أثار انتظام اللاعب الاتحادي المنسق خالد قهوجي في تدريبات فريق الوحدة خلال الأيام الماضية الكثير من الانقسامات والاختلافات وردود الأفعال المتباينة في النادي، ما بين مؤيدة لاستمراره ومطالبة بإبعاده، فيما التزم اللاعب الصمت، واكتفى بالحضور من جدة يومياً وتأدية التدريبات بكل همة ونشاط ثم المغادرة مباشرة من حيث أتى إلى منزله في جدة، تاركاً تحديد مصيره النهائي والحكم على تجربته الميدانية إلى المدرب الألماني ثيو بوكير الذي سيعطي قراره الأخير في الأيام القليلة المقبلة سواءً بالتعاقد مع قهوجي أو صرف النظر عنه نهائياً. وكان قهوجي التقى ببوكير في إحدى الأكاديميات الكروية في جدة وعرض عليه رغبته في الانضمام إلى الوحدة في الفترة المقبلة، ولم يرفض بوكير طلب قهوجي، واشترط فقط أن يخوض اللاعب تجربة ميدانية لمشاهدته على الطبيعة ومعرفة مدى إمكاناته للاستفادة من خدماته من عدمها، ليوافق قهوجي ويبدأ من يوم الجمعة الماضي مهمته الجديدة مع"فرسان مكة"على أمل أن يحظى بقناعة المدرب الألماني والوحداويين كافة. وعلى رغم فترة الابتعاد الطويلة عن الملاعب الكروية وأجواء المباريات التي قاربت من ثلاث سنوات وضعف اللياقة الواضح، إلا أن قهوجي قدم بعض اللمحات المهارية الجميلة والتمريرات الذكية الرائعة لمهاجمي الفريق عيسى المحياني وأحمد الموسى في المناورات الكروية التي جعلتهم يواجهون الشباك من أقصر الطرق وهو ما لاقى إعجاب المدرب بوكير الذي تفاعل مع لمسات قهوجي وطالب باستمراره في التدريبات اليومية، وربما أعطى قراره النهائي قريباً بسرعة قيد اللاعب في كشوفات الفريق للاستفادة من إمكاناته الفنية في مركز صناعة الألعاب الذي لا يوجد به سوى اللاعب ماجد هزاني، وما زال وسط الفريق يعاني منه بشكل واضح بسبب غياب الهزاني. وفي الوقت الذي أعجب فيه بوكير بلمحات قهوجي التي قدمها خلال التدريبات الأخيرة والتي أعاد بها الذاكرة إلى الأعوام العشرة الماضية عندما كان في أوج تألقه وإبداعه مع قلعة الكؤوس ويعرف آنذاك ب"الفلتة"فإن هداف"الفرسان"عيسى المحياني أشاد أيضاً بقدرات قهوجي، وطالب بمنحه الفرصة كاملة ليظهر موهبته الكروية المعروفة عنه، وقال:"قهوجي لاعب كبير وموهوب، وأبهرنا بلمساته الراقية وتمريراته الرائعة في التدريبات الماضية، على رغم ضعف معدل لياقته البدنية، وأطالب بمنحه الفرصة كاملة حتى يقدم لنا كل ما عنده، وأتمنى تسجيله في كشوفات"الفرسان"حتى نستفيد منه في المرحلة المقبلة، وبالتأكيد أن مثل هذه الأمور راجعة تماماً إلى المدرب بوكير الذي يملك حرية القرار وتحديد إمكان تسجيل القهوجي من عدمه في ضوء ما سيقدمه من أداء وعطاء ميداني في الأيام المقبلة". وعلى العكس تماماً، فإن الكثير من الجماهير الوحداوية عبر منتديات شبكة الإنترنت وصفت وجود اللاعب خالد قهوجي وانتظامه في تدريبات"الفرسان"بالخطأ الجديد الذي يضاف إلى سلسلة الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها إدارة النادي برئاسة جمال تونسي هذا العام، وإذا ما تم التعاقد رسمياً مع اللاعب فسيكون صفقة كروية فاشلة تنضم إلى صفقات العكروت والسبري والمولد التي كلفت النادي الملايين ولم يستفد منها إيجابياً في المواجهات الكروية الماضية. وتساءلت الجماهير عن الفائدة المرجوة من جلب خالد قهوجي بعدما تجاوز الثلاثين عاماً، وقدم عصارة جهده مع فريقه السابق الأهلي ولم يستطع إثبات جدارته مع فريق الاتحاد بعد انتقاله لصفوفه في سن يساعده على النجاح، أما الآن، فقد فات الأوان واصبح من المستحيل أن يستفيد فريقنا من قهوجي وعلى إدارة النادي أن تكون أكثر تفكيراً واتزاناً، وألا تنجرف خلف ماضي اللاعب واسمه الكبير وعصره الذهبي مع الأهلي، فيكفي أن إدارة التونسي فرطت في مواهب النادي الشمراني وهوساوي والمحترفين الأجانب فلاديمير وحمادجي ولم تعوضنا عنهم إلا بأشباه لاعبين أمثال أيانكا وجونيور والعكروت والسبري وغيرهم من اللاعبين المحليين.