استبشرت الأسر المحتاجة في عدد من المناطق خيراً، بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الخاص بتقديم المساعدات العينية للمواطنين المتضررين من موجة البرد القارس التي تشهدها عدد من المناطق الشمالية حالياً. وشكّل أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمس، لجنة خاصة لتنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين بسرعة تقديم المساعدات العينية للمواطنين المتضررين من موجة البرد القارس. وأوضح المنسق الإعلامي في إدارة العلاقات العامة في إمارة منطقة الجوف عبدالعزيز الحموان ل"الحياة"، أن اللجنة بدأت أعمالها بحضور مندوبين من وزارة المال، إذ تم عقد اجتماع مع أعضاء من الجمعيات الخيرية و"الضمان الاجتماعي"و"الدفاع المدني"لحصر المتضررين من موجة البرد القارس والصقيع. وأشار إلى أن اللجنة ستستعين بالعمد والمعرفين للوصول إلى المحتاجين والمتضررين غير المسجلين بالضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، حتى يستفيدون من هذه المكرمة الكريمة، موضحاً أن المساعدات تتضمن بطانيات وملابس الشتاء وفُرش ومواد غذائية ووسائل تدفئة ومستلزمات أخرى. من جهتهم، طالب عدد من أهالي الجوف الذين تحدثوا إلى"الحياة"، ألا تقتصر هذه المساعدات على المسجلين في قوائم الجمعيات الخيرية، إذ ذكر المواطن محمد السعد أنه يوجد مئات الأسر المحتاجة في المنطقة، إلا أن تعففها يمنعها من طلب المساعدات، أو تسجيل أسمائهم في الجمعيات الخيرية. وأشار إلى أن قسماً من المسجلين في الجمعيات الخيرية لا يعتبر محتاجاً بشكل كبير، إنما عادتهم في طلب المعونات تدفعهم إلى طلبها، كلما لاحت بوادر مساعدات خيرية. وقال أحد وجهاء ضاحية قارة جنوبسكاكا فضل عدم ذكر أسمه:"أستطيع الحديث باسم قسم كبير من الأسر المحتاجة في المنطقة، إذ أعرف أكثر من أسرة"معدمة"، أتمكن من إيصال المساعدات المالية إليهم بطريقة لا تجرح كبرياءهم". وأضاف:"المساعدات التي تقدم إلى تلك الأسر تعتمد على دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الأعمال البسيطة، التي تتقنها نساء تلك الأسر، كصنع الأكلات الشعبية وخياطة الملابس النسائية". وأكد أن آثار موجة البرد القارس انعكست بشكل"مخيف"على تلك الأسر، لافتاً إلى أن معظم منازل تلك الأسر بسيطة ومتواضعة، ولا تتوافر فيها وسائل التدفئة الضرورية، ما يجعل وقع البرد عليهم قاسياً ومؤلماً. وأوضح أن الأسر المحتاجة، ستستقبل مساعدات خادم الحرمين الشريفين بكل سعادة ورضا، نظراً إلى أنها أتت بأمر من"ملك القلوب"، الذي يعتبرونه الأب الحاني صاحب المبادرات الإنسانية العظيمة. وطالب الجهات المعنية، بالتأكد من إيصال مساعدات خادم الحرمين الشريفين إلى المحتاجين بكل دقة، بطريقة تضمن حصول الجميع على وسائل التدفئة التي تقيهم من البرد. من جهته، أكد أحد الناشطين في هيئة الإغاثة الإسلامية في عرعر، أنه يوجد نحو 850 أسرة في عرعر تتكفل فيهم الهيئة، أما عن طريق الدعم السنوي أو الكفالة الشهرية أو المساعدات الدورية، لافتاً إلى وجود لجان تنتظر الاعتماد من الجهات المختصة للبدء في توزيع الإعانات التي وجَّه فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الناشط محمد الكلابي ل"الحياة"، راوياً حاجة عدد من الأسر:"توجد عدد من الأسر تعيش تحت مستوى خط الفقر، إذ إن الإحصاءات غير الرسمية تؤكد وجود أكثر من 500 أسرة يسكن بعضهم في الصفيح وآخرون في منازل مسلحة مهجورة، في حين أن بعضهم يفتقد لأبسط الحاجات والخدمات الإنسانية اللازمة". وأضاف:"أن بعض الأسر تتجه إلى بيع مؤن الشتاء التي يتبرع فيها أهل الخير لسد رمق المعيشة، إذ اطلعت على حال أسرة مكونة من أم وابنتين إحداهما مطلقة، يعيشون على إيقاد نار الطبخ على ألواح خشبية، وما يجود فيه عليهم أهل الخير". ولفت إلى"وجود أسرة مكونة من 6 بنات في العشرينات من العمر، يتيمي الأب والأم منذ الصغر، يعيشون صفيح لا يتوافر فيه الكهرباء والماء، إذ فصلت الكهرباء من المتعهد، لعدم سدادهم لالتزامات المالية، كما يوجد مُسن ضرير في العقد الثامن من العمر، يعول ابناً وبنتاً لم يتجاوز ال20 من العمر، يعيش تحت بساط الجوع والفقر، إلى حداً قد يصل إلى أن نام يومين من دون لقمة تسد جوعه وجوع أبنائه".