تتلاطم الكلمات في داخل نفسي... تتسابق للخروج، لتعبر بصدق عما يجيش في مكنون نفسي حيال هذا الأمر، أو ذاك، إن ما أراه وأسمعه كل يوم، وما تذيعه الفضائيات، من صيحات الاستغاثة والاستنجاد من الاخوة الفلسطينيين بأشقائهم العرب والمسلمين، طلباً للعون والمساعدة والخلاص من بطش وتسلط أراذل خلق الله اليهود الغاصبين، فإني لا أتمالك نفسي والقلب يعتصره الألم كمداً وحسرة. أقول لهؤلاء المساكين من حرقة قلوبهم والآلام التي تعتصرها وتطرقها صباح مساء، أنهم لا يعرفون وضع العرب الفلسطينيين أنفسهم وما جروه على أنفسهم من ويلات ووبال، بسبب انقساماتهم وعدم حكمة قيادييهم وأنانيتهم لشغل المناصب والمظاهر الخادعة والكاذبة، مشكلات ونزاعات وصراعات قاتلة لا تُعد ولا تُحصى بين أكبر فصيلين"فتح"و"حماس"واقتسام للأرض وللسلطة، وربما تبعيات لجهات خارجية تتدخل في شؤونهم وتُملي عليهم بعض الاملاءات، خذ مثلاً ما جر عليهم اختطاف الجندي الإسرائيلي"جلعاد شاليط"واطلاق الصواريخ العبثية من قطاع غزة على شمال اسرائيل من ويلات ووبال وقتل لأنفس بريئة، وحصار ودمار للبنية التحتية، وخراب للديار والممتلكات، والحرمان من أبسط الأمور الحياتية، ولكنهم بفضل الله وعزيمتهم القوية صامدون بكبرياء في وجه كل هذه الصعاب القاسية. إن المواطن العربي سئم من هذا الانقسام والتشرذم والاقتتال والصراع على الأرض والسلطة، وكل يغني على ليلاه، والشعب الفلسطيني الأعزل والفقير يعيش حال الطوى والبؤس. أليس منكم رجل رشيدّ، توحدوا أيها الفلسطينيون، فانتزعوا بعض حقوقكم من هذا الغاصب اللعين، ومن المجتمع الدولي المؤيد له، لما جررتم على أنفسكم، بل وعلى شعبكم والشعوب العربية من ويلات، نتيجة عدم نضجكم ورشدكم. كفى عويلاً وصراخاً ونظموا أنفسكم واجمعوا أمركم، ولا يكون أمركم عليكم غُمة، واسعوا الى تحقيق الأهداف النبيلة والمرجوة لأبناء شعبكم ومواطنيكم من الحصول، ولو على جزء من الوطن السليب، فيكفي ما ضاع منكم وأشقاؤكم العرب الذين تستنجدون بهم ومعهم أشقاؤهم من البلدان الاسلامية، فنحن حديثاً خرجنا على الدنيا ولم يشتد عودنا بعد، ولم تترك لنا الفرصة لنستنشق هواء الحياة، فمن مصيبة الى أخرى، ويا قلب لا تحزن، فكلنا في الهوا سوى، فإما حياة تسر القلوب، وإما ممات يخيف العدا. عثمان بن عبدالمحسن المعمر - الرياض