كشف وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم الدكتور محمد الرويشد ل"الحياة"، أن وزارة التربية والتعليم تعمل حالياً على تنفيذ برنامج للحد من إيذاء الأطفال في المدارس، مشيراً إلى أنه برنامج تربوي لحماية الطلاب من الإيذاء بأنواعه المختلفة، سواءً أكان مصدره الأسرة أو المدرسة أو البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطالب. وقال الرويشد:"تمت تسمية البرنامج ب"برنامج الحد من إيذاء الأطفال"، توافقاً مع التعريف الدولي للطفل في ضوء حقوقه التي أقرتها هيئة الأممالمتحدة ووافقت عليها السعودية". ولفت إلى أن البرنامج حدد عمر الطفل منذ ولاته إلى سن 18 عاماً، وهذه الفترة تشتمل على المرحلة العمرية للطالب الملتحق بمدارس التعليم العام، وهو يُعنى بوقاية الطلاب من الإيذاء والتعامل مع الحالات التي تقع عليها الإيذاء وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. ومع إقرار وزارة التربية والتعليم، بأن آلية حصر حالات الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال في المدارس حديثة، طالبت الوزارة المدارس إبداء مرئياتها ومقترحاتها حول تطوير أساليب اكتشاف ورعاية حالات سوء التعامل وإهمال الأطفال في المدارس، من خلال تعميم أصدرته أخيراً حصلت"الحياة"على نسخه منه يتضمن المطالبة بالاطلاع على نص الآليات واستثمار المعلومات الإحصائية عن حالات الإيذاء بالمدرسة وجدولها التفصيلي، والعمل على إعداد خطة عمل آلية لتنفيذه بشكل فاعل بما يضمن تطبيقه لتحقيق أهدافه المنشودة، ومن ثم موافاة الوزارة بتقرير شامل عن هذا الموضوع متضمناً مرئيات مسؤولي المدارس لتطوير هذه الآليات في موعد أقصاه نهاية كل فصل دراسي. وتشتمل الاستمارة المرفقة بالتعميم على توضيح للمقترحات حول برنامج اكتشاف ورعاية حالات سوء التعامل وإهمال الأطفال في المدرسة، واستمارة لمتابعة حالات الطلاب من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، إضافة إلى جداول توضيحية لنوعية الحالة وكيفية التعامل معها، والحالات السرية التي لا يمكن الإفصاح عنها. وعاد وكيل الوزارة للشؤون التعليمية ليؤكد أن البرنامج بدأ تطبيقه فعلياً في المدارس كافة، وضمن آليات وقواعد تنظيم السلوك والمواظبة والميثاق الأخلاقي للتوجيه والإرشاد والميثاق الأخلاقي للمعلم، وقال:"تعمل آليات البرنامج على تنظم العلاقة التربوية بين المعلم والطالب، وتحقق الأمن النفسي والتربوي والسلوكي والصحي، وتسهم بشكل فاعل في هذا الإطار". وأشار الرويشد إلى أنه عند البدء في تطبيق البرنامج كمشروع على عينة من إدارات التربية والتعليم كشفت التقارير بعض المؤشرات حول وجود بعض الإيذاءات، يتصدرها الإيذاء البدني والإهمال النفسي والعقاب البدني والتهديد، وأضاف:"كما كشفت التقارير وجود بعض التحرشات التي تحدث من بعض الطلاب، وحالات محددة من العنف الأسري، وتم التعامل معها وفق آليات محدودة بهذا الخصوص، بالتعاون مع لجان الحماية الاجتماعية". وأكد في الوقت ذاته أن لدى وزارة التربية والتعليم آليات وبرامج ومشاريع حديثة تركز على تحسين البيئة التربوية عموماً والبيئة المدرسية خصوصاً، وقال:"تهدف البرامج الحديثة إلى التركيز على المدرسة، لتصبح بيئة جاذبة للطلاب يتعلمون فيها القيم الرفيعة والتعاليم الحسنة لديننا الإسلامي في إطار رعاية السلوك". وأضاف الرويشد:"تم وضع آليات تربوية فاعلة لرعاية سلوك الطلاب وتقويمه، وصدرت قواعد لتنظيم السلوك والمواظبة بهدف ضبط سلوك الطالب وتعديله، بحيث تم رصد الأنظمة الجديدة في دليل أعد وفقاً لإستراتيجيات علمية تهدف إلى تنمية سلوك الطالب الإيجابي ومعالجة سلوكياته السلبية، وتعزيز التعامل مع الآخرين، وتدريب المعلمين على ما يتضمنه من مهارات للتعامل مع الطلاب، وتنفيذ ورش عمل تدريبية لتنمية مهارات الطلاب السلوكية والفكرية وحمايتهم من المؤثرات السلبية". وأشار إلى أنه تم تفعيل مهمات لجنة التوجيه والإرشاد في المدارس، بحيث تعمل على متابعة حالات العنف والإيذاء بجميع أنواعها وإشكالها بالتعاون مع لجان الحماية الاجتماعية في المناطق التعليمية، وقال:"تم تنظيم فرق عمل تربوية اختصاصية للحد من وقوع أي حالات إيذاء أو عنف في مدارس التعليم كافة، بما يسهم في حماية الطلاب نفسياً وتربوياً واجتماعياً".