أحبطت الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة الشرقية، وصول إرساليات أغنام مصابة بمرض الحمى القلاعية، قبل دخولها الأسواق السعودية، ووصل عددها إلى 1851 رأساً من الأغنام. وأوضح المدير العام للزراعة في المنطقة الشرقية سعد المقبل ل"الحياة"، أن"1500 رأس مصابة ب"الحمى القلاعية"، اكتشفت في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام خلال شهر ربيع الأول الماضي، كما اكتشفت 351 رأساً مصابة في إرسالية أغنام واردة من طريق الحجر الحيواني في جسر الملك فهد خلال الشهر ذاته، وقد تم التخلص من الأغنام في الإرساليتين بالطرق النظامية. وكشف المقبل، أنه"تم منع استيراد القطعان من تسع دول آسيوية، هي: الأردن، وتايوان تايبيه، وإيران، واليمن، والهند، ولبنان، وتركيا، والعراق وباكستان، إضافة إلى منع الاستيراد من جميع دول القارة الأفريفية". وفي ما يخص الإجراءات الاحترازية التي ستتخذها وزارة الزراعة لمنع انتقال العدوى إلى القطعان في السعودية، بعد ظهور المرض في دول عدة، أوضح أنه"سيتم إجراء استقصاء وبائي عن المرض على القطعان الموجودة في السعودية، إضافة إلى القيام ببرنامج تحصين عن المرض على مدار السنة". ولم يتوقع المقبل أن تؤثر"الحمى القلاعية"على ارتفاع أسعار الأغنام والأبقار، موضحاً أن أسواق الماشية"مفتوحة، ويتحكم فيها مبدأ العرض والطلب"، مطالباً مربي الماشية ب"سرعة إبلاغ أقرب فرع من فروع الوزارة، في حال الاشتباه بأي مرض"، موضحاً أنه"تم توزيع نشرات إرشادية عن جميع الأمراض، ومنها هذا المرض"، كما تم عمل حملة إرشادية بيطرية لمربي الماشية أخيراً، في محافظة حفر الباطن". ويهدد مرض"الحمى القلاعية"، الذي يُسمى بالإنكليزية مرض"الظلف والفم"أو"أفتوسا"، الثروة الحيوانية في العالم، والأمن الغذائي العالمي، وهو مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكن أن يصيب الحيوانات ذات الخف، كالجمال والأفيال، أما الخيول، فلديها مناعة ضد هذا المرض، الذي من أعراضه"ارتفاع درجة الحرارة، لتصل إلى 42 درجة مئوية، وتكون فقاعات مملوءة بسائل على اللسان والشفتين والفم والحلق والبلعوم والمناطق الرقيقة من الجلد كالضرع وبين الأظلاف أو أصابع الحيوان في الأقدام أو فوق الأخفاف، وهناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له". وينتقل الفيروس بواسطة العلف الملوث بالفيروس أو من خلال استنشاق الهواء في المناطق الموبوءة، والفيروس يكون فقاعة مائية أولية خلال 24 إلى 48 ساعة في مكان دخوله الجسم، بعدها ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب فترة تتراوح بين 24 و 36 ساعة، وفي هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً العدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز، وتتورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة، ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة، وتنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قروحاً مؤلمة ملتهبة، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول الطعام، كما تظهر الفقاعات نفسها على الأقدام، التي تتقرح وتلتهب، فتظهر الحويصلات بين الأظلاف، ما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة. وتعود سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل مهمة، هي: مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير، بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، ما يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر.