أدى التدافع الكبير والازدحام الشديد بين جموع الحجيج أثناء أداء طواف"الإفاضة"داخل المسجد الحرام إلى اختناق عدد من الأطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم العامين، إلى جانب بعض حالات السقوط والدهس، وتم إسعافهم على عجل بحسب ما أعلن قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل. ولوحظ في حج هذا العام اصطحاب الكثير من الحجاج لأطفالهم تحت سن العاشرة وحتى العام والعامين، ما قد يعرضهم للضياع أو الاختناق أو الإغماء أو السقوط والدهس نتيجة للازدحام الشديد أثناء رمي الجمرات أو الطواف والسعي. وأكدت المطوفة رندا معتوق تركستاني ل"الحياة"أن من أهم السلبيات التي شاهدتها ولمستها في حج هذا العام هي اصطحاب العديد من الحجيج من مختلف الجنسيات لأطفال تحت سن العاشرة، ما يجعلهم عرضة للكثير من المخاطر والحوادث المؤلمة التي قد لا تتحملها أجسادهم الغضة والطرية. وقالت:"سجلت مراكز الإيواء المنتشرة في المشاعر المقدسة عدداً كبيراً من الأطفال التائهين الذين فقدوا أسرهم أثناء تأدية المناسك"، منوهة بضرورة تخصيص أماكن حضانة ورعاية خاصة بهؤلاء الأطفال طيلة أيام تأدية النسك، ومنع أسرهم من اصطحابهم أو حملهم فوق الأكتاف أثناء رمي الجمرات أو الطواف والسعي حتى لا يتعرضون لمخاطر السقوط والدهس تحت الأقدام كما حصل في الأعوام السابقة،"بل وإصدار نظام يمنع ذلك، فالحج لمن استطاع إليه سبيلاً، والأطفال لا يملكون الاستطاعة". فيما كشف الطبيب في طوارئ المستشفى الدكتور فيصل أحمد محمود مصطفى عن استقبال عدد من حالات الإغماء والإجهاد بين الأطفال تحت سن العاشرة، نتيجة إصابتهم بضربات الشمس أو النزلات المعوية الحادة أو حالات الإغماء نتيجة التكدس والازدحام بين جموع الحجيج، أو بعض حالات السقوط والدهس خصوصاً عند رمي الجمرات أو الطواف والسعي أثناء التدافع حول الكعبة أو داخل المسعى. وشدّد الدكتور مصطفى على ضرورة منع اصطحاب الأطفال أثناء موسم الحج من قبل أسرهم حفاظاً على سلامة أرواحهم، مضيفاً"إن الطفل الصغير غير مؤهل نفسياً ولا صحياً على تحمل عناء ومشقة الحج الذي يحتاج إلى طاقة هائلة من القوة والصبر والإرادة نتيجة المجهود الجبار الذي يبذله الحاج في سبيل تأدية نسكه".