في تقديم المساعدة فهي أن العميل ذكر أو أنثى يطلب الاستشارة حول مشكلته من طريق هاتف وحدة الإرشاد الاجتماعي فيتم استقبال المكالمة من المسترشد وإعطاؤه معلومات عن المرشد ورقمه وأيام حضوره لضمان استمرارية المتابعة عند الحاجة إليه. فيعرض المسترشد ما لديه مباشرة من معلومات وبيانات تتعلق بمشكلاته. ويقوم اختصاصيون بدرس موضوع المسترشد وتقديم الاستشارة بشكل مباشر أو إحالة الموضوع للدرس. وفي كل الحالات يقوم المرشد بتدوين المعلومات اللازمة في استمارة معدة لدرس الحالة. وأحياناً قد يطلب من المسترشد إعادة الاتصال بالمرشد في وقت لاحق، حتى يتمكن المرشد من درس الحالة بشكل علمي ودقيق.
هل تُقِيمُون محاضرات ودروس عن وحدة الإرشاد الاجتماعي في المدارس والجامعات؟ وكيف تقوِّمون معرفة المواطن بها؟
- وحدة الإرشاد الاجتماعي تقدم خدماتها الإرشادية عبر الهاتف المجاني فقط وعبر الكتيبات التوعوية التي توزعها على المواطنين.
كيف ترون وعي الناس في توجههم لوحدة الإرشاد لحل مشكلاتهم؟ وهل تواجهون هناك صعوبة في تقبل ذلك؟
- لا شك بأن هناك توجهاً كبيراً من المواطنين على خدمات الوحدة وعدد المكالمات في تزايد مستمر.
يلاحظ أن مكاتب الاستشارات النفسية والاجتماعية في الآونة الأخيرة في تكاثر... ما سبب ذلك من وجهة نظركم؟ وهل ضعف الرقابة له دور؟
- نعم يلاحظ كثرة مكاتب الاستشارات النفسية والاجتماعية في الآونة الأخيرة، وهذا في نظري ظاهرة صحية وتنمُّ عن وعي المواطنين في طلب الاستشارات النفسية والاجتماعية من ذوي الاختصاص. أما سبب ذلك فيعود إلى التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى تغير نمط الحياة الاجتماعية نتيجة انفتاحه على المجتمع الخارجي عبر وسائل الإعلام المختلفة.
كم عدد الاتصالات التي ترد الوحدة يومياً؟ وكم عدد الحالات بحسب نوع المشكلة التي وردت إلى الوحدة خلال الأعوام الماضية؟
- ترد إلى الوحدة بين 50 و70 مكالمة يومياً، أما عدد المكالمات التي استقبلتها الوحدة في الأعوام الماضية بحسب نوع المشكلة فهي كما يأتي: