على رغم شكاوى المسلمين المتنوعة إلى الله في صلواتهم المفروضة والمسنونة، إلا أن صنوفاً من تلك الشكاوى لم تزل طي الكتمان، لحساسيتها، أو لأنها لا تعني غير السائل وربه. وبين الحين والآخر، في شتى العصور، تهرب قضايا خاصة من سلطة المعنيين بها إلى المجتمع المحيط. وزخرت كتب التراث بغرائب المسائل، التي يفترض ألا تتجاوز العبد وخالقه، حتى قال أحد السلف:"إنني أسأل الله حتى شسع نعلي، وملح طعامي"! وإذا كان الأئمة الذين يرددون في إحدى مقطوعات قنوتهم"ولا أيّماً إلا زوجته"، فإن النساء اللاتي كان دورهن يتوقف عند"التأمين"على دعاء الأئمة، كشفن هذه المرة أن لهن مطالب في شهر الرحمة والغفران، أهم من شسع النعل وملح الطعام بالنسبة إليهن! أولئك النسوة روين ل"الحياة"كيف أن"صلاة التراويح"غدت بالنسبة إليهن ملاذاً لمد حبل الوصل مع الله والناس، إذ يسألن المولى أن يكشف عنهن وباء"العنوسة"، ويتعرّضن لنفحات الخاطبات، وأعين أمهات الشبان في المصليات، لعل الله يختم رمضانهن بالعتق من النار والعنوسة معاً.