اعتقد مواطنو المدينةالمنورة أنه باعتبار المدينةالمنورة"مدينة حج"بدءًا من موسم هذا العام، بناء على القرار السامي الصادر في آخر زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى المدينة أنهم سيحصلون على استثناءات في التقويم الدراسي والإجازات والدوام بعد العودة من إجازة عيد الأضحى، نظراً لاستقبالها الحجاج سنوياً اعتباراً من أول أيام شهر ذي القعدة، ما يستنفر جميع قطاعاتها ودوائرها الحكومية والخدمية وحتى شوارعها ومنافذها لاستضافتهم. ولكن جاء نفي إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة لهذا الاستثناء مخيباً لآمال الأهالي، بعد أن أبلغت جميع المدارس أن بداية إجازة عيد الأضحى تبدأ في الرابع من شهر ذي الحجة المقبل، وأن الدراسة ستستأنف بعد إجازة عيد الأضحى في يوم 16 من شهر الحج وفق التقويم الدراسي. وأكد المدير العام للتربية والتعليم الدكتور بهجت بن محمود جنيد، أن الدراسة مستمرة في جميع المراحل التعليمية وفق التقويم الدراسي، نافياً وجود أي استثناء أو تقديم للإجازة مواكبة لتطبيق قرارپاعتبارپالمدينةالمنورة"مدينة حج". وقال جنيد:"إن جميع البرامج والأنشطة التربوية والتعليمية بالمنطقة تنفذ في مواعيدها، إضافة إلى برامج زيارات المشرفين التربويين"، حاثاً أولياء أمور الطلاب على التعاون في متابعة انتظامهم طوال العام الدراسي، وهذه الفترة خصوصاً، وشدد على دور المعلمين وإدارات المدارس في بث روح الجدية والالتزام بالدوام المدرسي بين الطلاب. من جهته، وقف المشرف على المركز الإعلامي رئيس تحرير"رسالة جامعة طيبة"الدكتور علي الغامدي، في الصف المنادي باستثناء طلاب المدينة في التقويم الدراسي السنوي، عبر تمديد إجازة عيد الأضحى قبل وبعد الإجازة الرسمية. وقال الغامدي:"إن اعتماد المدينةالمنورة"مدينة حج"جاء نظراً لأهمية الحدث، لذا فإنه من الضروري أيضاً عدم تحميل الطلاب وأولياء أمورهم عبء مواجهة الازدحام الشديد الذي تعانيه طرق وشوارع المدينةالمنورة لاستضافة ضيوف الرحمن، فالسعودية تحترم وفودها وزائريها، ما يجعلها تعطي الأولوية للأماكن المقدسة، وتضعها في مقدمة اهتماماتها لعالميتها، ومن المنطقي أن يحصل الطلاب والطالبات والمعلمون فقط على إجازات حتى لا يشكل ذلك عبئاً على أولياء الأمور". وأضاف:"هذه الإجازات يجب أن يحصل عليها الطلاب والطالبات فقط، لا الإداريون أو أعضاء هيئة التدريس، لأن أوقات الذروة في الحركة المرورية بالمدينةالمنورة تنحصر في أوقات الصباح أثناء خروج المعلمين والطلاب إلى مدارسهم". واستطرد قائلاً:"لا أدعو هنا إلى التقاعس ولا إلى التكاسل، ولكن إلى تخفيف العبء عن أولياء الأمور، لازدحام المدينةالمنورة وامتلائها بالزوار من الحجاج، إذ لا ينحصر وجود الحجاج في المنطقة المركزية بل ينتشرون في كثير من أرجاء المدينة، كما أن الساكنين منهم في تلك المنطقة كثيراً ما يخرجون منها لزيارة المواقع الدينية والتاريخية خارجها". من جانبه، أكد المدير العام لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة المهندس عبدالفتاح عطا، أن القرار لا يتعارض مع الدوام الرسمي للمدارس والدوائر الحكومية، وقال:"إن وجود الحجاج في المدينةالمنورة ينحصر في المنطقة المركزية، حيث يسكن نحو 80 في المئة منهم، كما أن وجود الخطوط السريعة في طرق المدينة أصبح يسهل الوصول إلى جميع أرجائها". ووجد عطا أن قرار اعتبار المدينةالمنورة مدينة حج داعم بشكل كبير من جميع النواحي، وعلى الأصعدة كافة، إذ يستقبل مطار المدينةالمنورة آلاف الحجاج كل عام منذ الأول من ذي القعدة، ويودع آخر دفعة منهم في الخامس عشر من محرم، وقال:"الدعم الذي قدمه القرار لمسنا فوائده هذا العام، إذ تم تفعيل خطة مطار المدينةالمنورة على جميع المقاييس، خصوصاً وأن العاملين في موسم الحج في المدينة تحصلوا على حوافز لم يكونوا يحصلون عليها في الماضي".