ضرب مواطنون كثر في منطقة القصيم بتحذيرات الدفاع المدني عرض الحائط، بعدم استماعهم إلى مضامينها التي تحذّرهم من الاقتراب من السيول والأودية، إذ تشهد المنطقة الجنوبية من وادي الرمة الواقعة بين محافظتي بريدة وعنيزة حضوراً كبيراً لهواة التنزه، على رغم أن قصة المعلم الذي غرق وسيارته بداية الأسبوع الجاري في مجرى وادي الرمة التي نشرتها"الحياة"أول من أمس لم تعد خافية على أحدهم. ويرسم منظر"هواة التنزه"المتجمعين على أطراف الوادي، مشهداً من"اللامبالاة"وعدم الوعي، ما جعل المثل الشهير"أذن من طين وأخرى من عجين"ينطبق عليهم تماماً، معرِّضين أنفسهم وممتلكاتهم للخطر الذي يمثله احتمال ابتلاع مياه الوادي لهم. ولم تستطع فرق الدفاع المدني على رغم محاولاتها المتنوعة، من النداءات التوعية عبر مكبرات الصوت، وبواسطة رسائل الجوال، والإعلانات في الصحف والتلفزيون، منع عائلات بأكملها من الخروج إلى حافتي الوادي والاستمتاع بالأجواء الجميلة. رصدت"الحياة"الوضع على ضفاف وادي الرمة، فوجدت المتنزهين من الأعمار كافة، ومن الجنسين، في الوقت الذي لا تزال فيه فرق الدفاع المدني تحاول منعهم من الاقتراب من مجرى الوادي الذي يزداد كثافة يوماً بعد يوم، لكن المحاولات بدت"عبثية"، فالتجمهر الضخم والأعداد الكبيرة من الموجودين للفرجة على الوادي الذي لم يجرِ منذ 23 عاماً كانت أقوى من جميع المحاولات. من جانبه، شدد مدير إدارة العلاقات والإعلام الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم الرائد ابراهيم أبا الخيل على ضرورة التزام المواطنين بتحذيرات وتوجيهات الدفاع المدني، وعدم التساهل والمجازفة بأرواحهم في رحلاتهم البرية، وذلك حرصاً على سلامتهم. وكرر مطالبته للمواطنين باتباع التعليمات التي يطلقها الدفاع المدني في مثل هذه الأيام، التي تهطل بها الأمطار بكثرة، مشيراً إلى أنه في حال الرغبة في الخروج في النزهات البرية فيجب اتباع الطرق الآمنة المؤدية إليها وعدم المجازفة بعبور مجاري الأودية والشعاب ذات المياه الجارية. ويأتي تصريح أبا الخيل في الوقت الذي تستنفر فرق الدفاع المدني في منطقة القصيم جهودها بُعَيْد هطول الأمطار التي شهدتها المنطقة، حررت خلالها مجموعة من السيارات التي احتجزت داخل مواقع طينية أو كثبان رملية في مواقع متفرقة من منطقة القصيم. إهمال وتهور يقلق الدفاع المدني من جهة ثانية، لا يزال الدفاع المدني في منطقة الرياض وبقية مناطق السعودية يبث رسائله التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام، إلا أنه وللأسف يوجد أناس يُقلقون الدفاع المدني بتصرفتهم التي قد تشكل خطراً عليهم. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض النقيب عبدالله القفاري إن ما يقلقنا الآن وجود أشخاص يضربون بعرض الحائط التعليمات والإرشادات الخاصة بالخروج إلى المتنزهات البرية، مشيراً إلى أن هذه التعليمات في الدرجة الأولى وُضعت لسلامتهم والمحافظة على أرواحهم. سد"العِلْب"كورنيش الرياض على ضفاف وادي حنيفة أصبح سد"العِلْب"بعد تأهيله وتحسينه ضمن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض متنزهاً يضاف لمتنزهات العاصمة، وكورنيشاً يطل على ضفاف وادي حنيفة. وشهد سد"العِلْب"الذي يقع شمال الدرعية التاريخية بمسافة 8 كيلومترات أعلى وادي حنيفة وجنوب طريق العمارية، خلال الأيام الماضية بعد انتهاء تأهيله كثافة في عدد المتنزهين والزوار. يذكر أن مياه السيول تتجمع في السد بعد هطول الأمطار مكونة بحيرة طبيعية، ويعتبر السد من السدود المهمة المنفذة في وادي حنيفة، إذ تتجمع فيه المياه المتدفقة من شعيب الحيسية والعمارية. واشتملت أعمال التأهيل في متنزه سد وادي العلب على إقامة ممرات للمشاة بطول 5.5 كيلومتر، وجلسات للمتنزهين تشمل 93 جلسة، ومواقف للسيارات على جوانب الطريق تسع 200 سيارة، ورصيف للمشاة بطول 2 كيلومترين مع مزود بالإنارة. وتضمنت الأعمال في السد زرع 2000 شجرة من الأشجار الصحراوية، إضافة إلى زراعة 500 نخلة على رصيف المشاة، مع تنفيذ دورتي مياه وتنظيف الوادي وإزالة المخلفات من بحيرة السد. ازدياد منسوب المياه في وادي الرمة حذّرت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة القصيم من ازدياد منسوب المياه في وادي الرمة الذي يمر بمنطقة القصيم. ودعت المواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من الوادي والحرص على مراقبة الأطفال أثناء التنزه في المواقع الأخرى، خصوصاً مجاري المياه والأودية. وأوضح المدير العام لإدارة الدفاع المدني في منطقة القصيم العميد فهيد بن فرحان الفايدي أن الدفاع المدني في المنطقة يعمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على الحد من المخاطر المحتملة بعد هطول الأمطار الغزيرة على منطقة القصيم خلال الأيام الماضية. وأبان أن مديرية الدفاع المدني في المنطقة ترصد وتتابع منسوب مياه الوادي، من خلال تقارير دورية يومية تبثها إدارات الدفاع المدني في المنطقة، ويتم تحليلها ومن ثم يتم تحديد جميع المخاطر المحتملة لها. وفي ما يختص بالوسائل الوقائية التي استخدامها الدفاع المدني أوضح الفايدي أن الجهات المعنية في المنطقة تلقت مسبقاً توجيهات أمير منطقة القصيم رئيس لجنة الدفاع المدني الرئيسية بها الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للاستعداد المبكر لما قد يحدثه موسم الأمطار لهذا العام، وفقاً للتقارير الواردة من هيئة الأرصاد وحماية البيئة في المملكة. وأشار إلى توجيه للقيام بمراقبة الأودية والشعاب والعمل على إزالة جميع العوائق التي قد تعترض مسار تلك الأودية وتوفير الإمكانات اللازمة للقيام بالعمل على الوجه الأكمل. وأضاف أن مديرية الدفاع المدني بالمنطقة وبمساندة الجهات ذات العلاقة عملت على منع وصول مياه الوادي إلى بعض المواقع الحيوية في المنطقة، عبر وضع الحواجز الخرسانية والسواتر الترابية والعمل على مراقبتها بشكل متواصل.